• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يا مالكي... أهلكت أهلك، وأهلكت نفسك .
                          • الكاتب : د . بهجت عبد الرضا .

يا مالكي... أهلكت أهلك، وأهلكت نفسك

السيد نوري المالكي رئيس وزراء دولتنا المحترم
أتمنى أن تقرأ سطوري لو كان عندك وقت لتسمع غير ما يقوله رجال أو نساء حاشيتك، وأتمنى أكثر لو سيكون لديك وقت لتكتب ردا على كلماتي وانا اؤكد لك اان الذي دفعني للكتابة اليك هو بقية امل فيك فانت كنت اول رئيس وزراء اعاد لنا الأمان ولو مؤقتا ولو نسبيا بعد سنوات الضياع والظلام في فترة احتدام الطائفية حين صرنا نخاف الخروج من منازلنا حين يأتي الغروب بل وحتى نهارا وصارت المفخخات والانتحاريون يحصدوننا يوميا دون ان يرف طرف لدولة عربية او مسلمة او اجنبية، فاذا بك تعيد الامان وتمكن الناس ان يعودوا لمزاولة اعمالهم صباحا ومساءا واعدت الحياة لشوارع بغداد وباقي المدن وتنفسنا الصعداء وتأملنا فيك خيرا كثيرا. اؤكد لك اني لم اكتب لاجل الانتقاص منك او تشويه صورتك التي وللاسف الشديد شوهتها انت وحاشيتك قبل ان يشوهها الآخرون فاصبحت كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا.
في رأيي المتواضع، لقد بدأت انت بتشويه صورتك في اليوم الذي قررت فيه الوقوف الى جانب اللص الآثم فلاح السوداني الذي سود وجهه ووجهك بسرقاته التي يشهد عليها الشعب العراقي كله دون استثناء فانت تعلم كما يعلم الجميع ان الحصة التموينية تشمل جميع العوائل العراقية ولو انها اصبحت بفضل السوداني اسما على غير مسمى، اقول منذ اليوم الذي تفجرت فيه براكين غضبك وهددت وتوعدت وارعدت وازبدت واقسمت ان تحرق العراق باهله اذا تم مجرد استجواب السوداني في البرلمان وهو استجواب فقط وليس محاكمة ولا حكما قضائيا بالسجن او الاعدام، هددت بانك سكون خصما لمن يريدون استجوابه بل واكثر من ذلك ويا لعجبنا وخيبة املنا صرحت ان لديك اوراقا وادلة جرمية ضد اطراف واشخاص معينين وانك ستكشفها في حال استمرت المطالبة باستجواب السوداني اي انك تغض النظر عن هذه الادلة اذا غض الآخرون نظرهم عن السوداني ولا مجال لانكار ذلك فقد سمعناك ورأيناك جميعنا تقول هذا الكلام في التلفاز وليتك لم تقله. ففي ذلك اليوم بينت لنا ان لا فرق بينك وبين من سواك واحرقت بنفسك الصورة الجميلة التي ارتسمت في مخيلة العراقيين الذين يبدو انهم موعودون بخيبة الامل لفترة لا يعلم امدها الا الله تعالى. لقد قلتَ ان الاستجواب مسرحية او لعبة سياسية والمقصود منها هو تسقيط السوداني ووزرائك بشكل عام وتسقيطك انت من خلالهم، ولكن يا مالكي اذا كان وزرائك نزيهين وانت متاكد منهم فلم الخوف من الاستجواب؟ بل على العكس يجب ان تكون متحمسا للاستجواب اكثر من خصومك لانه سيعطيك فرصة لا تعوض للنيل من خصومك وذلك باثبات زيف ادعاءاتهم واثبات نزاهة وزرائك، اما اذا كان السوداني وباقي وزرائك فاسدين فان واجبك كرئيس وزراء اقسم على القرآن عند تسنمه منصبه وواجبك كقيادي في حزب الدعوة الاسلامية الذي مازال لليوم يتخذ من الشهيد آية الله العظمى محمد باقر الصدر رمزا في مكاتبه ويتخذ مقولاته شعارا ليخدع بها بسطاء الشيعة والعراقيين عموما وهو ابعد ما يكون عن فكر ونبل السيد محمد باقر الصدر، اقول ان واجبك كرئيس وزراء وكقيادي في حزب الدعوة يحتمان عليك تقديم السوداني الى الاستجواب ولو كان فلذة كبدك. انك منذ وقفت الى جانب السوداني اعطيت خصومك فرصتهم الذهبية فمن يومها اصبحت يدك مشلولة فلا تستطيع محاسبة احد مهما كان جرمه صغيرا او كبيرا وهذا هو الذي ادى في نهاية المطاف الى عدم تمكنك من محاسبة طارق الهاشمي فكيف تريد محاسبة الهاشمي او غيره وانت ترفض حتى مجرد استجواب وليس محاكمة السوداني وامثاله؟  
لقد فتحت الباب على مصراعيه للسراق والقتلة والفاسدين المفسدين لينهبوا ويقتلوا مادام شعارك لدي اوراق وساكشفها اذا كشفتم اوراقي، ولقد كررت هذه المقولة مع طارق الهاشمي ولو بصيغة اخرى فقلت ايضا في التلفزيون انه كانت لديك اوراق وادلة كثيرة على جرائم الهاشمي منذ اكثر من ثلاث سنوات وانك اريتها للسيد الحكيم حين كان لا يزال حيا ولا ادري ماالذي قاله لك الحكيم حينها فهل انه اشار عليك بالتوكل على الله وتقديم المجرمين للعدالة ام انه اشار عليك بالتستر على اوراق الهاشمي ما دامت اوراقك مستورة؟ ثلاث سنوات وانت ساكت يا رجل؟ اني احسدك على برود اعصابك فنحن حين نرى في التلفاز تحقيقا مع احد السفاحين او الذباحين او المرتشين وما اكثرهم في العراق ننفعل ونتمنى لو نمسك برقبة هؤلاء المجرمين ونشرب من دمهم وهم يسردون علينا ببرود كيف انهم اغتصبوا النساء وذبحوهن وذبحوا الشباب والاطفال وكيف فجروا ودمروا وووووو اما انت يا رجل فبالله عليك اي برود وهدوء لديك يجعلك تصبر سنوات على جرائم قتل وتفخيخ وغيرها؟ 
انك شوهت صورتك بنفسك كما قلت وبذلك شوهت صورة حزب الدعوة كله والمذهب الشيعي كله رغم ان المذهب الشيعي فيه عديد من القادة والمرجعيات الصالحة ولكن النماذج الفاشلة السيئة والمسيئة تطغى على المشهد او ان الاعلام يعمل على جعلها طاغية لتشويه سمعة الدين والمذهب. قد يحاول بعض الناس تبرئتك فيقولون انك واقع تحت تأثير حاشيتك ونحن نتوقع ان حاشيتك تضغط عليك ولكن يا رجل انت قيادي في حزب الدعوة وانت قضيت سنوات طويلة تقارع اعتى طاغوت في عصره وهو صدام فكيف لا تخاف صدام وتخاف حاشيتك وربما يقولون انك لا تخاف حاشيتك ولكن تخجل ان تخذلهم فتلبي رغباتهم ولو على حساب ملايين العراقيين فاقول لك اتخجل من حاشيتك ولا تخجل من الله ورسوله وأهل بيته صلى الله عليهم وسلم؟ بل الا تخجل من دموع الامهات الثكالى والنساء الارامل والاطفال الايتام الذين يتمتهم المفخخات والكواتم التي أودت بالأبناء والازواج والآباء والأمهات والتي كان مسؤولا عنها الهاشمي وغيره بل انك توددت للسعودية اكثر من مرة ان صح ما سمعناه من خلال اطلاق سراح ارهابيين محكومين بالاعدام فاطلقت سراحهم عسى اجلاف السعودية يتقبلون ويقبلون التعامل مع رئيس وزراء يعتبرونه رافضيا افلا اخذتك عزة النفس والكبرياء وابيت ان تتعامل مع السعودية وهي احتقرتك ومازالت تحتقرك لكونك بنظرهم رافضيا، وهي التي قتلت ولا زالت تقتل العراقيين بدم بارد؟ 
