نتفٌ عاشوريّةٌ (20) :
( التعبوية واللغة العالمية في الشعائر )
س: مامعنى الإنتقام في زيارات الائمة (عليهم السلام) والحسين (عليه السلام)؟ وهل أخذ الثأر من ثقافات الكراهية والتعبئة المذهبية والشحن الطائفي والإسعار للفتنة بين المسلمين وفيما بين البشر؟
الجواب:
1- الإنتقام في منطق الوحي والحضرة الالهية والقرآن والسنة للنبي (صلى الله عليه وآله) ليس منبعثها حيوانياً غرائزياً كما في غضب النبي موسى (عليه السلام) في الآية <فلما سكت="سكت" عن="عن" موسى="موسى" الغضب="الغضب">، وليس لفظ الآية ( “سكن” عن موسى الغضب) فغضب موسى (عليه السلام) ليس يسكن ويتحرك غضباً حيوانياً بل يسكت وينطق أي غضب عقلي إلهي يسكت وينطق، كذلك النقمة والإنتقام الإلهي ليس ناشئاً منالغضب الحيواني بل من الغضب العقلي والإلهي الذي ينطق ويسكت، فهو لغاية عقلية وإلهية لتطهير الارض والكون من الارجاس والأنجاس، فالنقمة الإلهية الشفافة المجردة عن الغريزة الحيوانية هي عذاب على الطغاة المعاندين الجاحدين الأرجاس ظاهره من قبله قبلهم العذاب وباطنه باطن غايته الرحمة وهي تطهير الارض والكون منهم.
2- من ثم الثأر وأخذه يأخذ معنى عقليا والهيا غير المعنى الحيواني الغرائزي بل ثورانا عقليا وإلهيا ينطق ويسكت لايسكن ويتحرك.
3- الكراهية والشحذ والتعبئة والشحن موجودة في الرؤية وفي كل مسيرة متوازنة لكن تجاه الباطل وتجاه القبيح وتجاه الخطيئة وتجاه العدوان والظلم والتعدي ليتحقق العدل والقسط ويبزغ الحق والحقيقة ألا ترى ان مواقف الإدانة من منظمة الأمم المتحدة مثلا وبيانات التنديد وأحكام المواجهة تجاه أحداث العالم وأطراف النزاع أكثر من التأييد والدعم والتضامن وليس ذلك إلا لأن الحكمة العقلية تقتضي تطهير الأرض من الجور والعدوان والطغيان ليرجع كل شيئ الى نصابه، وألا ترى كل نظام دولة في أي بلد قائم على وجود وزارة دفاع واندفاع وعسكرة تحشيد وجيش وتجيش وذلك لأجل ردع التجاوز والعدوان والطغيان فثقافة الكراهية والشحن والشحذ والإسعار تمارسها كل الأمم والبشرية لكن تجاه من ولأجل ماذا.. فالمهم تعيين وتحديد الإتجاه والغاية، والحكم يأخذ طابع ذلك بتبعه.
4- الاعتراف بأن شعائر سيد الشهداء (عليه السلام) ومراسم شعائر مدرسة الطائفة تشتمل على التعبئة والإسعار والتجييش والتهييج يتدافع ويتناقض مع دعوى ان تلك الشعائر مخدرة ومجمدة عن التحرك والحراك والنشاط وانها تمتص روح الفعالية والإنهاض والنهضة، فهذا اعتراف بأن شعائر الحسين (عليه السلام) المتداولة إسعار وتعبئة وإلهاب وتجييش واندفاع وأن هذه الحقيقة في الشعائر الحسينية هوية عظيمة تجلجل الوضع الفاسد وتبركن كيان الزيف الجائر وهذا التناقض والتدافع في الإعتراض على الشعائر الحسينية والاعتراف بالحقيقة الناصعة لها مآلا نجده هو الآخر في دعوى أن جملة من هذه الطقوس مستوردة من المسيحية والبوذية الصينية والهنود والقفقاز والطقوس الآسيوية مع الاعتراض والطعن بأن هذه المراسم تشوه المذهب وتسيئ اليه وتوجب الوهن والتوهين لإيجابها الانطباع السيئ وتفسير التدافع هو ان هذه الطقوس مع الاعتراف بكونها مستوردة ويمارسها شرق وغرب العالم والشعوب فكيف يجهل العالم معنى ولغة تلك الطقوس وانها ترمز الى اي شيئ وتعطي طابعا سيئا لديه، والحال ان العالم والامم بنفسها تمارسها وتقوم بها لاجل التعبير عن الاستنكار للظلم والجور وابداء المظلومية والاضطهاد فالاعتراف بانها مستوردة وشائعة لدى الشعوب الاخرى يظهر انها لغة عالمية يفهما البشر ويعقلها ولايسيئ تفسيرها. |