• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هموم السيد سعيد العذاري الوطنية والقومية والمذهبية والدينية .
                          • الكاتب : د . فاطمة عبد الغفار العزاوي .

هموم السيد سعيد العذاري الوطنية والقومية والمذهبية والدينية

نشرت صحيفة صوت الطلبة التي يصدرها المجمع العام للحوزة العراقية في قم المقدسة العدد الثامن ربيع الاول 1432 عدة محاور للسيد سعيد العذاري تعبر عن ارائه وافكاره وهمومه الوطنية والقومية والمذهبية والدينية ؛ انشرها هنا لتعميم الفائدة .
شيعة مصر والثورة المصرية
عاش المسلمون اخوة متآزرين ومتعاونين على طول مسيرتهم التاريخية، وما صدر من فتن أو إضطرابات كان وراءها أعداء الإسلام والحكام الجائرون، حيث استمروا الانتماء الطائفي والمذهبي لتعبئة أتباعهم ضد المعارضين، واطروا صراعهم باطر طائفية، وبعبارة اخرى انه صراع بين المعارضة والسلطة وأتباعها وليس صراعاً بين مذهب وآخر.
وقد تجلت الروح الوحدوية عند مسلمي مصر على طول التاريخ فنرى المؤرخين والرواة والشعراء قد انطلقوا من منطلقات وحدوية، فالكثير منهم يتطرق الى فضائل أهل البيت ^، وقد كتبوا عن الأئمة ^ باسلوب شيق وجذاب وخصوصاً في العصر الحديث من أمثال خالد محمد خالد وعبد الرحمن الشرقاوي وبعض مشايخ الأزهر.
وكانت مجلة رسالة الإسلام زاخرة بالمقالات والأشعار الوحدوية والتقريبية.
وتمتع أتباع أهل البيت ^وخصوصاً العلماء بتقدير وتكريم من قادة الأزهر وعلمائه، وكانت العلاقات قائمة على أساس الانسجام والتآزر والالتفاف حول نقاط ومحاور الاشتراك.
فلا توجد حساسية مذهبية أو خصومة طائفية، وقد اشترك علماء السنة في المؤتمرات الوحدوية التي يقدمها الشيعة كذلك اشترك علماء الشيعة في المؤتمرات التي يقيمها السنة في القرن الماضي والقرن الراهن.
وما حدث في عهد حسني مبارك من إشاعات ودعايات ضد شيعة مصر إنما صدرت من حاكم جائر لا يروق له تقارب المسلمين وتوحدهم خوفاً على مصالحه وتنازلاته المذلة للكيان الصهيوني.
وثورة كانون الثاني في هذا العام هي ثورة شيعية واعية إشتركت فيها جميع المذاهب والتيارات والكيانات التي تروم إصلاح الواقع وتغييره، وتروم إعلان الحريات للجميع.
وما نتوقعه هو تمتع شيعة بمصر بحرية أكبر في ظل النظام الجديد الذي تكفل بإطلاق الحريات للجميع، وسواء كانوا مذاهب أو احزاباً او تيارات أو تجمعات، بما فيهم الشيعة الذين يتمتعون بوعي تام وروح وطنية واستعداد للتعاون من امل بناء مصر الجديدة.
ومن خلال دراسة الواقع المصري وخصائص الشعب المصري وسيرته العملية ووعية لحجم المؤامرات نرى بأنّ الشيعة سينالون قسطاً من الحرية كبقية المصريين المؤهلين للاتحاد والانسجام، واتصافهم بحب أهل البيت ^، واحترامهم لمقامات أهل البيت ^ ومشاهدهم المقدسة عندهم.
إن إعتدال المصريين وتوازن علاقاتهم وإنفتاحهم، ونبذهم للتعصب والطائفية كفيل بحماية الشيعة وهم قطاع من الشعب المصري يتمتعون بحسهم الوطني ومشاركتهم للآخرين آمالهم وآلامهم.
ونتوقع إزالة الحواجز التي وضعها نظام مبارك وبعض الطائفيين التابعين له، ومن ورائهم الدوائر الاستكبارية، وبإزالة الحواجز سيتحرك شيعة مصر بحرية ضمن الدستور وضمن المحاور المشتركة التي تجمعهم مع بقية المصريين.
وليس أمانا إلاّ أن نبارك المصريين ثورتهم التاريخية، ونقف معهم في مواجهة التحديات، ونأمل لهم نظاماً عادلاً يحقق العدالة والمساواة والتكافل الاجتماعي والاقتصادي.
الحوزتان الإيرانية والعراقية
تنوع أسماء ووحدة أدوار وأهداف
الحوزة العلمية حوزة واحدة وإن تعددت أسماؤها، فهي تجتمع في محاور مشتركة ومنها وحدة الولاء والانتماء إلى الإسلام والى منهج أهل البيت ^، ووحدة المصالح العليا للدين والمذهب، ووحدة المصير هـ الهدف.
ووحدة النشأة التاريخية، ووحدة العدو المشترك الذي وحّد صفوفه وإمكاناته لعرقلة حركتها أو عزلها عن المحيط الاجتماعي والسياسي المحلّي والإقليمي والعالمي.
وهي واحدة في أغلب امورها ومنها: المناهج الدراسية وطرق التدريس، ووحدة الدرجات العلمية، وكذلك وحدة وتشابه الأماكن التي تستقر فيها كالنجف وكربلاء والكاظمين وقم ومشهد، فهي مدن مقدسة متشابهة حتى في الطرق والازقة باستثناء التطور الحاصل في المدن الإيرانية الذي سبق المدن العراقية، وكذلك وحدة الزي وهو العمامة.
