• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تاريخ الكعبة .
                          • الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي .

تاريخ الكعبة

{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ }آل عمران96
 
  البحث في  هذه السورة المباركة ومعرفة أوليات بناء الكعبة المشرفة  , لا بد أن نمر على أجواء مكة وتاريخها وسبب نزول السورة .. لتسمية الكعبة وملحقاتها .....قال ياقوت الحموي : عن الحّجر ،سمي حِجْرًا ؛ لأن قريشًا في بنائها تركت من أساس إبراهيم، وحجرت على المواضع، ليعلم أنه من الكعبة المشرفة. وقال الجوهري : حجر الكعبة المشرفة، وهو ما حواه الحطيم المدار بالبيت جانب الشمال. وكل ما حجرته من حائط فهو حجر.....ويذكر أن العرب في الجاهلية كانوا يرمون ثيابهم التي تسمى السمالات  تطرح بموضع الحطيم ، وكانوا يتحالفون ويحلفون عنده ..وهذا الحجر يسميه العوام حجر إسماعيل، ولكن التسمية خطأ ، فإن إسماعيل لم يعلم عن هذا الحِجر، لأن قريشا لما بنت الكعبة، وكانت سابقا على قواعد إبراهيم ، ولكن جمع النفقة لم يكفي للبناء فصارت لا تكفي لبناء الكعبة على قواعد إبراهيم، فقالوا نبني ما تحتمله النفقة، {والباقي نجعله خارجا ونحجر عليه} حتى لا يطوف أحد من دونه، ومن هنا سمى حِجرا، لأن قريشا حجرته حين قصرت بها النفقة....
 
    ولما احترق البيت زمن يزيد بن معاوية حين غزاها , تركه ابن الزبير ما حتى قدم الناس الموسم فكان يريد يخربهم  على أهل الشام, وبعد انتهاء الموسم ,قال: يا أيها الناس أشيروا على في الكعبة أنقضها ثم أبنى بناءها أو أصلحها فقال ابن عباس  أرى أن تصلح ما هدم منها وتدع بيتا أسلم الناس عليه  وبعث عليها النبي. فقال ابن الزبير ما لو كان أحدكم احترق بيته ما رضي حتى يجدده  فكيف بيت ربكم..؟  إني مستخير على أمري فلما مضى الثلاث أجمع رأيه على أن ينقضها تماما فصعد رجل فألقى حجارة فلما لم يصبه شيء تتابعوا فنقضوه حتى بلغوا به الأرض وبنوه حتى ارتفع بناؤه. طول الكعبة ثماني عشرة ذراعا فزاد في طوله عشر أذرع وجعل له بابين للدخول  والخروج .. فلما قُتل ابن الزبير كتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان يخبره بذلك وما زاد في بناء مكة ، فكتب إليه عبد الملك ما زاد فيه من الطول فرده إلى بنائه وسد الباب الثاني  الذي فتحه. فنقضه وأعاده إلى بنائه).روه مسلم
 
 إذن قريش قصروا من بناء إبراهيم{ع} وابن الزبير أعاده على بناء إبراهيم، وجاء الحجاج أعاده على بناء قريش، ولم تأت رواية قط صريحة أن جميع الحجر من بناء إبراهيم في البيت، فالكعبة المشرفة لها مكانة كبيرة في قلوب ‏المسلمين ،هي بيت الله وقبلة المسلمين وخرج الإسلام من جوارها إلى أنحاء‌ الدنيا ومن حولها وولد أفضل الكائنات جميعاً ‏النبي محمد {ص} بجوارها ..وولد في رحمها الإمام علي {ع} وهي حج ومطاف ومزار الملائكة والنبيين والمسلمين ..وتتوجه أليه ‏القلوب والوجوه..وطريق يوصل العبد إلى ‏ربه..
 
