• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الاصلاح بين التغيير والتجديد من مداخل المعرفة الاسلامية .
                          • الكاتب : علي فضيله الشمري .

الاصلاح بين التغيير والتجديد من مداخل المعرفة الاسلامية

يعدالاصلاح هو الفعل الانساني في ماظهر في البر والبحر ثم في الممارسات الانسانية ذات البناء المادي الداخلي والخارجي
فالاصلاح لايقتصر على الشكل وانما يتعدى الى المحتوى الذهني والنفسي اي انه يتجاوز الحسي الى المعنوي
اما التغيير هو فعل الفرد في نفسه اي في العمق السحيق منه وكذلك هو فعل الامة وايا كان نوع ذلك الفعل كان يكون ذلك الفعل كان يكون علميا معرفيا او اجتماعيا او اقتصاديا اوسياسيا الخ
فاذا تحقق ذلك الفعل شروعه الصادق ضاعف وسارع الله سبحانه وتعالى تحقيقه وجنى ثماره باعتبار ان الحسنة بعشر امثالها على ان ذلك الفعل مدعاة لتصادم العقل والوحي فان لم يتصادما فالتغيير واجب كل لحظة من زمان وكل مساحة من مكان في جسد الفرد اوجسد الامة وتحديدا فيما قابل للحركة في ذلك الجسد اي هو قابل للفناء اوالفساد اي فيما هو قابل للتحويل والتبديل سلبا اوايجابا حقا اوباطلا الاسنة الله في الشي فليس لسنة الله التي هي سنة الحق والصلاح والثبوت تبديل اوتحويل
فالتغيير اذن سنة الله في الاشياء وذلك لان كل ماهو شي قابل للتغيير فان لم يغير ايجابا تغير سلبا لذا يكون التغيير واجبا واكيدا وبليغا بالنسبة للمؤمن الصادق غير المرتاب والا فان ليس مزاجه مزاج الصادقين فالتغير سنة وصفة والانسان متسنن وموصوف وكذلك الامة
ومن بعد الانسان والامة والاشياء جميعا ولكن ماوسيلة الوعي بالتغيير وضرورته بالنسبة للفرد وبالنسبة للامة وكيف يتم لطالب التغيير مدعاة لتصادم الوعي والعقل فيتوقف
اي مالوسيلة التي تحقق بها ذلك الاهتداء فان عدمنا ها كان الظلال وصار التغيير عدولا عن الحق الى الباطل والى الصلاح الى الفساد وعن المشروع الى غير المشروع وعن النافع الى الضار
ان حال الضالين في الحياة الدنيا وهم المبصرونا الناطقون السامعون ظاهرا العمى البكم الصم باطنا هو ذاته حالهم يوم القيامة الا لاالتبديل والتحويل بحيث يصبح الظاهر الادراكي باطناو والباطن الادراكي ظاهرا فالعمى الدنيوي عمى نفسي وكذلك البكم والصم
فالتغيير الحق الذي لايركن الى مايرى ويسمع ويطرح بوصفه فكرا ماديا خاويا وان كان لابد له من الاهتداء بما يرى ويسمع ويطرح
فان تعارض المطروح بصرا وسمعا وعقلا مع صوت الوحي ونو البصيرة وفكر القلوب لم يؤخذه فان ركن الفرد والامة الى مايرى ويسمع ويطرح الركون الذي يمنعه ويمنعها من الاستماع والابصار والايمان بصوت الداخل ونوره وفكره  حصل التغيير كذلك ولكن حصوله هاهنا حصول السيب والضلالة يسبقه التشكك والارتقاب والتقاعس عن العمل بذلك الصوت الداخلي الذي فطرت عليه النفوس فردا وامة صوت الفطرة السليمة وصوت الوحي
قال تعالى / وما يستوي الاعمى والبصير والذين امنوا وعملوا الصالحات / الاصلاح المرتكز على الايمان الحق ليس من جنس الاساءة المرتكزة على الايمان الباطل بينما مرجع البصر والعمى الى حاسة واحدة من جهة اخرى تبين الاية عن حكمة ان العمى العضوي يؤدي الى تفتق البصر العضوي لدى المتشككين الى عمى نفسي غالبا وبناء على ذلك نرى اي فعل اصلاحي مجازا لايرتكز على الايمان على انه اساءة ثم نرد الاساءة اية اساءة الى الركون الى الحس الخارجي المنفصل عن الحس الباطني ولهذا جاء قوله سبحانه وتعالى في سورة الاسراء اية 97 وهو يبين عن جزاء الضالين يوم القيامة/ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما /وبموجب ذلك نرى الى اي اساءة اوسوء فهم لفعل الاصلاح على انه نتاج اساءة الافادة والانتفاع من البصر والسمع ومابينهما وجامعهما العقل باعتبار اللغة دليلا على الفكر فلا فكر بلا لغة ولا لغة بلا فكر ثم لافكر ولا لغة بلا سمع
