• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لمحات من سياسية أمير المؤمنين عليه السلام المالية .
                          • الكاتب : احمد مصطفى يعقوب .

لمحات من سياسية أمير المؤمنين عليه السلام المالية

يحتاج كل فرد وكل مجتمع وكل دولة الى المال ووجود المال يجعلنا بحاجة الى التنظيم والإدارة المالية سواء للفرد أو للمجتمع أو للأسرة أو للدولة , وعند البحث في الديانات تجد أن الديانات كلها لا تمتلك نظاما اقتصاديا في كتبها المقدسة الا الدين الإسلامي الصحيح المتمثل في مذهب اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم , فعلى الرغم من وجود تنظيم اقتصادي في المذاهب المخالفة الا أنه تنظيم ناقص فمسألة الخمس محصورة في غنائم الحرب بخلاف مذهب أهل البيت عليهم السلام وكذلك مواضيع أخرى يطول الحديث عنها كموضوع تقسيم وتوزيع الثروات وأن الأرض لمن استصلحها ويمكن لمن أراد التبحر في هذا الموضوع الإطلاع على كتاب الإقتصاد للسيد الشيرازي وموسوعة الفقه للسيد الشيرازي كما يلاحظ أن المذاهب الأخرى لم يكن لرموزها تطبيق لنظام اقتصادي عادل فخليفة يميز بين عطاء زوجات النبي وخليفة يساوي في العطاء الا أنه يعطي قومه ما لا يعطيه لعامة الناس , لكن لأمير المؤمنين الخليفة الشرعي لرسول الله صلوات الله عليه وآله سياسة اقتصادية عادلة تصلح للبشرية كلها وهذا لأنها سياسة ربانية كما هو النص على صاحبها لأن اختيار السماء دائما يكون في مصلحة البشر بين اختيار البشر يكون فيه ضرر للبشرية كما فعل الإنسان عندما أراد أن يبتدع مناهج اقتصادية بشرية فابتدع الشيوعية والرأسمالية فجر ذلك على البشرية ويلات الحروب والطبقية وتفكك المجتمعات والظلم والفقر والجوع والعذاب والمرض , ولنتحدث قليلا عن سياسة أمير المؤمنين عليه السلام في ادارة المال فقد رسخ صلوات الله وسلامه عليه العدالة الإسلامية الإنسانية في المال فلم يفرق في العطاء بين عربي ولا أعجمي كما فعل غيره من الخلفاء , وهذا هو المبدأ الإسلامي الإنساني فلا فرق بين عربي ولا عجمي الا بالتقوى , وكان هم أمير المؤمنين عليه السلام أن يحارب الفقر حتى أنه قال لو ان الفقر رجلا لقتلته وهذا لأن الفقر يدمر المجتمعات فتنتشر فيها الدعارة والسرقة والزنا وهذا ما تحاول الدول الإستعمارية فعله في مجتمعاتنا فلا تعطي الحماية لحاكم الا اذا كان سارقا لمقدرات بلاده حارما الشعب منها لينتشر فيها الفساد والجهل وتستطيع اسرائيل بعد ذلك أن تحقق حلمها من النيل الى الفرات , ولم يكن صلوات الله وسلامه عليه يأخذ دينارا واحدا من دون وجه حق من بيت مال المسلمين وهناك قصة مشهورة أنه كان جالسا ليلا في بيت مال المسلمين فجاء اليه احدهم فأراد أن يكلمه وكان الموضوع شخصيا فأطفأ عليه السلام الشمعة لأنها من حقوق المسلمين الى هذه الدرجة كان صلوات الله وسلامه عليه يريد أن يعلمنا أن لا نعتدي على حقوق الناس ويعلمنا أن هذه هي صفات الحاكم العادل لكن البشر يميلون أحيانا الى اتباع الباطل فيتركون أمير المؤمنين عليه السلام ويتخلون عنه ويلجؤون الى رموز الباطل من أجل مصلحة شخصية أنانية وهذا ما يرفضه الدين الإسلامي الذي يعلمنا أن نكون كالجسد الواحد وأن يكون تفكيرنا دائما في خدمة أمتنا وأن نضحي بأنفسنا اذا اقتضى الأمر في سبيل انقاذ أمتنا لا أن نبيع أمتنا لنشتري مصالحنا الشخصية كما يفعل معظمنا , ولم يؤثر أمير المؤمنين عليه السلام أقرباءه على بقية المسلمين حتى ان قصته مع أخيه عقيل معروفة ومشهورة عندما وضع الحديدة الحامية لعقيل ليذكره بنار جهنم وهذه السياسة لم تكن موجودة لدى الخلفاء لا من قبله ولا من بعده وهي سياسة لا يشك أي عاقل بعدالتها وصلاحها للبشرية كلها , كما ركز صلوات الله عليه على استصلاح الأراضي الزراعية ليمنع الفقر والجوع ويحمي المجتمع من ويلاتها وهذا ما نجده في كتابه لعامله مالك الأشتر فيقول عليه السلام : وَلْيكُن نَظَرُكَ في عمارةِ الأرْضِ أبْلَغَ من نظرِكَ في اسْتِجْلابِ الخراجِ، لأنَّ ذلكَ لا يُدْركُ الا بالعمارةِ؛ ومن طَلَبَ الخراجَ بغيرِ عمارةٍ أخْرَبَ البلاد، وأهْلَكَ العباد . فكل هذه نقطة من بحر عدالة أحب الخلق الى الله والى رسوله صلوات الله عليه وآله , ولو ان الغرب وصل اليهم هذا الأمر لاعتنقوا التشيع كلهم بل ان البشرية لو علمت بهذا لاعتنقت التشيع كلها لأنها ستجد في التشيع خلاصها لذلك فلنشمر سواعدنا لتبيين الحق للإنسانية كلها ولنكشف لها عن الدواء الذي يعالج جميع آلامها وأحزانها عبر اتباعها مذهب الحق فلنحدث الناس بنعمة ربنا نعمة ولاية محمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين , هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها , ونسألكم الدعاء

 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=19465
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16