من الذي بنا الكعبة ...؟؟:... ذهب العلماء ومنهم صاحب تفسير المنار إن أول من ‏بني البيت هو النبي إبراهيم{ع} هذا الكلام بحاجة إلى تدقيق آيات الله في خصوص بناء البيت المقدس ..وله إيضاح جاءت في القرآن آيات تدلل على وجود بناء للبيت قبل بناء النبي إبراهيم{ع} في  ‏سورة الحج آية (26): «وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت». والبوء هو أقرار وتسهيل المكان وتحديده..‏ آية أخرى  «ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي ‏زرع عند بيتك المحرم».‏أما سورة‌ البقرة «وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت ‏وإسماعيل».‏الآيات كلها قرينة تدل على إن البيت كان موجوداً وأسس قبل ‏بناء النبي إبراهيم {ع} وآثاره كانت موجودة كما أشارت الآيات  ولكن إبراهيم{ع}بنا على تلك الأسس ،يعني  ذلك الأثر الذي ‏كان موجود والذي عرفه ودله عليه الله سبحانه وتعالى كما جاء في ظاهر الآيات  تفيد انه كان موجود ومبني قبل بناء‌ النبي إبراهيم {ع} ولكن الطوفان هدمه كما في  الإخبار ‏ هذا يعني إن  إبراهيم جدد أثره  الذي خفي عليه لولا إن اعلمه ‏الله وعرفه موضع البيت القديم فأسس عليه بناء الكعبة مجدداً ... فلم يكن إبراهيم{ع} المخطط لهندسة البيت  ،لان ‏الأثر موجود وأشارت  له الآيات المتقدمة.. فأقام بناءه على ‏البناء القديم  ويقال أول من بناه هو آدم... وفي قول أخر بنته ‏الملائكة قبل آدم {ع} وهذا لم تشر له المصادر القرآنية  فلما هاجر إبراهيم وجاء مكة عرفه الله على ‏موضع اثر البيت. ...
 
    توجد أدلة‌ وأخبار عن أئمة‌ أهل البيت{ع} تفيد إن ‏البناء كان موجوداً قبل النبي إبراهيم{ع} نذكر بعض منها.                      قول الإمام علي {ع}  في احد خطبه: (ألا ترون إن الله ‏تعالى اختبر الأولين من لدن آدم صلوات الله عليه إلى الآخرين من هذا العالم ‏بأحجار لا تضر ولا تنفع ولا تبصر ولا تسمع فجعلها بيته الحرام الذي جعله للناس ‏قياماً ثم وضعه بأوعر بقاع الأرض}.‏ثم الأخبار تفيد  إن أول من طاف بالبيت هم الملائكة ثم آدم وحواء {ع} وأول من أذن بالحج وأقام مراسم الحج  للناس ‏هو النبي إبراهيم  وابنه إسماعيل{ع} { وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل ‏فج عميق».‏
 
   هذه الأرض المقدسة عبر تاريخ البشرية تشير إلى عظمة‌ هذه البقعة وقدسيتها وعلاقتها بالأنبياء ‏وأديانهم السماوية‌ وهذا ما ذكره التاريخ من علاقة البيت بآدم ونوح وإبراهيم ‏وإسماعيل وموسى وهارون ونبينا محمد {ص}  لذلك هناك فضل للنبي على الكعبة .ولكن موضوع البناء وترك زوجته وابنه إسماعيل{ع} له أحكام غائبة عن بعض الناس: يقول تعالى : {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }إبراهيم37 يقول الإمام الباقر{ع} لأحد أصحابه ، ماذا فعلتم بعد انتهاء طوافكم ونحركم ونفثكم .؟ قال رجعنا إلى بيوتنا .. قال الإمام {ع} والله إنها حج الجاهلية .. أي ان الجاهلية كانوا يطوفون بالحجر والبيت .. فقال إذن ماذا نصنع..؟ قال تعرضون ولايتنا وحبنا على قلوبكم وتجددون ولايتنا بعد الانتهاء من حجكم ، وهو الركن الثالث من الآية .. {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ}.. لهذا السبب كانت مهمة ابراهيم في البناء وتركه عائلته الصغيرة في بطحاء مكة ، ليعيدوا مجد مكة وقدسيتها ، وتكون النتيجة { فاجعل افئدة من الناس .....}




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20721
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19