• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اتقِ الله يا موفق الربيعي .
                          • الكاتب : القاضي منير حداد .

اتقِ الله يا موفق الربيعي

 نسي موفق الربيعي نفسه، خلال لقاء تلفزيوني، فراح يتحدث عما كان يتمنى ان يقع، على انه واقع، وتلك الازاحات النفسية المهووسة بالعظمة، ليست جديدة على علماء النفس، فقد عالجوا مشاهير كثيرين، التاثت عقولهم ببطولات لم يؤتها.

 
واقرب إنموذج لنا هو عباس محمود العقاد، الذي تماهى مع الكاهن الرمادي الشهير في اوربا، والذي كانت قداساته الكنائسية سببا في تأليب قادة اوربا على بعضهم، مع نزوع هتلر الى حكم العالم بصليبه المعقوف، قامت الحرب العالمية الثانية؛ وكتب الكاهن الرمادي الاوربي: «لم اكن اريد هذا» فتصور العقاد نفسه، هو الذي ألب اوربا على الحرب العالمية الثانية، بمقالاته (الفطيرة) التي كانت تنشر في صحف القاهرة، من دون ان تخرج الى (المنوفية) الهاجعة على مسافة شمرة عصا من عاصمة مصر، فما بال اوربا التي لم تطأها صحيفة عربية واحدة يوما .
لكن مع ذلك ظل العقاد حيثما ذهب يشعر بالذنب، حتى كتب «لم اكن اريد هذا» .
الربيعي يظن نفسه هو الذي اعدم صدام حسين، مع ان لاصفة له .. رسميا، في ان يعدم صدام او يسامحه .. وهو لا يملك ضرا ولا نفعا .. بالقانون .. لأحد؛ لأن تنفيذ القانون شأن المحاكم والسلطة القضائية تحديدا. اما خارج القانون فكل انسان يستطيع ان يعتدي على  الآخرين .
وجزء من العدوان الجاري خارج القانون هو ادعاء الربيعي بانه هو الذي اعدم صدام، متجاوزا على دولة رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس المحكمة الجنائية العليا / وكالة انا.. منير حداد.
 
نسب موفق الربيعي اعدام صدام الى نفسه خلال لقاء تلفزيوني، في حين لم تكن له صفة ولا دور في مراحل التحقيق والمحاكمة وتوثيق القرارات في محكمة التمييز وتنفيذ الحكم، الذي كان ثمرة اتفاق المالكي معي، بصفتي رئيس المحكمة الجنائية وكالة، ليلتها، استفتاني رئيس الوزراء في تنفيذ الحكم صبيحة العيد؛ فافتيته بجواز ذلك.
ادعى الربيعي خلال اللقاء، انه بحث عن قاض له خدمة تمتد لخمس سنوات، فاختار منقذ الفرعون، وتلك حكاية من (إخبالات) الف ليلة وليلة؛ اذ ان المدعي العام الفرعون، جاء بموافقتي، وليس باختيار الربيعي الذي لا صلاحية له باختيار احد وليس طرفا في الاعدام لا من قريب ولا من بعيد .
اضفى الربيعي على نفسه شرفا ليس له، وتنكر لدور المالكي الجسور بهذا الشأن مثلما تنكر لي انا ذي الشأن الاصيل بحكم مسؤوليتي الرسمية .
كما قال موفق الربيعي اثناء اللقاء، كلاما يؤكد عدم اطلاعه على جوهر الحدث .. حدث اعدام صدام، اذ قال: لم يحظر طبيب اثناء الاعدام، وهذا خطأ لا صحة له، ولا يمكن ان يحدث في اية عملية تنفيذ اعدام، حتى في دول طاغوتية مريعة.
وبذا يكون الربيعي قد اجتهد في ما لا علم له فيه، اجتهادا يسيء للعدالة في دولة العراق الديمقراطي .. الاتحادي .. الجديد؛ اذ ان طبيب السجن .. د. جاسم محمد، كان موجودا، لهذا الغرض، وتوقيعه مثبت بشكل رسمي على محظر تنفيذ حكم الاعدام بالطاغية صدام حسين، والوثيقة ذاتها موجودة وخالية من توقيع موفق الربيعي، الذي لم يحظر حتى كمتفرج، وان حظر فلا صفة له بالتوقيع على مذكرة الاعدام المحصورة بالرئيس المالكي وبي والطبيب د. محمد، كل بصفته الوظيفية المسؤولة. فاين الربيعي من هذا وما هي صفته فيه!؟
عبر موفق الربيعي عن امنية لم تتحقق الا في خياله !.
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20070
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3