• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : محاصصة في القمة العربية .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

محاصصة في القمة العربية

لعل ما يميز قمة العرب نهاية مارس 2012 المقبل والتي ستعقد في العاصمة بغداد إنها القمة الأولى من نوعها التي تعقد بعد تحول غير مسبوق في الأوضاع العربية التي شهدت تغييراً شاملاً في نظمها السياسية الحاكمة, وعلى مدى عقود طويلة.
ففي القمة البغدادية ستكون بلدان (تونس، مصر،ليبيا، اليمن) ممثلة بزعامات جديدة لم يكن أحد ليتوقع يوما إنها ستكون في أعلى سدة الحكم لعقود من الزمن جاوزت الثلاثة (زين العابدين بن علي، حسني مبارك، معمر القذافي، علي عبد الله صالح) ويعلم الله من هو التالي من الرؤساء الماضين في طريق النهاية.
في العراق إتخذت المحاصصة سبيلها الى التطبيق كنظام فاعل في السياسة العراقية منذالعام 2003، وكل الرئاسات (الجمهورية، الحكومة، البرلمان) ,وكل الوزارات، والمناصب الكبيرة والصغيرة تخضع لنظام المحاصصة الحزبية، والطائفية، والقومية. فرئيس الجمهورية كردي، ورئيس الحكومة شيعي، ورئيس البرلمان سني، وجميع الوزراء والمسؤولين وذوي الدرجات الخاصة (وليس ذوو الإحتياجات الخاصة) لا يحصلون على المباركة والشرعية إلا بعد الإطمئنان لإنتمائهم المذهبي والقومي.
إنساقت وسائل الإعلام الى نوع من الجدل يدور حول طبيعة التمثيل العراقي في القمة العربية المزمعة نهاية مارس الحالي، وقيل إن خلافاً نشب بين دائرة رئيس الجمهورية ,والدائرة الخاصة برئيس الوزراء على من يرأس وفد العراق، وسرعان ما خرج مسؤولون مقربون من المالكي لينفوا حصول مشاكل, لكن وضح فيما بعد إن إتفاقاً جرى بين الإثنين بموجبه تكون رئاسة القمة لطالباني، بينما يرأس وفد البلاد الرئيس المالكي، وبذلك تنتهي المشكلة.
ووفقاً لنظام المحاصصة يتوجب على رئيس البرلمان السيد أسامة النجيفي أن يطالب بحصة (السنة) في قمة العرب التي ذهبت للشيعة والكرد، لكن مصاعب تواجه أي حل يمكن أن يطرح ليرضي السنة، فليس من المعقول أن يتم إكتشاف طريقة ما ليكون النجيفي رئيساً لتوصيف معين في إطار القمة، اللهم إلاإذا تم وضعه بين الرئيسين أو أن يخصص له مقعد يكون بينهما, لكنه يتراجع عنهما بمسافة سنتيمترات قليلة، فإذا ألقى طالباني كلمة العراق، أعقبه المالكي بكلمة تكون كلماتها أقل عددا من كلمات نظيرتها الطالبانية، ثم يليه النجيفي بكلمة أقصر، وهكذا..
ستنتهي قمة بغداد الى مقررات لن تكون حاسمة،لكنها ستؤشر الوجهة التي عليها كل طرف عربي ورؤيته للأحداث والمتغيرات في المنطقة، وستضغط ملفات الإحتجاجات في البحرين وسوريا، والإحتقان في العلاقة مع إيران على المجتمعين, وستتباين المواقف، لكن العرب ,والعراقيين منهم يرغبون بالخروج من القمة بأقل الخسائر.
 وما يهم العراق هو عقد القمة فهو الإنجاز الأكبر لأنه يؤشر العودة الىالحياة الطبيعية بعد أن عاش عزلة حقيقية منذ أكثر من عقدين من الزمن، وسيكون اللقاء بمثابة إعلان إستسلام عربي وإعتراف بحقيقة المتغيرات الجوهرية في الحالة العراقية.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=15528
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28