بسم الله الرحمن الرحيم
( إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخا عن إسلام الحديث )
' حلقة 1 '
السؤال:
السلام عليكم شيخنا الجليل ومبارك عليكم هذا الشهر الكريم وقبل منكم فيه الطاعات.
كتب بعضهم ما يلي: هذا ما كتبه بعض المتعلمنيين: "فلان يشعر بثقل مافعلته النصوص المنسوبة لأهل البيت لتشويه العقل الشيعي !!
الشيعة للأسف في هذه النقطة يراوغون,, كيف!
القرآن حاكم على الروايات.. السؤال هل ظاهر القرآن أم باطنه؟
فإن قلتم ظاهره فحينئذ لا حاجة لي بفقيه يحكم لي على الرواية, أنا عربي ولغتي سليمة وشاعر وأدرك ظواهر القرآن, وإن قلتم باطنه فباطنه يحتاج لتأويل والتأويل يردني للحديث وهذا يستلزم الدور والدور باطل.
__________________
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
ذكرت تفصيل الحال في 'الفصل الأول' من 'الجزء الأول' من كتاب (الإمامة الإلهية) لا سيما آخر الفصل, ولكن نبذة ملخصة:
1- إن مجموع محكم القرآن ومحكم السنة يعرض عليهما متشابه القرآن ومتشابه السنة, بل مجموع محكم القرآن ومحكم السنة ومحكم العقل (البديهيات الواضحة) ومحكم الوجدان (بديهيات الضمير والفطرة العيانية) يعرض على مجموع متشابه الاربعة.
2- محكم كل من الأربعة له درجات وطبقات وكذلك المتشابه, فهما أمران نسبيان بلحاظ نسبتهما إلى درجة فهم كل شخص ودرجة قدرة إدراكه و قوة عقله ودرجة سعة علمه ومساحة معلوماته, والبشر متفاوتين جداً في هذه النواحي والدرجات.
3- ومن ثم يختلف الظاهر والمحكم والمتشابه من شخص إلى آخر, وإن لم يعني ذلك, ولايستلزم نفي الموازين الثابتة للإستنتاج وللإستظهار, وإنما ينفي تساوي قدرة البشر على إعمال تلك الموازين, فعلم الرياضيات مثلاً موازينه ثابتة, ولكن قدرة البشر على إعمال تلك الموازين واستثمارها والإستنتاج منها متفاوتة ومختلفة.
4- ومن ثم يتفاوت الظاهر والباطن, أي ظهور وخفاء علم الرياضيات وكل علم من شخص إلى آخر بحسب قدرة وقوة ذلك الشخص, فإذا كان هذا حال العلوم البشرية فكيف الحال في القرآن الكريم ؟! لا سيما وان حجم المعلومات فيه لا متناهية من بحر الملكوت والغيب الوحياني, فهو كتاب إلهي لا بشري اعتيادي.
5- ومن ثم ورد ان العترة والقرآن وجهان لحقيقة واحدة, إذ الكتاب الإلهي يحتاج إلى معلم إلهي, وإذا كان الكتاب البشري في علم الرياضيات -مثلاً- يحتاج إلى معلم بشري, فكيف بكتاب رب العالمين لا يحتاج إلى معلم منصوب من رب العالمين بعث في الأميين(:وهم كل البشر) رسولاً يعلمهم الكتاب.
والحمد لله رب العالمين,, |