محترفو الفن الهابط من شريحة باعة الجسد واللحن والصوت يتحكمون في السنوات الاخيرة بمنابر واذاعات وشاشات العراق، ويفرضون حضورهم وفنهم المقيت بالنفاق والعلاقات الفاسدة وبتدمير الذوق.
منظومة تسليع الفن والفكاهة تحت مسمى الحرية الشخصية تمكنت من حجز حيز واسع لها في سوق الساحة الاعلامية واصبحت تمثل تهديدا للاعلام بحد ذاته وللوعي الفني والثقافي للجمهور على حساب هوية ودور الفن الاصيل والهادف
بل وان هذا المحتوى الهابط الذي يقدمه مجموعة من فاقدي الذوق العام والاخلاق، بدأ بالتأثير بشكل او اخر وبصورة مباشرة على شريحة مهمة من المجتمع وهي شريحة المراهقين تحت اضواء الطشة وترويج ان النجاح والشهرة لاتأتي الا من خلال نشر محتوى مخالف للدين والعادات.
وفي ظل السنوات الاخيرة كنا نلاحظ ضعف الدور الحكومي في ملاحقة هؤلاء وترك الحبل لهم ممدودا ليقترفوا الكثير من التصرفات المقرفة واغراق المجتمع بتفاهاتهم.
ومن المهم جدا التنويه على دور العائلات العراقية، وارباب الاسر في متابعة ابنائهم ولاسيما المراهقين منهم، وعدم الغفلة في ترك مقدرات ابنائهم فريسة سهلة لكل من ينشر محتوى هابط لايحتوي على الاخلاق الصحيحه.
وكما نصح سماحة المرجع الأعلىٰ السّيّد السّيستاني ، (دام وجوده المبارك) للعائلة المؤمنةِ
في شهر رمضان الْمبارك، (وعلىٰ الْمُؤْمِنِين – أعزّهم اللهُ تَعَالَى – أنْ يَلْتَزِمُوا جانبَ الحِيطةِ والحذرِ فِيمَا يُعرض مِن المسرحيات والمسلسلات ، وعلىٰ أَوْلِيَاء الْأُمُور أنْ يتحمّلوا مسؤوليّاتهم تُجَاه أَفْرَاد أسرتهم ، وأنْ يَخْتَارُوا لِأَبْنَائِهِم كلَّ مَا فِيهِ صَلَاحُ دُنْيَاهُم وآخرتهم - وأنْ يبعدوهم مِن كلّ مَا يلوّث فطرتهم النقيّة أَو يُفسد أخلاقَهم - نَسْأَلُه سُبْحَانَه وتعالىٰ التوفيقَ والتسديد).
وفي ظل الحكومة الحالية هناك حملة تبتنها وزارة الداخلية لملاحقة اصحاب المحتوى الهابط وبقرارات قانونيه صادرة من المحكمه للحد من انتشار هذا الوباء الاجتماعي.
ويجب التنويه على الاجراءات المتخذة من قبل الحكومة هي بموجب قرار صادر من مجلس القضاء الاعلى، حيث اصدر اعمام مرقم(204) في 8/ 2/ 2023 والمتضمن (توجيه الجهات القضائية لإتخاذ الاجراءات القانونية المشددة بحق كل من يثبت قيامه بنشر محتوى ينطوي على اساءة للذوق العام او يشكل ممارسات غير اخلاقية او الاساءة المتعمدة للمواطنين و لمؤسسات الدولة).
أن صناعة و نشر المحتوى هابط تعتبر جنحة يعاقب عليها بالحبس مدة لا تزيد على سنتين وبغرامة او باحداهما وفق احكام المادة 403 من قانون العقوبات العراقي (111) لسنة 1969، كون الفعل يعتبر من مصاديق المادة اعلاه لا سيما عبارة (كل من صنع …صورا او افلاما او رموزا او غير ذلك من الاشياء اذا كانت مُخلة بالحياء او الآداب العامة...).
ختاماً يجب ان نثمن دور الحكومة والقضاء العراقي في تصديه لهذه الظاهرة التي باتت تشكل خطراً جسيماً على المجتمع العراقي وقيمه المترسخة منذ الاف السنيين.
|