حق الطاعة ونعمة الإسلام
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لنفترض أن ثمّة دائرتين مركزهما واحد ، قطر الدائرة الأكبر يزداد مع زيادة قطر الدائرة الأصغر .. الدائرة الصغيرة هي دائرة النعم الالهية ، والكبيرة حق الطاعة ، فكلما ازدادت النعم ازداد حق طاعة الله علينا ، وزيادة حق الطاعة هذا لا تسعه الأحكام القطعية وإنما يُدخل معه الأحكام الاحتمالية ايضا .. ( وَءَاتَىٰكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلۡتُمُوهُۚ وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَظَلُومٞ كَفَّارٞ ) ابراهيم ٣٤ . هذه فكرة مسلك حق الطاعة للسيد الشهيد الصدر في الأصول ..
وبغض النظر عن جدوى هذه الفكرة الأصولية وانعكاساتها على الفقه ، إلا أنها لا تُعدم الثمرة الأخلاقية والمعنوية .. بل لعلها على رأس دوافع عبادة العبّاد وأهل المسالك القربية [ صراط الذين أنعمت عليهم ] .
ولأن الإسلام من أعظم النعم الالهية على البشرية ، بل لم ولا تتم إلا به ( أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) ، ( وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ) ال عمران ٨٥ ، فاستحقت هذه النعمة الكبيرة نوافذ للطاعة كبيرة ايضاً وتنسجم معها ، فاتسعت دائرة الأحكام الاسلامية ، الالزامية منها وغير الالزامية ، القطعية والظنية ، مقارنةً بباقي الأديان السماوية .. ففسح المجال في الإسلام لنيل درجات القرب والرقي والفوز بأعلى درجات الثواب والجزاء الالهي ما لم يتح لغيره ذلك ..
مبارك لكم نعمة الإسلام
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat