يقسم بعض المفكرين أسباب التعدد الديني والمذهبي والفكري ، وكذا الانتماءات المختلفة ، حتى السياسية والثقافية .. الى جهتين :
الأولى : العلة ، فالبعض يرجع انتماءه الى علة أجبرته وساقته الى تلك الجهة وليس له دوراً بالاختيار ، والعلة هذه تارة تكون البيئة التي يعيشها الفرد او الجماعة أو ما ورثه عن الآباء أو قادته عاطفة معينة أو جاء به عقل جمعي ..
الثانية : الدليل ، وهنا يكون الشخص قد حكّم عقله وضبّط ما لديه من موازين وأحكم قواعد الاختيار .. ثم اقتنع وانتمى أو اعتنق ..
العلة هي لعوام الناس في العادة ، بينما الدليل هو من حظ العلماء والباحثين والذين لديهم حرص وإهتمام ثقافي وعلمي وديني .. الخ
وعليه : فإن اختلاف الآخر معي ، سواء كان عن علة أو عن دليل ، لا ينبغي أن يكون خلافاً إقصائياً خاصة وأني ايضاً مثله ، أما عن علة أو عن دليل ، وأني لم أقنعه بعد ولم أقم الحجة الدامغة عليه .. قال تعالى ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) ال عمران ٦٤
|