لو عرفت إنساناً واحداً لعرفت الناس جميعاً!
بل لو عرفت إنســـاناً واحداً لعرفت الله حقّاً!
و بمعرفة الله تعرف كلّ الوجود!
لذلك يعتبر معرفة الأنسان من أهم أركان نظريتنا المعرفية, فبدونها يستحيل آلأمان و الأستقرار و التقدم و تحقيق ألرّفاة و السعادة .. بل لا معرفة حقيقيّة و لا فائدة و لا عاقبة لمجتمع أو لأمة من الأمم بدون تلك المعرفة حتى لو عرفت كلّ العلوم و ملكت كلّ كنوز الدنيا!
و ما آلحضارات الزّئفة عبر التأريخ (كآلحضارة ألسّومرية و البابلية و آلآشورية و الفرعونية و الساسانية) إلّا معالم للظلم و آلأرهاب و آلأنحطاط الأنساني .. بعكس النظرة التي سادت طيلة القرون بين الناس .. بكونها معالم للتمدن و التحضر و الأنسانية! فآثارهم الباقية كآلأهرامات في مصر و آثار مدينة بابل و عشتار في العراق و صروح همدان في إيران و غيرها؛ ما بُنيَتْ على أيدي و كدّ ألملوك و السّلاطين و أبنائهم أو آلوزراء و حواشيهم .. بل بُنيَتْ على جماجم المستضعفين و عرق الكادحين الذين لم يتلذّذوا لحظة من زخرفها و بلاطها بل كانت مصدراً لتعاستهم على حساب سعادة و ترف ألمتسلطين, و حتّى بقايا آثارها اليوم لا تصب في مصلحة الكادحين و عموم الناس؛ بل باتتْ مصدراً لدرّ الأموال و آلأبّهة لحساب الحاكمين و الرّؤساء أيضاً!
لذلك علينا نصب مآتم للعزاء و آلأسف على تلك الأطلال .. لكونها ما كانتْ إلا لسعادة و ترف الحاكمين و شقاء المحكومين
|