• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : الانتخابات البرلمانية .
                    • الموضوع : في الصميم ..امتحان الناخبين من أختار ومن أنتخب .
                          • الكاتب : قاسم محمد الياسري .

في الصميم ..امتحان الناخبين من أختار ومن أنتخب

بدأ العد التنازلي يوم بعد يوم لنقترب من تجربة انتخابات جديدة .. حيث نضجت خلال السنوات الأربع الماضيه عقول الناخبين والمرشحين خلالها بعد معاناة مريرة فمن المفروض أن نوظف النضج والمعاناة معا لتأسيس نظام قادر على تلبية احتياجات العراقي، ولكي لا تتكرر السلبيات وتحدث المعاناة سواء بعرقلة المسيرة الديمقراطية، أو الحجر على تطلعات الجماهير، وبلا عودة لترسيخ الفئوية والطائفية والمذهبية والتشرذم ، ولكي لا تستمرار مسيرة الفساد المالي والإداري ووصول المفسدين إلى مراكز القرار. ولكي نتخلص من داعش والداعمين لها .. من المفروض بنا جميعا أن نتوخى الدقة والحذر في اختيارنا، وأن ندقق بكل مفردة ترد في مشاريع المرشحين تدقيقا علميا متجردا متحررا من الصراع والنزاع، ويجب أن نقف طويلا أمام أسماء المرشحين وننظر لخلفياتهم ومسيرة نضالهم وما قدموه من قبل للعراق وتواصلهم مع الناس ، ونزن كل ذلك بميزان الوطنية والحكمة دون أن ننخدع ببريق الأسماء أو بريق مشاريعها التي هي في الغالب حبر على ورق الوعود الزائفة. ولكي نختار من قال وفعل وعمل بمعنى أننا معنيون بالبحث عن صدق المرشح وكفاءته الإدارية والعلمية وعقيدته وإيمانه ونزاهته، والأهم حجم ومقدار وطنيته. فإذا نجحت هذه المفردات في الامتحان يكون المرشح أهلا للقبول، أما إذا لم تنجح فمن العار أن نسمح للفاشلين بالتسلط على رقابنا وقيادة حياتنا إلى المجهول أو المغامرة بها لتحقيق المكاسب الشخصية. ثم لا ننسى أننا بعد التجربة المريرة التي عانينا خلالها من استشراء ثقافة الكراهية ترسخ في داخلنا ميل يدفعنا بقوة لانتخاب المرشح الذي نجح من قبل في مناغمة مخاوفنا .. وعلينا تحكيم منطق العقل وتفعيل روح المواطنة والولاء للعراق الواحد. إن المشاركة في الانتخاب ليست مجرد تأشيرة على ورقة ووضعها في صندوق محكم القفل بما يبدو وكأنه إبراء للذمة بل هو مسئولية جسيمة وفي غاية الخطورة، فأنت عندما تنتخب شخص ما يعني أنك فوضته قيادتك وتدبير شؤونك طواعية وتنازلت له بإرادة ورغبة ووعي عن حقك. والمفروض أن يكون المرشح الذي تنوي انتخابه أهلا لحمل كل ذلك بأمانة وشرف، فإذا ساورك ولو الشك في قدرته على تحمل هذه المسئولية فمن الواجب أن لا تنتخبه حتى لو أخضعت لأقسى الظروف.ان هذا الكم الهاهل من المرشحين دفعتهم اطماعهم ومصالحهم الشخصيه وبرزت اسماء لا نعرفها سابقا لنضع ثقتنا بها.. فعلينا أن تنتخب شخص ما يعني أنك اخترته ليحكم بينك وبين الآخر ولذا يجب أن يكون قادرا على التجاوب مع كل الارادات وإقناعها لتنضوي تحت جناح شريعة القانون، ولاسيما أن كل فئة جاءت خلال الزمن الماضي بقوانين من واقعها تريد إلزام الآخرين بإتباعها والعمل بموجبها والتخلي عن قوانينهم الموروثة .. ويعني هذا أننا بحاجة إلى دولة يسود فيها قانون الحياة وليس قانون الغابة والفوضى ، وأن يكون هذا القانون عادلا بين الجميع وممثلا لتطلعات الجميع. ومن يملك من المرشحين ضوابط علمية وأخلاقية تمكنه من التحرك بيسر بين هذا الكم الكبير من القوانين المتعارضة وتضمين الصالح العام استنادا إلى الدستور وهو المرشح المؤهل للقبول. والمرشح القادر على ضبط سلوكيات الناس وأخلاقهم وما يتوقع أن يبدر منهم من أفعال وكبح جماح الارهاب ومهما اختلفت طوائفهم هو المرشح الناجح والأجدر بتمثيلك وحمل وصيانة حقوقك التي تنازلت له عنها طواعية، وهو الأجدر بأن تعطيه صوتك. بقي أن نقول أننا بكل أطيافنا لدينا رغبات مؤجلة وتطلعات مشروعة ومطالب وحاجات، بل أننا لكثرة تسويف ومماطلة البرلمان السابق في الاستجابة لمطالبنا أصبحنا نشكو تزاحما في الرغبات. وهمنا الأكبر اليوم أن ننجح بانتخاب من يقدر على تحريرها وتنفيذها لكي نشعر حقيقة بوطنيتنا وعراقيتنا كما يجب أن تكون. إن الانتخابات القادمة امتحان حقيقي لقدرات العراقيين في التمييز بين الحق والباطل، ومن الواجب علينا أن لا نخذل من ينظر لنا  كما ننظر نحن لأنفسنا، ولا يتم ذلك إلا بانتخاب الصالحين وإبعاد المفسدين والعملاء والطائفيين.ومعرقلين القوانين التي تخدم الناس اجمعين ... نعم وعلينا أن نشارك جميعا بالإدلاء باصواتنا .. فهذا حقنا المكتسب.. حيث نختار من يمثلنا في البرلمان القادم و يكون صوتا يطالب بحقوقنا و يدافع عن قضايانا العادله .. و يعمل على اصلاح حياتنا في كافة جوانبها .. من خلال تشريع القوانين .. نريد برلمانا لا يغرق في بحور السياسه القذره .. وحيث طغى صوت المصلحه الشخصيه .. و صوت المصلحه الحزبيه في البرلمان السابق وطغى  صوت الخلافات الضيقه البعيده كل البعد عن هموم المواطن و طموحاته....................  



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=45166
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3