وقد يقول البعض انك واقع تحت ضغط امريكا وهذا شئ لا نستبعده ولكن ارجع فاقول انك قيادي في حزب الدعوة ومثلك حين اختار هذا الطريق الجهادي يفترض انه وطن نفسه على الموت منذ البداية فكيف تهاب امريكا ولا تتصدى لها وهي الشيطان الاكبر ام انها صارت الملاك الصغير بعد 2003؟ ويا سيدي العزيز لو افترضنا جدلا كما يقول البعض انك تجاري امريكا او حاشيتك مؤقتا وباسم التقية لغرض مصلحة اكبر وهي الحفاظ على الاعتبارات المعنوية والاستحقاقات الوطنية التي نالها الشيعة بعد عام 2003 وحماية البلد من عودة وتسلط البعثيين فأنا أقول لك إن هذه الاعتبارات والاستحقاقات كلها سحقتها انت وحاشيتك بأقدامكم وفرطتم بها فكم مرة تنازلت عن استحقاقاتنا لباقي الاطراف من اجل ان تحافظ على منصبك بل وافظع من ذلك رحبت بالبعثيين والقتلة من ازلام صدام واعطيتهم مناصب مرموقة لم ينالوها حتى بعهد صدام فيا سيدي العزيز اية تقية هذه؟ او ليس الغرض من التقية حفظ الدم والعرض فاذا وصلت الدم او العرض فلا تقية حينها؟ وأي حفاظ على الاستحقاقات الوطنية هذا واي منع لعودة البعثيين هذا؟ اقول لك لو كنت فعلا متعرضا لضغوط امريكية او ضغوط من اية جهة كانت فما عليك سوى اتخاذ موقف رجولي وشرعي ووطني واحد الا وهو الظهور لمدة خمس دقائق فقط لا غير خمس دقائق فقط في التلفاز وربما اقل من ذلك تقول فيها يا شعب العراق اعتذر منكم واعلن امامكم انسحابي عن المنصب لتعرضي لضغوط من قبل امريكا او الجهة الفلانية وهذه الضغوط تمنعني من العمل في منصبي بالشكل الذي يخدم مصالح البلد، هذا هو كل ما تحتاج قوله في التلفاز وانا اؤكد لك ان لا امريكا ولا اية جهة تضغط عليك ستتمكن من ان تمس شعرة منك بعد هذا التصريح رغم خطورته لانك بهذا التصريح تعـرّي الجهة التي تضغط عليك وتجعل الشعب بكافة شرائحه وانتماءاته القومية والدينية والمذهبية يقف صفا واحدا معك او على الاقل فان غالبية الشعب سيكون معك لانك تحدثت اليهم بصدق لهذا فإن الجهة الضاغطة عليك لن تحاول ان تؤذيك لانها ستكون مكشوفة امام الشعب كله وحتى امريكا رغم استهتارها لن تجازف مجازفة بهذا الحجم. فما هو عذرك يا رئيس الوزراء وما هو الشئ الذي تخاف منه اكثر من الله؟ انك لو كسبت اغلبية الشعب الى جانبك فلا توجد قوة على وجه الارض تستطيع ان تؤذيك او تخرجك من المنصب رغما عنك فلماذا تتودد للسعودية وامريكا والبعثيين وتهمل الشعب والشعب هو الذي يبقيك في الكرسي او يقلعك منه؟ آه ثم أه فما زال في القلب كثير من الكلام ولكن باختصار اقول يا مالكي أهلكت أهلك.....واهلكت نفسك



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=30020
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 04 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16