لنفترض أن ثمّة دائرتين مركزهما واحد ، قطر الدائرة الأكبر يزداد مع زيادة قطر الدائرة الأصغر .. الدائرة الصغيرة هي دائرة النعم الالهية ، والكبيرة حق الطاعة ، فكلما ازدادت النعم ازداد حق طاعة الله علينا ، وزيادة حق الطاعة هذا لا تسعه الأحكام القطعية وإنما يُدخل معه الأحكام الاحتمالية ايضا .. ( وَءَاتَىٰكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلۡتُمُوهُۚ وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَظَلُومٞ كَفَّارٞ ) ابراهيم ٣٤ . هذه فكرة مسلك حق الطاعة للسيد الشهيد الصدر في الأصول ..
وبغض النظر عن جدوى هذه الفكرة الأصولية وانعكاساتها على الفقه ، إلا أنها لا تُعدم الثمرة الأخلاقية والمعنوية .. بل لعلها على رأس دوافع عبادة العبّاد وأهل المسالك القربية [ صراط الذين أنعمت عليهم ] .
ولأن الإسلام من أعظم النعم الالهية على البشرية ، بل لم ولا تتم إلا به ( أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) ، ( وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ) ال عمران ٨٥ ، فاستحقت هذه النعمة الكبيرة نوافذ للطاعة كبيرة ايضاً وتنسجم معها ، فاتسعت دائرة الأحكام الاسلامية ، الالزامية منها وغير الالزامية ، القطعية والظنية ، مقارنةً بباقي الأديان السماوية .. ففسح المجال في الإسلام لنيل درجات القرب والرقي والفوز بأعلى درجات الثواب والجزاء الالهي ما لم يتح لغيره ذلك ..
مبارك لكم نعمة الإسلام
|