للاخلاق اهمية بالغة باعتبارها افضل العلوم واشرفها واعلاها قدرا ، فهي الوسيلة لانجاح الانسان في حياته . كونها من الصفاة التي ميز بها الله ( عز وجل ) الانسان عن سائر الكائنات والتي تعرف بأنها : ( مجموعة الصفات السلوكية المشروعة التي يتسم بها الشخص الموظف والتي لها تأثير واضح على السلوك العام والخاص ) ، فقد ظهر مصطلح اخلاقيات العمل سنة 1828 تم تعميمه خلال القرن التاسع عشر الميلادي ، اما اخلاقيات المنهة فيقصد بها : (المعايير والضوابط والقواعد التي تحكم سلوك الافراد في المنظمة ) ، اما المؤسسة فهي ( اي منظمة اقتصادية، او اجتماعية مستقلة نوعا ما ، تؤخذ فيها القرارات حول تركيب الوسائل البشرية والمالية ، والمادية ، والاعلامية ، بغية خلق قيمة مضافة حسب الاهداف في نطاق زماني ) .
والذي نريد ان نتحث عنه في هذا المجال هو اخلاقيات العمل التي تقوم على مجموعة من المبادئ الاساسية تجعل الموظف يلتزم بها ويسير وفق نظامها ليصل الى المستوى المقبول ، يمكن الاشارة الى بعضها وفقا لاهميتها ودرجة تأثيرها على سلامة وطبيعة العمل ، لنبدا بمبدأ الانضباط : الذي يشمل الغياب بأعتباره اهم العوامل المؤثرة على الاداء السيئ للموظف ، ومبدأ التعاون : الذي يعكس علاقات الموظف الجيدة كحل جماعي لمشكلات العمل ، ومبدأ الاحترام : فمن الصعب اداء اي عمل مع الاخرين اذا لم يدرك الموظف اساسيات احترامه لمن هم اعلى او اقل منه في المستوى الوظيفي ، ومبدأ المساواة : وهي التي تتحقق عندما يعامل الافراد دون تمييز فيما بينهم ، ومبدأ الامانة : ويتطلب هذا المبدأ ان يكون الفرد صادقا صريحا نزيها ، لايسرق ، +ولا يكذب ، ولايخدع ، ولا يزور ، ومبدأ الشفافية والنزاهة : وتعني ان يتصف العاملين في المؤسسة بالعدل ، وان يتحلون عند قيامهم بعملهم بالنزاهة والعفة والصدق ، ومبدأ الاستقامة : ويعني ان يكون الفرد ، مرفوع الرأس ، شجاعا ، يعمل بما يقتنع به بحيث لايكون بوجهين ، ولا يتبع الغاية لتبرير الوسيلة ، ومبدأ حفظ الوعد :ان يلتزم الفرد بالوعد ، وينفذ الالتزامات ، ويحترم الاتفاقيات ، ومبدأ المسؤولية : يجب ان يكون الفرد جديرا بالثقة ، وكذا يتحمل المسؤولية . واخيرا مبدأ السرية : ويقصد به عدم افشاء اسرار العمل ، اواسرار الدائرة ، اواسرار الافراد الذين يعمل معهم .
ومما تقدم فأن الالتزام بالمبادئ المشار اليها يضفي اهمية كبيرة لتطور المؤسسات على اختلاف انواعها باالمستوىين الاقتصادي ، والاجتماعي ، كما ان انتشارها في المجتمع يساعد على التنمية الوطنية والنهوض بالاقتصاد الوطني ، وزيادة الدخل القومي للفرد ، ورفع المستوى المعيشي ، وتوفيرفرص العمل ، والقضاء عى البطالة .
لذلك اصبحت اخلاقيات العمل ضرورة ملحة تحتاجها كل مؤسسة سواء كانت اقتصادية ، او خدماتية ، لتجعل الفرد سويا في علاقته ومتخلقا في معاملته مع زملاء العمل ، او مع زبائن المؤسسة ، كما تسهم في القضاء على السلوكيات السلبية من فساد اداري ، ومحابات ، وخيانة امانة وغيرها .لان الاهتمام بها ، يصبح الافراد مشبعين بالقيم والمعايير الاخلاقية ، وبالتالي بناء مؤسسات قوية ومجتمع جدير الثقة بمؤسساته .
|