المصريون الذين ضحوا بأرواحهم فأسقطوا نظام الاستبداد يحرصون اليوم على هذا الانجاز الوطني الشريف ولعل شباب الثورة والقوى المخلصة لأبناء مصر على درجة من الوعي والتأهب دون ان تمرر مشاريع بعض الطامعين في رسم مستقبل هذا البلد.
ليس بعيداً ان تعبث السعودية داخل مصر لتأجيل الانتخابات الرئاسية القريبة أو تغيير بعض مساراتها، فهي تلوّح بأموال وقروض دون ان يتلمس الشعب المصري مصداقية ذلك بنفسه وتلوّح تارة أخرى بطرد اكثر من مليون مصري عامل في السعودية.
وهل ما جرى في منطقة العباسية اليوم من فتنة وقتل للناس هو الآخر تدخل لتبرير هذا التأجيل لا سيما ان المجلس العسكري الحاكم كان قد دعا رؤساء الاحزاب للتشاور العاجل. وهل ينسى المصريون ان السعودية هي من طالبت بعدم محاكمة حسني مبارك؟
انها تخشى ان تطرق الرياض رياح التغيير فتعمل بقوة لتصدير أزماتها الداخلية ومن ثم تأزيم المنطقة وقد جندت أقصى طاقاتها لاسقاط سورية الممانعة.
وما قامت به في اليمن من ايذاء شباب الثورة ومصادرة ما كانوا ينادون به من محاكمة نظام صالح جاءت بمعاونه عبد ربه منصور هادي بديلاً وكأن سيناريو الاحداث يريدون لها أن تجري بشكل يتفق ومصالح السعودية فهل سيحضى أحمد شفيق بمباركة سعودية، او انها لا زالت تراهن على السلفيين في مصر بعد ان فقدت الوصال مع الأخوان ماذا تريد السعودية وراء اعتقال المصريين في المملكة ومطاردتهم، كل هذا التأزيم من أجل ان ترتب الأمور في الداخل المصري على القياس السعودي ليصب في مصلحة أمريكا واسرائيل.
فهل سيتحقق ما يهدف اليه النظام السعودي الذي يتآمر وينفذ خطط الحروب الناعمة دعماً للمشروع الامريكي في المنطقة ومشروع الشرق الاوسط الجديد. |