• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مهدي السوداني...بطل البصرة في التِبدّي!! .
                          • الكاتب : وجيه عباس .

مهدي السوداني...بطل البصرة في التِبدّي!!

وأنا في البصرة إحتجت أن أردد مع السياب"جلس الغريب يسرّح البصر البعيد بما يصعّد من نشيج"،وكيف لايسرح مثلي وقد"تبدّت" عبوة ناشفة من لبن أكتفيا على بنطلوني وحذائي الذي بدا جميلا وهو مغلّف بالبياض،كان المشهد سرواليا بالكامل،يجلس بجنبي عثق من التمر البرحي المتمثل بكاظم الزهيري وطاهر سلمان(صاحب اغنيتي المفضلة مرّة ومرّة) وأمامي تجلس نخلة بصرية بعوينات طبية اشبه بقعر بطل بيبسي زجاجي كان يستخدم في مديريات الأمن العامة الصدامية لجلوس عليه(لعدم وجود كراسي في ذلك الحين!!)،كان الشاعر البصري مهدي السوداني بمدّة يدٍ واحدة عبر الصينية التي هيّأها مضيف الزهيري،بلحظة واحدة وحركة لاإرادية أنقلب (الأكتفيا) على البطانة وشرب حذائي والبنطلون القنينة بالكامل وكأن الملابس في البصرة تشرب لبن (أكتفيا ) لعسر الهضم،صاح كاظم الزهيري : 
-شني القصة مهدي يعني الا تبدّي؟!!
مهدي السوداني شاعر اغنية(حال الصفصاف تخلوني) بطل(التبدّي) البصري،البصريون حذرون منه ويتركون للآخرين أن يتذوقوا ظاهرة التبدّي السودانية بأياديهم من أجل أن تبقى الذاكرة متقدة بمهدي السوداني،يقول كاظم الزهيري: كنت مدعوا في الزبير مع الشاعر مهدي السوداني لتأبين احد الشعراء الشعبيين،حين صعد مهدي السوداني الى المنصة كانت هناك قنينة ماء بلاستيكية و(صرّاحية كبيرة من الماء وقدحا كبيرا)،يقول وضعت يدي على قلبي وانا اراه يصعد هناك بأصابعه الطويلة،في اول ثلاثة ابيات شعرية حرّك الاصبع الاوسط باتجاه الحفل،كنت واحد المسؤولين في المقدمة،فطارت القنينة بعد ان تلقت كفخة شعرية من يديه،كتمت ضحكتي وكانت عيناي موزعتين بين (الصراحية المملوءة بالماء) وبين اصابع مهدي التي نسيها وهو يدخل في جو القصيدة الشعرية بينما الحفل مشغول بالحزن على الشاعر الفقيد...فجأة وكما تنفجر عبوة ناشفة من الأكتفيا!!،تحركت اليد اليمنى لتشتم الموت الذي تجاسر وأخذ روح الشاعر منه الا وطارت الصراحية بمائها وزجاجها على الجالسين،يقول كانت حصتي وحصة المسؤول من الماء اكثر من غيرنا،هرب المسؤول كعادته ظنا منه ان الشاعر مهدي السوداني يريد أن يغتاله بينما انبطحت انا على بطني من شدة الضحك بين استغراب ذوي الفقيد الذين كانوا يبكون عليه بأبيات مهدي السوداني.
حادثة اخرى مازالت طرية مثل ضحكته،يقول الزهيري: ذهبت لاجراء لقاء اذاعي مع المطرب كريم منصور بعد اجراء عملية جراحية،يقول وضعت هواتفي وجهاز التسجيل قرب(صرّاحية الماء)الذي جلبها شقيق كريم،وما أن ابتدأت باللقاء حتى تحرّك مهدي السوداني وهو يريد تقبيل كريم منصور وتقبيله...فجأة تعثرت قدمه التي تشبه الرافعة الشوكية(واصر على الرافعة الشوكية!) وقلبت الصرّاحية بمائها على اجهزتي جميعها واحرقتها وهو يقول :
-خوية اعذرني ردت ابوس كريم!!.
مهدي السوداني مسكون بالموت كما مسكون بالتبدّي!!حين عدنا الى البصرة بدأ يوصيني بإبنته(أم البنين) في حالة موته،لدى وصولنا الى بيته دعاني لشرب الشاي فاحضرته ابنته ام البنين التي ورثت منه بعض مواهبه بالتبدّي!! لأنها حين وصلت الي كانت تبتسم وفجأة انقلب الاستكان بحضني والماء على صدري فشعرت بحريق في الاسفل وبرودة في الاعلى فقمت وانا اصيح:
-اشتعل ابوه الي يدير باله عليهه!!.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=37295
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3