التأريخ يحتاج الى كتابة جديدة هذه حقيقة هذه حقيقة لابد ان ينصاع لها علماء التأريخ ، يكتب باعادة تبعد عنه السياسة واهواء المؤرخين وترد عليهم ، وهناك شخصيات كثيرة بحاجة الى اعادة قراءة ، مثل شخصية صلاح الدين الايوبي بحاجة الى قراءة وتعديل، شخصيات غطت السياسة على مساوئها ، شخصيات ، وشخصيات غطت السيوف على انحرافاتها ، ربما صرخة الدكتور صالح الورداني تأخذني الى مرتكز التأريخ الدولة الفاطمية ، أغلب المؤرخين العرب في المشرق في الشام والعراق كانوا منحازين للعباسين ، وكانت كتاباتهم معادية للفاطميين ، بينما المؤرخين المصريين كتبوا بحيادية ، وفي العصر الحديث استمرت حملات التشويه التي أخذت طابعا طائفيا ، الفاطميون يرجع نسبهم الى محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق بينما المصادرر العباسية ارجعت اصلهم الى الفرس والى اليهود ، أسس الفاطميون دولتهم في مدينة المهدية في ولاية افريقية سنة 912م واتخذوها عاصمة لهم ، ، دخل المعز بالله مصر بقيادة قائده الذي فتح المغرب ( جوهر الصقلي )وبنى مدينة القاهرة ،
يشيع الاعلام اليوم ا أن مصر كانت عند مجيئ صلاح الدين إليها ، شيعية . . الأسرة الفاطمية الحاكمة للبلاد كان مذهبها إسماعيلي ( الذين هم اليوم ، جماعة أغا خان و البُهرة.....و..... ) أما المصريون فكان نصفهم مسلمون سُنة و نصفهم الآخر مسيحيون أرثوذكس ( خلقيدنيون و مونوفيست ) لأن الفاطميين لم يهتموا بإرغام الناس على الانتماء القسري . و في عهدهم الذى امتد لأكثر من قرنين ، اتخذوا وزراء من المسيحيين و اليهود و مسلمي السُّنة ، دون تعصب مذهبي . و منذ دخولهم مصر ، حتى استيلاء صلاح الدين على مملكتهم لم يريقوا قطرة دم مصرية ، و المعز لدين الله الذي أسس الدولة الفاطمية لم يؤذ مصرياً وهو يقيم دولته . . بينما أراق صلاح الدين دماء عشرات الآلاف من المصريين الذين اعترضوا على غدره بالخليفة الفاطمي ، و جعل المذهب الأشعري هو المذهب الوحيد بالبلاد ، و الذي لا يعتنقه يُقتل ( بشهادة مؤرخي السنة ) و لم يُشرك معه في الحكم إلا أفراد أسرته ؟؟ كتب احد الادباء مقارنة بين الدولتين دون ان يذكر اسمه ،
الفاطميون جعلوا مصر واحةً آمنة ، و جعلها صلاح الدين مسرحاً لسفك الدماء . . الفاطميون بنوا المساجد و المكتبات الخاصة في القصور و العامة "بيت الحكمة" ، و صلاح الدين دمّر المكتبات و بدّد الكتب وهدم الاهرامات ( الوحيد الذي قال مؤرخونا إنه هدم أهرامات ، هو صلاح الدين ) . . الفاطميون التزموا مع الناس بحرية العقيدة و المذهب ، و صلاح الدين أجبر الجميع على الأشعرية . . الفاطميون قدّموا للإنسانية أهم موسوعة فلسفية في العصور الوسطى "رسائل إخوان الصفا و خلان الوفا" و صلاح الدين أمر بقتل شهاب الدين السهروردى ، الفيلسوف الصوفي ، دون محاكمة . . الفاطميون استضافوا في مصر العلّامة "ابن الهيثم" و خرج الخليفة بنفسه لاستقباله خارج سور القاهرة ، و صلاح الدين انشغل بتكوين مملكته فلم يهتم بالعلم و لا العلماء . . الفاطميون انتسبوا ، أو نسبوا أنفسهم ، لآل البيت و أحاطوا نفسهم بالحكماء "الأساتذة ، المحنّكين" و أحسنوا للناس في مصرو حافظوا على أمنهم ، و أكرموا صلاح الدين ظناً بأنه سيجاهد الصليبيين ! و فى المقابل ، أحاط صلاح الدين نفسه بأسرته الكوردية أو الشركسية ، و بالمماليك الغُز ، و جعل البلاد مسرحاً لحروبٍ بين المسلمين و المسلمين ، و كان يبعث بالهدايا لريتشارد الملقّب بقلب الأسد لاستمالته اليه ، و غدر بالخليفة الفاطمي الذي أكرمه و أحسن إليه .
|