المتاهة:
في حياة كل انسان مواقف وأحوال لا يستطيع التحكم فيها بطريقة صحيحة؛ لغياب كافة التفاصيل لحظة القرار، وهو متأثر بظروف نفسية خاصة واقعاً تحت تأثير الحاح وضغط شديد، ويشعر بالارتياح؛ لأنه استطاع أن يتغلب على كل شيء، ويطمئن، فهو يعتقد أنه كان صادقاً، عادلاً صائب الرأي وحسن النوايا.
وبعد مضي زمن يكتشف الحقائق وتنكشف له الستائر المطوية، تنكشف الأسرار وتلوح الحقيقة لينكشف أن القرار الذي اتخذه دفع ثمنه إنسان آخر، فما حسبه في يوم ما عدالة كاملة، واذا هو الظلم بعينه، وما رآه يوماً هو الحكمة.
انكشف الأمر، وإذا هي أخطاء لا تغتفر، انجلى الامر، وإذا هي آثار لا يمكن أبداً تواريها عن العين مهما كانت المحاولات جادة، تعذب القلب بآلام من ظلموا يوماً بتصور الاحسان، واذا بالندم يأكل الروح والواقع على ما هو عليه لا يتبدل، ولا يستطيع الانسان اصلاح ما افسده بنفسه، الاعتراف بالذنب سيكون مدمراً والسكوت عليه عدم راحة، متاهة صعب الخروج منها، والسعيد من تحسس حقوق الآخرين قبل أن يضع كلمته الأخيرة.
الخطأ:
ليس من الخطأ أن نتعلم وتتسع مداركنا، نبني كمّاً معرفياً وعلماً بالأشياء، وهكذا نتقدم ونرتقي، لكن العبرة دائماً في الاستفادة من الأخطاء، يظلون يكررون الأخطاء رغم الصفعات التي يتلقونها، العاقل من يتعظ ومن يكتشف اخطاؤه، ويعالجها ويسعى لتصحيح مسارها، أما الشقي الذي لا يتعلم، الخطأ لا يولد سوى الخطأ، ستصبح حياته دوامة حزينة مليئة بالانكسارات، هي دعوة لصقل الشخصية وليست للكسران، ليكبر العقل وتنفتح الافاق ولنكتسب خبرة ونرى كيف سنجتاز التجربة.
حكاية:
يقال إن أحد البدو الذين يسكنون بيوت الشعر قرر أن يدعو الناس الى وليمة، فأرسل احدهم ليبلغ الناس على العشاء، اندهش البدوي عندما رأى عدد الحضور قليلاً، واكثر الحاضرين لا يعرفهم، فسأل عن سبب غياب معظم الناس..؟ قال الداعي، انا لم أدعُ أحداً للعشاء بل أخبرتهم ان بيتك احترق، فهؤلاء هم من فزعوا لمساعدتك في إطفاء الحريق، ويستحقون الوليمة أكثر من سواهم.
|