
الى سيِّدي ومولاي السِّبط المُجتَبى الإمام الحَسَن (ع):
عَطَّرتَ عُمرَكَ من رحيقٍ عَطَّرَكْ **** وملأَتَ من مِسكِ النُّبوَّةِ مَبسمَكْ
فانداحَ في الرُّوحِ النَّدى مُتَسَرِّبًا **** وانْثَالَ يَسري في الدِّما ما أَرضَعَكْ
سِبطٌ كَقُرصِ الشَّمسِ آيةُ حُسنِهِ **** سبحانَهُ من نورِهِ قد صَوَّركْ
يازينةَ اللهِ الجميلِ بعرشِهِ **** بِشُعَاعِهِ الرَّحمَنُ عِزًّا كَلَّلَكْ
قَمرًا تَطوفُ على القلوبِ مَحَبَّةً **** بالحُسْنِ مِنْ تاجِ القَدَاسةِ رَصَّعَكْ
رَيحانَةُ الهادِي الرَّسولِ ورَوْحُهُ **** كَبِدُ البتولِ , وريحُها قد طيَّبَكْ
يابنَ النُّبوةِ والهُدَى مُتَسامِيًا **** والوالدُ الضّرغامُ حِلْمًا أَكْسَبَكْ
كَمْ خصَّكَ اللهُ العظيمُ بآيهِ **** وتزيَّينَ الذِّكرُ الكريمُ فأَخْلَدَكْ
فيكَ الخِصَالُ الدُّرُّ ثَروَةُ عَابدٍ **** تَسمو عَلَى هَامِ السَّنا , ما أَنبلَكْ
كَرَمٌ تَشَرَّبَ في دِماكَ سَجيَّةً **** مُذْ كنتَ أَسكَنْتَ اليتامى مَحْجَرَكْ
فَسَخاؤكَ المَمدودُ قَلَّ مَثيلُهُ **** إذْ دوَّنَ التاريخُ نُبْلًا مَيَّزَكْ
**********
وصَبَرتَ مُحتَسِبًا وصَبرُكَ عِصْمَةٌ **** فَحَفظتَ عَهدًا بالنُّهى ما أَرَّقَكْ
كَم كَذَّبوكَ بِظَنِّهمْ سَفَهًا فَمَا **** نالوا سِوى خِزي, وَنُجِّيَ مَنْ مَعَكْ
خَلَعُوا ردَاءَ العِزِّ دونَ رويَّةٍ **** كَمْ مِنْ دَعيٍّ كانَ مَولىً أَخْدَعَكْ
وَتَشَيْطَنوا لمَّا سَعَيْتَ مُصَالِحًا **** وَتَجَاسَرَ الرَّهطُ اللئِيمُ لِيَخْلَعَكْ
سَبُّوا عَليَّاً جَهرَةً بنَذَالةٍ **** وتآمَرُوا بالغَدرِ سُمًّا يَشْرَبَكْ
فَتجَرَّعوا كأسَ المَذَلَّةِ خِسَّةً **** وتَطاولوا حِقْدًا وحاكوا مَصرَعَكْ
فَبَقيتَ نورًا في الأَنامِ مُخَلَّدًا **** وتَقَطَّعتْ أَسبابُ مِمَّنْ أَجحَدَكْ
يابْنَ الأُلى نَهَجُوا الرَّشادَ وراثةً **** يَابْنَ الذي بكِسِائِهِ قَد جَلَّلَكْ
يابْنَ البتولِ الطُّهرِ حَسبِي بَيْعَةً **** أُنْهِي بها العُمرَ الخَجولَ لأَتْبَعَكْ
*الدكتور سعد الحداد
|