نتف عاشورية (13)
السؤال : (ما هو رأيكم بأشعار المداّحين الذي هو مشتمل على لسان الحال ، و يمكن لا يكون له واقع و حقيقة) ؟
إجابة سماحة الشيخ “دام ظله الشريف” :
الشعر أو النثر- الذي بلسان الحال لا بلسان القال ولابلسان الفعال- والنعي والرثاء بهما هو حقيقة وحق ، لكن بإرادة المفاد المطابقي النصي منه بل المفاد الكنائي والتمثيلي منه والتعريض ، والثاني حق وواقع وهذا باب استعمله القرآن وهو وحي وحياني ألهي ، فإنّ ضرب الأمثال في الكتاب العزيز لا حدّ له وفرة وكثرة مع إنّ المثل لإيراد الأخبار بمفاده المطابقي بل المراد الجدي منه المعنى المبطن والكنائي الذي يغاير المعنى المطابقي لسطح المثل ، بل قد ضرب القرآن للناس من كل مثل ، نعم ليس كل القرآن من باب المثل والأمثال كما يتوّهم البعض ، بل هو أحد الأبواب الثمانية لأسلوب القرآن ، والحكمة في هذا الأسلوب والنمط من الإستعمال أمور كثيرة ، منها إنّ كثير من المعاني ليست حسّية مرئية ، بل هي من شؤون الروح وحالات النفس والخواطر القلبية وغيرها من الأفعال التي ليست من عالم المادة المحسوسة المرئية المسموعة الملموسة ، بل هي من مشهد نفساني ومشهد روحي ومشاهد عقلية ونفحات قلبية وهي أوسع شأناً وأكبر واقعية من العالم المرئي المحسوس ، ولابد من الإخبار عنه وإنعكاسه إلى الآخرين ، ولايتأتّى إلاّ بأنماط أخرى ، أحد نماذجها أسلوب المثل والتمثيل ، ولسان الحال يلتقي معه في ذلك .
نعم شرط صحة المثل والتمثيل هو كون المعنى الثاني حقيقة وله واقعية بحسب ظرفه وشأنه وأجواء عالمه ، ومتناسباً مع الذي يوصف حاله وقد ورد عنهم (ع) ، إنّ لسان الحال أبلغ وأصدق من لسان القال ، وذلك لسعة لسان الحال وشموليته بخلاف القال ، فالعمدة والمدار والصدق في لسان الحال على واقعية ، المعنى الكنائي والمعنى المعرض له وبه .
سوال اخر :
لقد تعلّّق أمر الله عزوجل بإخراج نورالهداية من ظلمات الكسري وإنتهاء نسبهم عليهم السلام الناسوتية أليهم إلى يوم القيامه ، فماهو تقييمكم في ولادة علي الأكبر الأطهر ليلي بنت أبي مرّة سلام الله عليها وهي مشكاة خرجت من قاطبة الملعونة الأمويّة .
علما بإنّ معاوية عليه الهاوية صرّح بفضله وسخائه وشرف نسبه وإستحقاقه للخلافه عند لقائه من المدينة لأن من صلب هاشم وأميّة وهذه القصة معروفة .
إجابة سماحة الشيخ “دام ظله الشريف” :
إنّ الثابت من نسبهم (ع) الطهارة من العهر، وأما الطهارة من الكفر فالمقدار الثابت هو تنقلهم في الأرحام المطهرة والأصلاب الطاهرة ، أي نطفتهم ونورهم أينما تنقلت في صلب أو رحم فهي طاهرة من الكفر والشرك ، وأما أمهات الأمهات و آبائهن فلايشمله الطهارة الثانية وإن كان مشمولاً بالطهارة الأولى ، فيكون السلسلة في الثانية أشبة باللولبية لا التشجير وفروعات الأغصان ، ثم إنّ مايذكر من نسب لهم ليس من الضروري واقعيته من جهة الأمومة ، كما أُدعيّ في نسب الأم للإمام الصادق (ع) ، وما أورده بعض الأصحاب من رواية فهي عامية