رمضان بين الطقوس والغموس
رياض الفرطوسي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رياض الفرطوسي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كم منا ينتظر شهر رمضان ‘
ويحتفي به قياماً وقعوداً ايماناً واحتساباً ‘
ولكل منا طريقة وطريق الى الله ‘
الله الذي يشكل حقيقة الايمان الداخلي ونور الوجود‘
هل نحتاج الى طقوس معينة تقربنا اليه في وقت ما وفي مكانٍ ما؟
ترتبط الذاكرة الجماعية لنا بروح الصلة والصلوات ‘
بين الاهل والجيران والاصدقاء والاطفال ‘
حيث تشكل اوقات الفطور وموائد الافطار والاطباق العامرة ‘
وصوت مؤذن الحي يتحشرج بالدعاء والخشوع والتأمل.
الانتظار يشكل صلة الفصل بين وقت الافطار والصبر على العطش والجوع .
حيث وقت تبادل الاطعمة بين الجيران .
وياتي وقت ملء البطون ‘
ومن كثرة ما يؤكل تكاد لا تستطيع ان تجتر لها نفساً.
الكل يتسابق من اجل وضع اكبر كمية ممكنة ‘
من الطعام والحلويات والماء والعصير ‘
والمكسرات في جوفه ‘
ويستمر مسلسل الاكل الى وقت السحور ‘
وهو الوقت الذي تتجلى فيه الارواح بالدعاء ‘
والتضرع وصلوات الليل سحوراً وتهدجاً.
الحرص على عمل الخير والامتناع عن الحقد ‘
والغضب والشر والضغينة والنميمة ‘
طيلة فترة النهار .
شهر رمضان الذي يشكل وحدة السلام والنور ‘
من خلال الابتهالات والادعية والعبادة
والحب من اجل ان نعرف انفسنا ‘
ونعرف اكثر كيف نتأمل في ذات الله ‘
ونتفكر ونفكر بعمق الصلة التي تجمع ‘
بيننا وبين الاخر .
قد تتخذ بعض الطقوس شكلاً من اشكال ‘
(الموضة ) او المجاملات او الاستعراضات ‘
او الدعوات على حساب القيمة العظيمة لشهر رمضان
لذلك لابد من تعديل الصورة المتداعية لبعض الطقوس ‘
والممارسات الاجتماعية من اجل صناعة التغيير ‘
وترتيق الصورة الممزقة التي تحاول بعض وسائل الاعلام ‘
من تسويقها وهي تنقل لنا صوراً عن المقاهي الرمضانية ‘
وعن بعض السهرات التلفزيونية الراقصة.
يأتي شهر رمضان لكي ينبهنا ويذكرنا عن اي غفلة قد نمر بها ‘
ويحفزنا على ممارسة دورنا الانساني الحقيقي في هذه الحياة ‘
من خلال التزام الفضائل والاحسان والخير والمبادرات الانسانية ‘
وهذه واحدة من رسائل التبليغ ‘
ومسؤولية كل انسان نبيل وواع ومخلص ‘
بأتجاه حركة النهوض والبناء والاصلاح في المجتمع.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat