• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أصحاب الامام الحسين (عليه السلام) والولاية العلوية .
                          • الكاتب : محمد السمناوي .

أصحاب الامام الحسين (عليه السلام) والولاية العلوية

بعض أصحاب الامام الحسين (عليه السلام) ممن رأى ولي الله الأعظم علي ابن أبي طالب (عليه السلام) هؤلاء الأصحاب قد نضجت عقولهم ، وتنظفت قلوبهم من أوساخ الغفلة عن رؤية الحق ، واستحقت أرواحهم أن تكون معلقة ً بالعزة القدسية الإلهية ، وتطهرت قلوبهم وضمائرهم داخل البحر ا لعلوي ، وبماء الولاية وتنورت بصائرهم وسرائرهم بنور الرسالة المحمدية.

وقد برزت حقائقهم وتجسدت أكثر عندما جاءت محنة الإمام الحسين (عليه السلام)بتلك الملحمة العاشورائية ، ومن هؤلاء الأصحاب الأطهار الكـُـمَـل.

هو حبيب بن مظاهر الأسدي (رضوان الله عليه) حيث إنه كان صحابيا ً جليلا ً ممن رأى النبي الأعظم)صلى الله عليه واله ) وقد صحب الإمام (عليه السلام) وشهد معه جميع حروبه التي خاضها سواء كانت مع الناكثين أو المارقين أو الخارجين في صفين أو النهروان وحتى الجمل وكان من خاصته ، ومن خزان وحملة علمه وصاحب سره ومن حواريه ، ومن المؤمنين الذين أمتحن الله قلـبــهم بالإيـمــان .

وكان حبيب ممن كاتب الامام الحسين (عليه السلام) وعندما جاء رسول الامام الحسين (عليه السلام) مسلم بن عقيل (عليه السلام) أصبح حبيبا ً من المقربين,

وظل حبيب بهذا المسلك ، وهذه العقيدة الراسخة والروحانية العالية من التمسك بأهل الله تعالى إلى أن جاءت النهضة الحسينية والتحق بركب الامام الحسين (عليه السلام) 

وعندما أخذ الأذن في قتال أعداء الامام الحسين (عليه السلام) أنشد أبياتا ً قائلا ً:

ونحن أعلى حجة ً وأظهر حقا ً وأتقى منكم وأقدر

وهذا ما يدل على عمق تعلقه بروح الولاية المحمدية والإمامة العلوية الحسينية وفهمه لإحكام الله تعالى ويوجد العديد من الأنصار والأصحاب ممن كانوا ينتظرون هذه الساعات حتى يظهروا معادنهم ومعانيهم الحقيقية وهي الولاء لأهل بيت النبوة والطهارة (عليهم الاف التحية والثناء) .

ومن هؤلاء أمية بن سعد الطائي ( رضوان الله عليه ) حيث كان من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وظل ملازما ً لولديه الحسن والحسين (عليهما السلام) وكان من الذين قتلوا في أول المعركة وكذلك مسلم بن كثير الأسدي المعروف بالكوفي ، كان صحابيا ً جليلا ً مع الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد رأى النور الإلهي المتجلي بـوجـه الامام عـلـي بــن أبــي طــالــب (عليه السلام ) الــــذي كــــــان طالما يسعى من أجله نبي الله موسى (عليه السلام) في الطور حتى اجابه بالابدية والتأبيد بقوله تعالى :( لَنْ تَرَانِي)(1)

يقول ميرزا اسماعيل الشيرازي (طاب ثراه)(2) : 

نـُسخ التأبيد من نفي تـــرى فأرانا وجهه ربُّ الورى 

ليت موسى كان فينا فــيـــرى مـا تمناه بـطـور ٍ مجهـدا

 

هؤلاء الأصحاب ممن رأوا وجه الله تعالى وقد تجلى بهذا الولي الصالح ألا وهو وجه الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام) بل وكل ذرة من ذرات هذا الوجود هو نور من الأنوار الإلهية وهو نور الأنوار ونور الله الأعظم ورد في زيارة الجامعة ((ونوره وبرهانه)) (3).

 

وفي بعض الأخبار(( إنا خلقنا من نور الله تعالى )) (4).

فهؤلاء الأصحاب الذين قتلوا مع سيد الشهداء هم ممن واكبوا تحركات المولى أمير المؤمنين (عليه السلام) وخاضوا معه جميع حروبه وقد شربوا من بحر نور الولاية العلوية .

 

 

 

 

 

المصادر :

 

1-قال تعالى ((وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)) الأعراف :143.

2-هو السيد العلامة،الحاج الميرزا إسماعيل الشيرازي،و هو ابن عم سيد الطائفة،آية الله الميرزا الشيرازي , توفي في 11 شعبان سنة 1305 في الكاظمية،و كان قد جاء إليها من سامراء قبل شهرين،و حمل إلى النجف الأشرف فدفن هناك،كان عالما فاضلا جليلا شاعرا أديبا،قرأ على ابن عمه الميرزا الشيرازي في سامراءو كان من أفضل تلامذته،و له أشعار في مدح أمير المؤمنين عليه السلام , باعتباره أحد شعراء الغدير , ويأتي ذكره في شعراء القرن الرابع عشر له قصيدة موشحة في المولود العلوي المقدس......... 

......و قد احببت ان اذكر هذه بعض الابيات الرائعة من قصيدته الغراء في مدح يعسوب الدين وامام المتقين امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.الا وهي :

 

آنست نفسي من الكعبة نور

مثل ما آنس موسى نار طور

يوم غشى الملأ الأعلى سرور

قرع السمع نداء كنداء 

شاطى ء الوادي طوى من حرم

ولدت شمس الضحى بدر التمام

فانجلت عنا دياجير الظلام .

ناديا بشراكم هذا غلام

وجهه فلقة بدر يهتدى

بسنا أنواره في الظلم

هذه فاطمة بنت أسد

أقبلت تحمل لاهوت الأبد

فاسجدوا ذلا له فيمن سجد

فله الأملاك خرت سجدا

إذ تجلى نوره في آدم

و تجلى وجه رب العالمين

و بدأ مصباح مشكاة اليقين

و بدت مشرقة شمس الهدى

فانجلى ليل الضلال المظلم

نسخ التأبيد من نفي ترى

فأرانا وجهه رب الورى

ليت موسى كان فينا فيرى

ما تمناه بطور مجهدا

فانثنى عنه بكفي معدم

هل درت ام العلى ما وضعت؟

أم درت ثدى الهدى ما أرضعت؟

أم درت كف النهى ما رفعت؟

أم درى رب الحجى ما ولدا؟

جل معناه فلما يعلم

سيد فاق علا كل الأنام

كان إذ لا كائن و هو إمام

شرف الله به بيت الحرام

حين أضحى لعلاه مولدا

فوطى تربته بالقدم

إن يكن يجعل لله البنون

و تعالى الله عما يصفون

فوليد البيت أحرى أن يكون

لولى البيت حقا ولدا

لا عزير،لا و لا ابن مريم

سبق الكون جميعا في الوجود

و طوى عالم غيب و شهود

كل ما في الكون من يمناه جود

إذ هو الكائن لله يدا

و يد الله مدر الأنعم 

هو بدر و ذراريه بدور

عقمت عن مثلهم ام الدهور

كعبة الوفاد في كل الشهور

فاز من نحو فناها و فدا

بمطاف منه أو مستلم

أيها المرجى لقاه في الممات

كل موت فيه لقياك حياة

ليتما عجل بي ما هو آت

علني ألقى حياتي في الردى

فايزا منه بأوفى النعم 

وكان السيد الفقيه اية الله العظمى محمد كلانتر طاب ثراه كثيرا ما كان يكررها في المحافل والدروس في جامعته العلمية النجف الاشرف, ومن شدة شغفه بها طبعها في الجزء الاول لكتاب المكاسب المحرمة للشيخ الاعظم مرتضى الانصاري ,وامر اهل العلم ان يحفظوها ووضع الجوائز لمن يحفظها .انظر شعراء الغدير في القرن الثامن ج4: 10,وكذلك الغدير للعلامة الاميني ج6,ج8, :28, سفينة البحار، ج 2: ص 230.

3-من لايحضره الفقيه ج2: 612,تهذيب الاحكام ج6: 97

4-علل الشرائع ج1: 116, 117 , الكافي ج1: 389 ,ص390,ج2:4,ج6: 321,بصائر الدرجات : 35,36 , 37, 38 ,39 ,40 ,44 , 191, 466




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=37748
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 10 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28