• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : فيضُ السّماءِ في كلِ الفصولِ .
                          • الكاتب : علي مولود الطالبي .

فيضُ السّماءِ في كلِ الفصولِ

أبي .....

يتسعُ الفراغُ وينضجُ فوقَ الشفتينِ

كلّما طافَ إسمُكَ في مذاقِ الحنجرة

وهذهِ الفراشاتِ تحومُ حولَ ضوءٍ يأتي من بعيد

تعِبتُ من دمعِ الغيابِ !

يضيقُ الصوتُ عندَ الهذيانِ بإسمِكَ

ويعانقُ خوفَ الوحدةِ

أيا ولدي ...

إسكنْ في ضوءٍ يأتيكَ من السّماءِ

وأنتَ في زوايا اللّيلِ

إكنسْ الوجعَ بحروفٍ لا تفهمُها إلا الرّوح ،

وراقبْ الأملَ على شفتيّ عاشقٍ يغني

كنْ كما لو كنتَ طفلاً في دمعِ الغيمِ

فتستديرُ الأغنياتُ في خطاكَ

على اللقاءِ وقصصٌ يستقيمُ

فيها معنى الأمل ...

قُلتُ :

أستفيقُ على حلمِ الشيبِ وأرقامٌ لا تعرفني

أستفيقُ على إستماعِ الصّدى في روحي

والحزنُ يعرقلُ النبضَ فيَّ ...

قالَ :

هوَ الزّمانُ على حافةِ جسرٍ

هوَ طعمُ الوجعِ والفرحِ

هوَ إنحسارُ الوقتِ في قلوبِ الضعفاءِ !

تذوّقْ الصبرَ يا وَلَدي

هوَ طعمُ العسلِ .....

هوَ وعدُ البدايةِ والنهايةِ وبشرى اللقاءِ فينا

قُلتُ :

هذهِ أجفاني عجافاً وأرصفةٌ للدّمعِ

وهذا وجهيَ مدارُ الحزنِ بظلِّ لوني

ينسخُ ذاكرةً ضيّعتها العتمة ...

كمدنٍ نائمةٍ في وحدةِ الأرصفةِ الرماديّة ،

هذا أنا ...... والوقتُ يرسمُ مرايا صهيلاً يعرفُني وأعرفهُ

كأغنيةٍ في السديمِ يهدهدُ صداها شرايين القلبِ

قالَ :

للوقتِ أغنياتهُ التي لَم تعهدها

ووجهٌ آخرَ في عينِ الضياءِ

للوقتِ ظلالٍ في بهجةِ الحلمِ

يكشفُ عن وجهِ وطنٍ في سلّةِ التيــهِ

كأنّهُ نبضُ ضحكةٍ مكتومة ،

وشمسٌ تقشرُ جلدَها على ضفافِ الخرابِ

قُلتُ :

أحتاجُ لصباحٍ حينَ يصحو ويتسعُ مداهُ ...

ينزعُ من جسدِ البعدِ سوادنا

فيهربُ كلانا لبياضِ المعنى

أحتاجُ للعُابِ نجمةٍ تعيدُ للرّيحِ بوحِها لحظة العشقِ !

وهيَ تعبرُ مُدُنا تنامُ على أرصفةِ العتمةِ

قالَ :

تحتاجُ لدمعَ غيمةٍ عاشقةٍ تبلّل الروحَ

فتنتشي بطعمِ البهجةِ

وأغنية تلوّنُ دنياكَ بالحنين

تحتاجُ ياولدي لثديٍّ يترنّحُ بالشوقِ

وصباح يراقصُ خطوات الماءِ

قُلتُ :

أرسمُ طيفاً يغازلُ حلماً يتّسعُ في مدى الحدائق

وأستعيرُ من حقولِ اللوزِ بياضها ...

تكونُ ملاذي كلّما تهتُ في منفى القلبِ

أو إنتهتْ بي الطريق للحظةِ التشظّي

وإنعكاسُ الجمر

قالَ :

لتكنْ الرّيحُ درباً لمُدنِ الحنين البعيد

وأنتَ وحدُكَ الذي تدركُ جداول اللقاء

ووحدكَ تقرأ لوحَ الحلمِ في خلايا الوقتِ

المعجون بدفء الحبِ

توقظُ نشوةَ الرّوحِ من جذورِ وردةٍ تهيمُ بعطرِها

أبي :

منكَ الكفّ شعاعَ شمسٍ تغفو على القلبِ

فتزيدهُ وقتاً إضافياً للحياةِ

تروّضُ تفاصيلَ الخشوعِ في نزيفِ الأيامِ

أيُ مذاق شهدٍ لكفكَ الناعس على كتفي

أيُ إنتشارٍ لضحكتِكَ وهي تعبرُ السمعَ الناعس

معكَ

الوقتُ تراتيلٌ مقدسةٌ تضيء حزني لأكتشفَ الفرحِ

ولدي :

هذا ظلّكَ يرتسمُ في ظلّي

وذاكَ الوقتُ مِن صنعِ ضحكتِكَ

لا تنحني .....

كنْ سنبلةً تزهو بألوانِها

كنْ ظلالَ شجرةٍ للعابرينَ والغرباء

كنْ خيطَ شمسٍ يكسّرُ بردَ الثلجِ في الرّوحِ

وضحكةً تفقأ عينَ الحزنِ في وجوهِ الصبايا

كنْ فيضَ السّماءِ في كلِ الفصولِ

ولإيقاعِ الفؤادِ

لحظةَ العشقِ




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=36405
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29