التقية لغة هي مصدر من اتقى يتقى اما اصطلاحاً التقية اخفاء أمر ديني لخوف الضرر من إظهاره أو ان لا يجهر المرء بما يعتقـد اتقاء للأذى أو حتى تتحسن الظروف
التقية ملجأ كل أقلية يسيطر عليهم
الأكثريه ولا يسمحون لهم باظهار عقائدهم أو العمل على وفقها فيخافون على أنفسهم من مخالفيهم المتعصبين فهؤلاء بنداء الفطرة يلجئون إلى التقية فيما كان حفظ النفس أو ما يتعلق بها أهم عندهم من اظهار الحق والى ترك التقية وخوض غمرات الموت وتحمل المضار إذا كان اظهاره أهم. مبدأ التقية موجود قبل الإسلام وفي الاسلام في حياة النبي محمد "صلى الله عليه واله وسلم" وعمل بها الائمه المعصومين بعد النبي قال الإمام الصادق :«التقية ديني ودينين آبائي» ولكن وصلت التقية ذروتها في زمن الإمام الصادق "عليه السلام" الذي عاش مرحلة مهمة وحساسة من تاريخ الدولة الاسلامية، والتي تزامنت ما بين شيخوخة الدولة الأموية وظهور الدولة العباسية التي لا تقل بطشاً وطغياناً وتنكيلاً عن الأمويين
ولذا كان الامام الصادق كثير الحذر والترقب امر اتباعه بالتقية والكتمان
لما فيها من مصلحه للشيعة و مصلحة للاسلام وأثـر أن يهب نفسـه للعلم وان لا يفكـر في النهوض والقيام على السلطه حقناً لدماء المسلمين. ورأى ان خير ما يقـاوم به البغي هـو الكلمة المضيئة تنير للنـاس طريق الهداية وتزكيهم وتحركهم الى الدفاع عن حقوق الانسان التي شرعهـا الاسلام والى حمـايـة مصـالـح الامـة التي هي هـدف الشريعة
اهتم الإمام (عليه السلام) ببناء الجماعة الصالحة التي تتحمل مسؤولية تقوية اسس خط أهل البيت في الاُمة الاسلامية إلى جانب اهتمامه ببناء جامعة أهل البيت الاسلامية وتخريج العلماء في مختلف فنون المعرفة ولا سيما علماء الشريعة الذين يضمنون للاُمة سلامة مسيرتها على مدى المستقبل القريب والبعيد ويزرعون بذور الثورة ضد الطغيان.
عمل الامام الصادق على توجيه أتباعه وللالتزام بالتقية وتوضيح مفاهيمها ورفع مقامها وجعلها انبل خصال المؤمنين قال "ع":« لا دين لمن لا تقية له وإن التقية لأوسع مما بين السماء والأرض»
لما كان الإمام الصادق يعيش ظروف شديدة المراقبة لم يعلن عن الحجه من بعده تقية واكتفى بكتابة وصية بإمامة ولده الامام الكاظم "ع" لعدة أشخاص مقربين اليه وخاصته بقوله:" استوصوا بابني موسى خيراً، فإنه أفضل ولدي، ومن أخلفه من بعدي، وهو القائم مقامي، والحجّة لله تعالى على كافة خلقه من بعدي
|