منذ مدة وهذه المسالة شغلت بال الناس والقضية لا تحتاج الى كل هذا الكلام الطويل المجتمع المتدين او المجتمع الذي يفتخر بالقيم يقدس الانسان الملتزم بقيمه ويجعله قدوة وهذا الامر لا غرابة فيه فحتى الانسان غير المتدين يعتبر هذه المراة انموذجا حيا للعفة والالتزام باللباس الشرعي اما لماذا هذا الاهتمام بهذه المراة وهل فيها اختلاف عن بقية الموجودات في المسير فنقول اولا المراة محجبة بشكل كامل وهو موجود في اكثر الماشيات الى الامام الحسين عليه السلام ولكن هل حجابها طبيعي كلا حجابها ليس طبيعيا لانها تغطي نفسها بشكل كامل وهذا الحجاب نادر في المشي لان الاجواء الحارة تجعل الكثير من النسوة تحاول ان تخفف من الحجاب حتى تتحمل حر الطريق ثانيا النسبة الغالبة من الماشين الى كربلاء من النساء لا تمسك في يدها مسبحة بل تمسك هاتفا او حقيبة او ما شاكل ذلك من الامور الخاصة ومن النادر ان نجد بين الزائرات من تتخلى عن الهاتف سواء وضعته في يدها وهو حالة معتادة او وضعته في جيبها او حقيبتها او كانت تستعمله وهي تمشي وهذا الامر ليس موجودا عند هذه السيدة فهذه ميزة واضحة جدا ثالثا هذه السيدة تغطي ثوبها بشكل واضح بالطين وهو امر لعله موافق للروايات التي تقول بان الذي يذهب الى زيارة الامام الحسين عليه السلام يستحب له ان يخرج مغبرًا واشعثا اي بشكل تظهر عليه المصيبة وهذا ما يبدو واضحا على شكلها ووضع التراب المبلل على ثيابها وهذه ميزة كبيرة اخرى رابعا اعتادت النسوة عند الذهاب الى الزيارة ان تكون في مجموعة من المرافقات او مع الاخرين من الرجال بسبب الحاجة او زيادة الاطمئنان ولاشك ان هذا امر طبيعي ومقبول وهذه السيدة كانت تمشي لوحدها وكانها تقول لا خطر في طريق الامام الحسين عليه السلام بل هو آمن وهذه انا امامك امشي بمفردي من اقصى حدود البصرة الى كربلاء خامسًا من المعتاد ان النساء تمشي الى كربلاء من مسافات بعيدة او قريبة خصوصا اذا كانت في عمر الشباب ومن القليل ان تجد من النساء من تمشي من البصرة في اعمار متقدمة وهذه المراة جاءت من منطقة ناحية النشوة وهي منطقة بعيدة جدا بالقياس الى غيرها من المناطق فهي منطقة تعتبر حدودية بالنسبة الى العراق وهي منطقة زراعية محاذية الى منطقة الحدود مع الجمهورية الاسلامية من جهة الشرق فالسير من هذه المنطقة لامراة في عمر الستين او الخمسين امر كبير جدا وربما نادر . سادسا من خصوصيات هذه المراة انها ما كانت تنتظر احدا ولذلك طريقها كان واضحا نحو كربلاء لذلك تميزت بانها ما كانت تنتظر احدا عندما تسير بل كانت وحيدة حتى في سيرها وهذا ينطبق على ما نطقت به بعض الروايات وهو ان المؤمن اذا عمل فعليه ان يعمل وحده لانه سيحشر وحده. سابعا من الواضح ان كل انسان عندما يسير فهو يفكر في الاخرين ولابد ان يكون عنده شيء مع طول الطريق يشغل باله مع طول المدة وهذه المراة كانت تشغل نفسها بمسبحتها او بذكر تلهج به لان الانسان اذا مشى وحيدا فانه يشعر بالوحشة والغربة فكيف اذا كانت امراة وهذا يعني انها كانت مشغولة بما جعلها تمشي من دون التفات الى ما يجري حولها وهذه ميزة قد يصعب وجودها هذه الايام في الحياة عموما وفي طريق المشاية خصوصا ثامنا من خلال اللباس الشرعي الذي كانت تلبسه يبدو بشكل واضح انها من منطقة ريفية وهذا يعني انها من البعيد جدا انها تلبس البوشي بل لبسته لانها في طريق الحسين عليه السلام وهذه ميزة اخرى اذ ان العادة جرت ان تلبس النساء الشابات ما يغطي وجوههن في طريق المشاية وليس النساء الكبيرات في العمر وهي ميزة اخرى تميزت بها عن غيرها تاسعا ظهرت قبل عدة سنوات دعوة من احد مدعي المرجعية لمنع النساء من الزيارة اذا كانت وحدها وهذه السيدة اثبتت للعالم ان طريق الحسين عليه السلام امن على الجميع بلا فرق بين الرجل والمراة لهذا اقول ليس من السهل ان تجد هذه المميزات جميعا في امراة واحدة ولا تعطى هذا الاهتمام الكبير من الاعلام او الشعراء وحتى غيرهم لانها قدوة للنساء وكل انسان يتمنى ان تكون امه او اخته بهذه الصفات والالتزام. فهذا الاهتمام مبرر ولا غرابة به وكل مجتمع عنده قيم يفتخر بمن يمثل تلك القيم ولاشك ان الاعلام عندما سلط الاضواء عليها فذلك بسبب هذه العوامل التي امتازت بها من بين جميع الزائرات وربما يقال انها المراة الوحيدة التي جمعت كل هذه الصفات في وقت واحد.
|