بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلائق محمد وآله الطيبين الأطهرين المنتجبين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا
الحلقة : التاسعة عشر
بقلم : سماحة آية الله المُحقّق الشيخ محمد السند "دام ظله الشريف"
الموضوع : إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث
---------------------------
إكمال الدين بالنبي ص ام بالمصحف ام بامير المؤمنين الإمام ع .
قد يتسائل هل الدين المقرر في المصحف والقرآن الذي جاء به النبي ص كان ناقصا كي يكمل بعلي ع وبعبارة اخرى هل المصحف لم يتضمن تمام وكمال الدين كي يسد فراغه اميرالمؤمنين ع وهل نبوة سيد الانبياء ص لم تتضمن كل الدين كي تتم بعلي ع .
وهذا التساؤل هو الآخر أعترض به البعض على سنة النبي ص .
فهل فرائض الله ناقصة كي يضم إليها سنن النبي ص وهل دين الله تعالى ناقص كي يكمله ويمﻷه النبي ص .
والتوضيح يمكن بيانه من هذا المثال المأنوس لدينا في العصر الراهن وهو الوضع القانوني في الدول كالدستور كقانون ومصدر لتشريع الدولة مقارنة بتشريعات وتقنينات المجلس النيابي فان التشريع النيابي ليس منقطعا مبتورا عن التقنين الدستوري ولا هو في عرضه ولاضرورة التقنين النيابي تعني نقصان القوانين الدستورية بل الضرورة تكمن في ان التقنين النيابي مفسر ومبين للتقنين الدستوري بحيث لوﻻه لما عمل بالقانون الدستوري
وان كان الدستور كامل متكامل التقنين لا يضاف اليه مادة اخرى دستورية لكن ذلك لايعني استغناء عامة مواطني الدولة بالدستور عن التقنين النيابي وان كانوا مستغنين عن دستور آخر والتقنين النيابي تابع للتقنين الدستوري لا ند له ولا يشاركه في رتبته بل هو في طوله تالي له وترجمان له لكن هذا التفسير والتبيين والترجمان ليس على نمط التفسير والتبيين اللغوي والادبي بل هو تقنين نازل مفسر ومبين ومعبر وترجمان لتقنين فوقي فليس دور التشريع النيابي كدور الشارح اللغوي ولا كالاستنباط الاجتهادي الظني بل هو تنزيل وتأويل وممارسة تشريعية لاتخرج عن حقيقة التبعية ولكن تبعية منقادة لا تقبل الخطأ ومتولدة من صميم التشريع الفوقي بنحو التوالد التكويني طبعا هذا في انقياد النبي ص في تشريعه للسنة الى فرائض الله تعالى .
وكذلك دور التشريع الوزاري والبلدي من بعده مع التشريع النيابي
بنفس العلاقة والنسبة لا في عرضه ولا هو ند له ولا يعني نقصان في التشريع النيابي
مع ضرورة التشريع الوزاري فلايستغنى عنه فهذه طبقات من الممارسة التشريعية والتقنين لا يستغنى بأحدها عن الاخرى التي تتنزل عنها رتبة ومرتبة كما لاتعني ضرورة الحاجة لها نقصان في المرتبة العليا من طبقة التقنين
وكمال المرتبة العليا لاتعني الاستغناء عن الطبقة النازلة التابعة
فكمال تشريع الله تعالى لايعني الاستغناء عن تشريع النبوي ولا نفي ضرورته كذلك كمال نبوة الخاتم ص وسنته لا يعني الاستغناء عن تشريع ائمة اهل البيت ع ولانفي ضرورة تشريعهم ولا ضرورة التشريع الولوي للائمة نقص التشريع النبوي ولا ضرورة التشريع النبوي تعني نقص في التشريع الالهي بل هي درجات وطبقات لابد منها .
وكذلك الحال في الولايات الاخرى لطاعة الله وطاعة رسوله وطاعة اولي الامر الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون علي ع وابناءه من اهل البيت ع
فإن طبقات الولاية لاتعني ان ولاية الرسول ص في عرض ولاية الله تعالى ولا ولاية الائمة من اهل البيت ع في عرض ولاية الرسول ص
مع ضرورة كل طبقة من الولاية فرئاسة الدولة لاتعني استغناء الشعب عن بقية اصحاب مناصب الولايات والمسؤولين بل الضرورة قائمة .
وهذا الضرورة الملحة والحاجة من ناحية الرعية والرعايا لامن ناحية الولي الاول وهو الله تعالى بل عموم البشر والمخلوقات هم في حاجة لاستمداد الفيض الى وسائط مكونة مكرمة مصطفاة مخلوقة من قبله تعالى فيكون التولي للائمة ع طاعة وتولي لرسول الله ص وطاعة وتولي الرسول ص طاعة وتولي لله تعالى .
فباب الولاية لله تعالى وطاعته ولاية النبي ص وطاعته وباب ولاية وطاعة النبي ص ولاية وطاعة الائمة ع .
ومن ثم ينجلي ويتضح اكمال الدين بولاية علي امير المؤمنين ع وولده الطاهرين إذ لايلج الى السماء الا بأبوابها وفتحها
قال تعالى : ان الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لاتفتح لهم ابواب السماء ولايدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين .
فاي آيات هذه ناطقة تصدق او تكذب واي ابواب هذه تفتح وتغلق واي استكبار مغاير للتكذيب واي صد وصدود عن الآيات الحجج مغاير للاستكبار .
( واذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم و رأيتهم يصدون وهم مستكبرون)
( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا ﻷدم فسجدوا أﻻ ابليس أبى واستكبر)
اسجدوا اطيعوا طاعة كاملة تبعية مطلقة ﻷدم بماهو خليفة الله فأبى ابليس استكبارا فلم يفتح له الباب وأبلس ابلاسا حرم من الدخول في سماء الرحمة ولم يكمل له دينه.