• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الثلاثي المشؤوم والدور المشبوه ! .
                          • الكاتب : علي جابر الفتلاوي .

الثلاثي المشؤوم والدور المشبوه !

المتابع لأقوال وافعال وتدخلات حكومات الثلاثي الطائفي (قطر ، السعودية ، تركيا)  لا يمكن توصيف هذا الثلاثي بأقل من ( الثلاثي المشؤوم ) ، هذا الثلاثي أنيطت به مهمة خطيرة وكبيرة ، ليقوم بها نيابة عن أمريكا والصهيونية العالمية ، ونيابة عن المحور المعادي للاسلام الاصيل ، وهذه المهمة الخطيرة هي تمزيق وحدة المسلمين، تحت ذرائع شتى ، وعناوين متنوعة ، لتحقيق غاية مهمة هي تحويل الصراع من أسلامي صهيوني ، الى صراع بين المسلمين أنفسهم ، أذ أختلقوا فكراً تكفيرياً متخلفاً يحصر الأيمان في قناة واحدة ، هي قناة المذهب الوهابي ، أما القنوات الاخرى ، فهي أما كافرة او مرتدة ، ووفق هذا المعيار صدرت الفتاوى من وعاظ السلاطين التي تبيح قتل المسلم الاخر المختلف سواء كان سنيا ( مرتدا ) ، او شيعيا  ( كافرا ) ، وفعلا نجح أعداء الاسلام من خلال هذا الثلاثي المشؤوم من شق صفوف المسلمين ، بهذه الافكار التي شوهت صورة الاسلام النقية عند الشعوب غير الاسلامية ، وأعطى هذا الثلاثي الطائفي أنطباعا لهذه الشعوب أن الاسلام متخلف ودموي ، لا يتقبل الاخر المختلف ، ومهمة هذا الثلاثي خادم امريكا والصهيونية ، وخادم الجمعيات السرية المشبوهة ، تحويل الصراع من صراع بين المسلمين ومغتصبي فلسطين الصهاينة ، الى صراع بين المسلمين أنفسهم ، وفي هذا مكسب كبير للصهيونية ، وأعداء الاسلام عموماً . 
من خلال بعض الاحداث والمؤشرات التأريخية ، نرى التوجه الذي يريد حصر الحق في جهة واحدة ، او مذهب واحد ليس وليد اليوم ، بل هو سلاح أستخدم من قبل أناس يكيدون للاسلام والمسلمين لغرض زرع الفتنة والفرقة بينهم ، والدليل قول ابن سينا أحد فلاسفة المسلمين (( بلينا بقوم يظنون أن الله لم يهد سواهم )) ، هذه الروح الأنحصارية التي أشتكى منها أبن سينا هي معول من معاول الهدم للاسلام ، وتفريق المسلمين وزرع روح العداء والبغضاء في صفوفهم ، وفي هذا خدمة كبيرة لأعداء الاسلام ، وفي كل عصر أسلامي يتصدى لمهمة التخريب هذه من خلال طرح الفكر الانحصاري ، طائفة من المسلمين تدعي انها على الحق وسائر المسلمين الاخرين على ضلالة ، بقي علينا أن نعرف في عصرنا الراهن من الذي يقوم بهذه المهمة وبهذا الدور المشبوه ؟ الجواب معروف محور الشر والهدم والتخريب خدام الصهيونية العالمية الثلاثي المشؤوم : ( قطر ، السعودية ، تركيا ) هو من يقوم اليوم بهذه المهمة الخطيرة ، وينفذ هذا الدور المشبوه .
 تركيا بقيادة اردوغان أصبحت تتدخل في شؤون الدول المجاورة في الصغيرة والكبيرة ، تتدخل وهي تحلم بتأسيس أمبراطورية عثمانية جديدة في المنطقة ، بدفع من الصهيونية وأعداء الأسلام  والتدخل التركي في سوريا بات مكشوفا وعلنيا ، وتريد تكرار تجربتها في العراق ايضا ، أذ عقدت لأعداء العملية السياسية الجديدة في العراق مؤتمرا على اراضيها ، جاء متزامنا مع التظاهرات المخترقة في غرب العراق ، دعت تركيا في مؤتمر أعداء العراق لتشكيل (الحكومة الرشيدة ) وتعني حكومة طائفية تحكم بأشراف نفوذ محور الشر الطائفي ، نقول على الحكومة التركية أن تترشد هي قبل أن تدعو غيرها الى ذلك ، وعلى أردوغان أن يخلص نفسه من النفس الطائفي والنفوذ الصهيوني ، تصريح السلطان العثماني أردوغان هو تدخل سافر ووقح في شؤون العراق الداخلية ، يفترض من الحكومة العراقية أن تتخذ موقفاً رادعاً وقويا منه .
أما السعودية فأنها تتبنى الفكر التكفيري وترعاه ، ووعاظ هذا الفكر يضخون الفتاوى التي تبيح القتل وأشاعة الدمار في صفوف المسلمين ، لكنهم في الوقت ذاته يفتون بحرمة  قتل الصهاينة مغتصبي فلسطين والمقدسات ، وقطر التي تحولت في وسط العالم الاسلامي الى وكيل للصهيونية ، وداعمة لأسرائيل ، وبؤرة للمخابرات الاسرائيلية والامريكية ، وتركيا السلطانية الطائفية المدعومة بقوة من أسرائيل وأمريكا ، والمتنعمة بدولارات النفط السعودي القطري ، تحولت من خلال الحزب الحاكم بقيادة أردوغان ، الى شرطي أمين لتنفيذ أوامر وتطلعات الحركة الصهيونية والامريكية ، تشكل من هذه الدول الثلاث حلفا غير مقدس لتنفيذ مشروع التفتيت لوحدة المسلمين ، مدعوما من أمريكا وأسرائيل ، والمحور المعادي للأسلام الاصيل في العالم ، هؤلاء جميعا يخشون أسلام الحرية والعدالة ورفض الظلم ومقاومة الظالمين ، أسلام مقاومة مغتصبي حقوق الاخرين، ومقاومة أعداء الحرية والسلام ، أسلام الرأي الحر ، واحترام الاخر ، فأصبحت الدول الثلاث تقوم بدور مشبوه ، لا يكتفي بمحاربة المسلمين بعضهم لبعض تحت لافتة الطائفية المقيتة ، بل تمزيق كل دولة الى دويلات صغيرة متناحرة ، خدمة لأسرائيل بشكل خاص ، وتنفيذا لقرارات المحافل الماسونية التي تدير دفة الحكم في هذه الدول من وراء الستار .
المحور المشبوه ( قطر ، السعودية ، تركيا ) يتبنى حراك الربيع العربي ، المطالب بالحرية والديمقراطية للشعوب ، وتحت هذا الشعار سُرقت ثمرة الربيع من أيدي الشعوب المظلومة التي قدمت التضحيات ، ليقدم هدية على طبق من ذهب الى دعاة الاسلام الامريكي ، من السلفيين دعاة الفكر التكفيري ، وبأسم دعم الشعوب أباح محور الشر لنفسه التدخل في شؤون الدول الاخرى ، وترتيب الامور والنتائج المتولدة من الربيع العربي لصالح خط الاسلام التكفيري خادم امريكا والصهيونية ، واخذوا يرسمون خارطة الحكم في كل دولة حسب رؤية الحلف الطائفي ، وحسب  رغبة اسرائيل وامريكا ، والمحور المعادي للاسلام الاصيل .
السعودية وقطر تدعمان حراك الربيع العربي الذي يدعو الى التغير، السؤال الذي يطرح نفسه ، أين السعودية وقطر من التغيير ؟ 
قطر خادمة الصهيونية العالمية ، وحاملة لواء التطبيع مع أسرائيل ، تخضع لحكم وراثي عائلي ، يحكمها أمير ورث الحكم من أبيه ، بعد أن أبعده بالقوة عن كرسي الحكم ، جاء الامير الابن حاكما لقطر بعد أن أعدته الصهيونية أعدادا جيدا لخدمتها ، وقطر اليوم تؤدي دورها في تمزيق وحدة المسلمين وأثارة الفتن بينهم بأتقان كبير ، وتصرف لذلك ملايين الدولارات من أيرادات الشعب القطري المغلوب على أمره ، تتصرف قطر اليوم بأكبر من حجمها بعشرات المرات ، فهي تتكلم وكأن أسرائيل المتكلمة ، باتت قطر تتدخل بالصغيرة والكبيرة في شؤون الدول الاخرى ، حتى أن دورها غطى على الدور السعودي ، قطر تطالب للاخرين بالحرية والديمقراطية ، وهي بعيدة عنهما بعد السماء عن الارض ، وقبل أيام فقط صدر حكم بالسجن المؤبد على الصحفي القطري ( محمد العجمي ) لأنه كتب مقالة عبر فيها عن رأي حر  ، نسأل هل أن حكومة سلطان قطر تعرف أن  (( فاقد الشئ لا يعطيه )) .
 السعودية راعية الفكر التكفيري في العالم الاسلامي ، هي أشبه (( بطبيب يداوي الناس وهو عليل )) ، السعودية اليوم تتصدر المنادين بالحرية والديمقراطية للشعوب  وهي أبعد ما تكون عنهما ، أصطف مع السعودية في هذا التوجه قطر وتركيا ، ويدعمهم من الخلف ويدفع بهم أمريكا وأسرائيل ، بل المحافل الماسونية الدولية السرية المتسترة بهذه الشعارات ،  شكّل هذا المحور حلفا أخذ يتدخل في شؤون الدول في المنطقة ، وأعطى لنفسه الشرعية للتدخل في شؤون الاخرين الداخلية ، بدعم من المحور الامريكي الصهيوني .
 في رأينا أن المحور الامريكي الصهيوني بالتعاون مع المحور الطائفي ( السعودية ، قطر ، تركيا ) خلق ما يسمى  ( الربيع العربي ) ، وهذا الأستنتاج أستوحيناه من مؤشرات الواقع في الميدان ، أنه الربيع السلفي لخدمة الصهيونية العالمية ، لأن الربيع التي أرادت الشعوب أن يكون ربيعا حقيقيا لها ، في تلبية مطالبها المشروعة في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم ، حوّله محور الشر الامريكي الصهيوني بالتعاون مع المحور الطائفي في المنطقة الى خريف او شتاء قارص بالنسبة للشعوب صاحبة المصلحة في هذا الحراك ، والتي تطمح لتحقيق مطلبها في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم .
سمعنا أخبارا عن السعودية صاحبة الدعوة للمطالبة بالحرية والديمقراطية للشعوب ، أن القوات المسلحة السعودية أطلقت الرصاص الحي بوجه المتظاهرين في القطيف ، مما أدى الى مقتل أحد المتظاهرين ، والخبر الثاني أن الحكومة السعودية أعتقلت الكاتب السعودي ( تركي الحمد ) لأنه قال العبارة التالية حسب ما جاء في بعض الاخبار (( العالم منشغل بالبرنامج النووي الايراني والسعودية منشغلة بمنع المرأة في قيادة السيارة )) ، والخبر الاخر أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحبطت محاولة ( 41 ) مسيحيا لأحياء مناسبة عيد الميلاد . 
عندما تقوم الحكومة السعودية بمثل هذه التصرفات التي تتناقض مع مبادئ الاسلام الأصيل ، والبعيدة عن الانسانية ، واحترام رأي وعقيدة الاخرين ، وتتناقض مع الحرية الشخصية ، فأن هذا الأمر لا يدعو للأستغراب ، لأن العالم يعرف أن هؤلاء الحكام المتخلفون في فهم الاسلام ، والذين يتعاملون مع النصوص الدينية بعقل متحجر ، لا يمكن ان يصدر منهم غير هذا السلوك المتخلف الذي يتوائم وعقولهم المتحجرة وفكرهم المتخلف ، لكن الذي يدعو للأستغراب أن تتبنى السعودية وكذلك قطر دعوات الربيع العربي المنطلقة من الحناجر المظلومة بحكامها ، وتدّعيان  دعمهما لهذه الشعوب المطالبة بالحرية والديمقراطية ، وهما ابعد ما يكونان عن الحرية والديمقراطية ، فلا يعقل أن الحكومة السعودية والقطرية تريدان الحرية والديمقراطية للشعوب ، وهما يحرمان الشعب السعودي والقطري منهما ، والمثل الشعبي يقول :  ((حدث العاقل بما لا يعقل فأن صدق فلا عقل له ))  . 
المراقب عندما يسمع أن جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحبطت ... وكلمة أحبطت عندما تتبادر الى أذن  المستمع  لأول مرة ، يتصور أن هناك هجوما قد حصل وقامت هذه الجماعة باحباطه أي أفشاله ، لكن عندما نسمع أنها أحبطت أحتفالا لعدد قليل من المسيحيين أرادوا أحياءه بمناسبة مولد السيد المسيح ( ع ) ، يصاب المرء بالذهول والاندهاش ، والمسلم الواعي المتفهم يصاب بالاحباط من تصرفات هذه الجماعات المتخلفة ، التي تريد أعطاء رسالة الى الشعوب الاخرى ، بأن الاسلام ضد حرية الدين والمعتقد ، وفي هذا تشويه لسمعة الاسلام الاصيل ، الذي يضمن حرية العقيدة ، والحرية الدينية للاخرين ، وكل أنسان هو حر في معتقده  وفي ممارسة طقوسه الدينية ، وعندما يؤطر الحكام السعوديون ومن يتبعهم في الفكر المتخلف عملهم المشين المخزي هذا بأطار الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فهذا تشويه لفرع من فروع الاسلام المهمة .
وهذا هو دأب الحكام السعوديين ، تشويه للأسلام ، وتحريف لمبادئه السامية ، ممارسة مثل هذا التصرفات المتخلفة مما يضر بالاسلام ، ولكن هذا الضرر هو ما يسعى اليه ، ويريد تحقيقه أعداء الاسلام من امريكان وصهاينة ، من خلال حكام السعودية وقطر ، وأعداء الاسلام يسرهم أن يمثل الاسلام وينطق باسمه حكام مثل حكام  السعودية وقطر ، وحليفتهم تركيا بحكومتها الطائفية الحاقدة ، والمسيّرة من الصهيونية العالمية ، وفق هذه المعطيات ، لا يوجد توصيف للحلف الثلاثي الطائفي ( السعودية ، قطر ، تركيا ) ، أفضل من توصيف (  الحلف المشؤوم ) ، الدي يقوم بدور مشبوه ، لخدمة الاهداف الامريكية والصهيونية في المنطقة . 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=26911
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 01 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 2