منذ عدة سنوات ونحن نسمع بالخطاب المعتدل والهاديء ولا نرى له من مستمع ، وتذكرنا به عدة مصطلحات شكك في نجاعة عملها بعض السياسيين ، لتوتر الاوضاع آنذاك او لعدم وضوح الرؤية لديهم ، ومن هذه المصطلحات الطاولة المستديرة والحوار الوطني وغيرها ، والتي تنبع من منبع واحد الا وهو الملتقى الاسبوعي الذي اصبح فيما بعد منبرا سياسيا ازعج البعض كثيرا لاعتداله ووسطيته ، أما بعض السياسيين فيحضره ويتابعة لصدقه ومنطقيته ، قبل عامة الناس .
اليوم حضر الجميع عند عدالة وسطية الحكيم ، فسمعوا وأنصتوا ثم أصغوا بكل امعان ، وتصافحوا ثم تعانقوا ، وظهرت وجوههم متبسمة وقد تكون مبتسمة ، رغم التجاعيد الكثيرة التي صنعتها التقاطعات الخارجية ، والخلافات العقيمة التي تخطت كل مبادئهم ومقاييسهم ، فلولا طاولة الوسطية المستديرة ، لما تحركت تلك التجاعيد من مكانها وان طال المقام والزمان بها .
نحن نتفاعل ، ونتفاءل ، ونقدر ، ونثق بكلام صاحب مبادرة اللقاء الرمزي الذي جمع فيه كل الشخصيات الحكومية والكتل الحزبية ، والذي عده البعض اجتماعاً للمتناقضات ، والذي لا يصنعه الا حكيم ، الا اننا برغم التفاؤل نسير في طريق وواقع يشوبه الحذر والقلق الدائم ليس على الفرقاء المتناقضين بل الفقراء الناقضين من الناس ، فالمفخخات والمصفحات والفساد مستمر والكثير غيرنا متشاءم ولا تغريه قبلات ومصافحات ، قد يتناساها الكثير منهم عند خروجه من عتبة باب الحكيم ... |