الفاطميون أهل حضارة وابناء دين
حوراء ناصر الحسيني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حوراء ناصر الحسيني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
التأريخ يحتاج الى كتابة جديدة هذه حقيقة هذه حقيقة لابد ان ينصاع لها علماء التأريخ ، يكتب باعادة تبعد عنه السياسة واهواء المؤرخين وترد عليهم ، وهناك شخصيات كثيرة بحاجة الى اعادة قراءة ، مثل شخصية صلاح الدين الايوبي بحاجة الى قراءة وتعديل، شخصيات غطت السياسة على مساوئها ، شخصيات ، وشخصيات غطت السيوف على انحرافاتها ، ربما صرخة الدكتور صالح الورداني تأخذني الى مرتكز التأريخ الدولة الفاطمية ، أغلب المؤرخين العرب في المشرق في الشام والعراق كانوا منحازين للعباسين ، وكانت كتاباتهم معادية للفاطميين ، بينما المؤرخين المصريين كتبوا بحيادية ، وفي العصر الحديث استمرت حملات التشويه التي أخذت طابعا طائفيا ، الفاطميون يرجع نسبهم الى محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق بينما المصادرر العباسية ارجعت اصلهم الى الفرس والى اليهود ، أسس الفاطميون دولتهم في مدينة المهدية في ولاية افريقية سنة 912م واتخذوها عاصمة لهم ، ، دخل المعز بالله مصر بقيادة قائده الذي فتح المغرب ( جوهر الصقلي )وبنى مدينة القاهرة ،
يشيع الاعلام اليوم ا أن مصر كانت عند مجيئ صلاح الدين إليها ، شيعية . . الأسرة الفاطمية الحاكمة للبلاد كان مذهبها إسماعيلي ( الذين هم اليوم ، جماعة أغا خان و البُهرة.....و..... ) أما المصريون فكان نصفهم مسلمون سُنة و نصفهم الآخر مسيحيون أرثوذكس ( خلقيدنيون و مونوفيست ) لأن الفاطميين لم يهتموا بإرغام الناس على الانتماء القسري . و في عهدهم الذى امتد لأكثر من قرنين ، اتخذوا وزراء من المسيحيين و اليهود و مسلمي السُّنة ، دون تعصب مذهبي . و منذ دخولهم مصر ، حتى استيلاء صلاح الدين على مملكتهم لم يريقوا قطرة دم مصرية ، و المعز لدين الله الذي أسس الدولة الفاطمية لم يؤذ مصرياً وهو يقيم دولته . . بينما أراق صلاح الدين دماء عشرات الآلاف من المصريين الذين اعترضوا على غدره بالخليفة الفاطمي ، و جعل المذهب الأشعري هو المذهب الوحيد بالبلاد ، و الذي لا يعتنقه يُقتل ( بشهادة مؤرخي السنة ) و لم يُشرك معه في الحكم إلا أفراد أسرته ؟؟ كتب احد الادباء مقارنة بين الدولتين دون ان يذكر اسمه ،
الفاطميون جعلوا مصر واحةً آمنة ، و جعلها صلاح الدين مسرحاً لسفك الدماء . . الفاطميون بنوا المساجد و المكتبات الخاصة في القصور و العامة "بيت الحكمة" ، و صلاح الدين دمّر المكتبات و بدّد الكتب وهدم الاهرامات ( الوحيد الذي قال مؤرخونا إنه هدم أهرامات ، هو صلاح الدين ) . . الفاطميون التزموا مع الناس بحرية العقيدة و المذهب ، و صلاح الدين أجبر الجميع على الأشعرية . . الفاطميون قدّموا للإنسانية أهم موسوعة فلسفية في العصور الوسطى "رسائل إخوان الصفا و خلان الوفا" و صلاح الدين أمر بقتل شهاب الدين السهروردى ، الفيلسوف الصوفي ، دون محاكمة . . الفاطميون استضافوا في مصر العلّامة "ابن الهيثم" و خرج الخليفة بنفسه لاستقباله خارج سور القاهرة ، و صلاح الدين انشغل بتكوين مملكته فلم يهتم بالعلم و لا العلماء . . الفاطميون انتسبوا ، أو نسبوا أنفسهم ، لآل البيت و أحاطوا نفسهم بالحكماء "الأساتذة ، المحنّكين" و أحسنوا للناس في مصرو حافظوا على أمنهم ، و أكرموا صلاح الدين ظناً بأنه سيجاهد الصليبيين ! و فى المقابل ، أحاط صلاح الدين نفسه بأسرته الكوردية أو الشركسية ، و بالمماليك الغُز ، و جعل البلاد مسرحاً لحروبٍ بين المسلمين و المسلمين ، و كان يبعث بالهدايا لريتشارد الملقّب بقلب الأسد لاستمالته اليه ، و غدر بالخليفة الفاطمي الذي أكرمه و أحسن إليه .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat