كلّما ذكر الامام الحسين (عليه السّلام) وحديث كربلاء، جرت دموع الموالين، ومشت في عروقهم الغيرة على عيالهم وأهليهم وأولادهم ومن يلوذ بهم، كلّ هذه الصفات النبيلة وغيرها الكثير يتعلّمها اتباع اهل البيت (عليهم السلام)في ذكرهم لسيد الشهداء (عليه السّلام).
حديث كربلاء حديث الكرامة والحربّة، الحديث الذي يبثّ في روح الروح روحاً لتحيى، وتعرف ما لها وما عليها وما ينبغي لها وما لا ينبغي.
وعندما تشيخ نفس الإنسان مع كثرة الترك مزاولة الدنيا مع الغفلة فينمو الجفاء وقسوة القلب فتفقد صفات النبل وهجها، فيمرّ عليها حديث الطف فتعود لها الحياة ويشعّ نور التدين كابحاً جماح النفس والهوى وضابطاً للجوارح عن الغيّ بأسرها، لتقف عند حدودها التي أرادها الله تعالى أن تقف عندها.
كربلاء هي من تربّي من أراد أن ينجو في الدارين، كلّما مس الإنسان ضر كانت مواقف الطف سلوة، وجرع كبيرة من الصبر والثبات والقوّة.
لا ينتصر من لم تكن كربلاء في ضميرة، ومواقف أهل الطف بين عينيه، من لا يملك كربلاء يميل مع ريح اتباع الهوى والريب حيثما مالت.
العبادة والمعرفة والحياء والعفة والغيرة والدعاء، وكلّ صفات النبل التي لا يفارقها عاقل ولا يتركها لبيب هي في كربلاء العظيمة الخالدة.
دروس وعظات وعبر وعودة لله تعالى والنوح على التفريط لا يفارق من يعرف حديث كربلاء، وما جرى على اهلها في سبيل إحقاق الحقّ ونبذ الباطل.
فقد رواى أحمد والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم، وصححه الحاكم: عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً، الحسين سبط من الأسباط".
|