ان الركون الى البصري - السمعي - العقلي دون القلبي البصري الوجداني يعني الانتهاء الى الارتياب والشك والتقاطع مع مرتكز مهم من مرتكزات الايمان مرتكز / ولم يرتابوا/ولا يؤدي هذا التقاطع الا الى الانشغال بما هو اتي وزائل ومرحلي وترفيهي وبالحنة الانشغال بما هو دنيوي وكذلك هو شان التجديد حينما يركن الى المظاهر الحسية وهو مالاينسجم مع النظرية القرانية للمعرفة ومن ثم للاصلاح
اما مفهوم الاصلاح التجديد والتغيير فمصطلح التجديد اجرائي ومصطلح تغيير من كلمة يغيروا ومغيرا في قوله تعالى ان الله لايغير مابقوم الا يغيروا ماباانفسهم وقوله تعالى ./ذلك بان الله لم يكن مغيرا نعمة التي جاءت في سورة الانفال اية 53 اما كلمة جديد جديدا جاءت مقترنة خلق جلقا في قوله تعالى /وان تعجب فعجب قولهم اذا كنا ترابا انا لفي خلق جديد /اما مشصطلح الاصلاح ورد صريحا في القران الكريم من سورة البقرة /ويسالونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خيرا/وهنا فرق بين الصلاح والاصلاح رددنا الصلاح /والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخيرا املا اية الكهف 46 فالصلاح هنا كوني تكويني موضوعي مرتفع عن الحكم البشري فهو صالح بذاته
اما الاصلاح فعل بشري بنفسه /طهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون /الروم 41 ويكشف لنا 1- صلح ضد فساد 2- جدد الجد وعلامته وجادة الطريق 3 - غير تغيير الشي عن حاله وهنا نعرف ان الفساد في اللغة هو ضد ونقيض الصلاح كما جاءت في لسان العرب وهكذا يكون الاصلاح بالنسبة الى الكون والحياة مثل القلب بالنسبة للانسان ويكون التجديد مثل الجسد اما التغيير فيكون مثل النفس
اما النظام الداخلي لايقبل التجديد مثل النظام الوراثي وان قطع الجسد والروح تعني فناء الجسد ولن يفنى الروح وان التحول عن جادة الحق لايضر بالجادة وانما يضر بالسالك وهي علاقة الاشياء بصلاحها الداخلي فالاصلاح هو الفعل الانساني في ماظهر فساده في البر والبحر فالاصلاح لايقتصر على الشكل وانما يتعدى الى المحتوى الذهني والنفسي فالتجديد يكون وسيلة الاصلاح
ولكن المصلح يكون ضرورة ويظل ظهور الفساد ايذانا بالظهور المصلح والتسلسل الكوني لخلق السماوات والارض قضى بوجود السماء اولا ثم الارض ثم السماوات ثم لاارض وانما سماء حسب بعد فناء الكون وقيام الساعة فحركة الاصلاح تقضي بوجود الصالح الكوني تتحرك بحركة السماء ومرتبطة بها ىوالا فان اي خلل في حركية الشمس مثلا يؤدي الى فناء الاؤرض كذلك يستدعي وجود المصلح ومن ينتظم بحركته ويتحلق حوله فالطبيعة الانسانية مفطورة ومستعدة للانتظام كونيا على وفق ماهو نظامي
والاصلاح ماهو الا مظهر لذلك النظام وهناك وجود محلقين حول المصلح بشرائطه فالمصلح لايقطع صلته بالكوني السمائي الوحي والكتاب وانما يستعد فعله من فاعلية ذلك السماوي والمصلح الذي لايعادي القديم لانه قديم والمصيح لاينغلق الغلاق الاعمى على القديم فجانب الصواب لانه في اللحظة التي يشاء فيها ان يعيد صلته بالقديم يقطع صلته بالجديد والقطع هاهنا بعني مجافاة الانسجام مع حركية الزمان والمكان وافعل الانساني والمصلح الذي لايتوهم اوينخدع بالوسيلة ويتخذها غاية ولايقتصر على الشكلي دون المعنوي والبصري  والعقلي دون الوجداني والروحي وفي ضوء كل مرات النفي السابقة لايعادي القديم - لاينغلق - لاينخدع يكتسب فعل الاصلاح على يد المصلح مشروعيته  




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20424
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19