والعلاقة بين الحوزتين الإيرانية والعراقية علاقة تفاهم وانسجام وتازر ومشاركة في الأهداف والآمال والمعاناة، فلم تكن إحداهما بمعزل عن الأخرى، ولم ينعزل الشعبان الإيراني والعراقي عن بعضهما بفضل الحوزتين، فهناك مراجع عراقيون لهم مقلدون في ايران، وهناك مراجع ايرانيون لهم مقلدون في العراق.
ولم تستطع أعظم قوة أن تمنع من هذا التلاحم، ولازالت العلاقة قائمة، فالحوزة العراقية تستقبل طلبة ايران وكذلك الحوزة الإيرانية.
ومع كل هذا التلاحم فانّ المرحلة الراهنة تتطلب مزيداً من التعاون والتازر والتفاهم وتبادل وجهات النظر لتطوير المناهج الدراسية وتبادل الخبرات، وان يكون التنسيق أوسع ممّا هو عليه، وخصوصاً بعد التغيير الحاصل في العراق، وفي أجواء التآمر على الحوزتين.
وأوسع الوان التنسيق والتعاون هو تشكيل لجان مشتركة في جميع المجالات لمتابعة التحديات أولاً ثم الأوضاع الحوزوية الداخلية كالمناهج الدراسية وتبادل الخبرات وتبادل الأساتذة، وتبادل الخبرات في رعاية الطلاب ليكونوا دعاة تلعباً للنهوض بمسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ومن أهم الامور والقضايا التي ينبغي فيها التنسيق من اجل الخروج برأي واحد او موقف واحد تجاه الأحداث المحلية والإقليمية والعالمية هي:
1- توحيد الآراء في الفضائيات، فبين بغي الاتفاق على آراء واحدة في العقائد والأفكار ونقل الروايات.
2- وحدة الموقف من الإعلام المضاد.
3- وحدة الحكم على القضايا والأحداث الراهنة مع مراعاة الخصوصية الوطنية.
4- وحدة أو تشابه الفتاوى في المسائل الحديثة والمستحدثة كالاستنساخ والتلقيح الاصطناعي، والعلاقة مع الدول غير الإسلامية.
5- وحدة العيد أو رمضان قدر الإمكان والاتفاق على رأي مشترك.
6- وحدة الموقف من الإنحراف العقائدي والفكري.
وفي مناسبة المولد النبوي الشريف نأمل أن تكون بداية للتنسيق والتفاهم الأوسع من أجل تحقيق الأهداف المرحلية والمستقيلة بأسرع الاوقات وأقل التكاليف.
موقفنا من الأحداث
قال رسول الله (’): >من أصبح لا يهتم بامور المسلمين فليس بمسلم<.
الاهتمام بامور المسلمين واجب اسلامي، جسدته الحوزة العلمية في مواقفها من الأحداث والوقائع المحلية والاقليمية والعالمية.
فقد كان علماء واساتذة وطلاب الحوزة يتابعون امور المسلمين ويشاركونهم آمالهم وآلامهم، فلم ينقطعوا عنها أو ينزوا بعيداً عنها.
وكانت رسائل مراجعنا الكام الى البلدان والدول الاسلامية والى علمائها قائمة ومتواصلة.
فقد أرسل الإمام الحكيم رسائل الى عيد الناصر يشينه عن إعدام علماء مصر، ورسائل الى علماء ايران في عهد الشاه، وكذلك كان مراجعنا الآخرون.
وفي هذه الظروف والتطورات التي تحدث في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين، تبقى الحوزة تتابع الأحداث وتتفاعل معها وتتعاطف مع جميع الشعوب التواقة للحرية وتحقيق العدالة بإرادتها. ومن هذه النظرة الإسلامية التي يمليها علينا ديننا فاننا نبارك للشعبين التونسي والمصري انتصارهما على حكام الجور والظلم، ونساند بقية الشعوب للتحرر من الظلم بالكلمة الهادفة والاعلام والتعاطف المعنوي، ونتابع ما يجري ونتفاعل معه تفاعلاً حقيقياً ونسأل الله تعالى أن يكتب الصالح لجميع الشعوب الاسلامية.
ونأمل من جميع الحكومات اخذ الدروس والعبر من سيرة الحكام الآخرين، والاهتمام بالشعوب ورعايتها ومنحها حرية التعبير وحرة الكلمة والاهتمام بتحسين اوضاعها الاقتصادية.
ونأمل من الحكومة العراقية ان تبذل جميع ما يوسعها في الاستجابة لمطالب الشعب العراقي في احلال الأمن والأمان وتوفير الخدمات وتحقيق العدالة، والقضاء او التففيق من البطالة، والأهم من ذلك المحافظة على وحدة العراق حكومة وشعباً وأرضاً.
اسبوع الوحدة والنظرة للتعددية المذهبية
الأمة الإسلامية أمة واحدة تجتمع حول محاور مشتركة وهي: وحدة العقيدة، ووحدة المصير، ووحدة المصالح، ووحدة التاريخ، ووحدة العدو الذي جند جميع امكاناته المادية والعسكرية والاعلامية لمواجهة الإسلام للحيلولة دون انتشاره واستمرار حركته التاريخية.
الوحدة الحقيقية ليست توحيد العقيدة بجميع تفاصيلها وليست انصهار المذاهب، وإنّما هي وحدة الموقف تجاه الأحداث والوقائع والتحديات والمؤامرات التي لا تفرّق بين مذهب وآخر.
وأول خطوات الوحدة هي النظرة للتعددية المذهببية كأمر واقع لا يمكن تجاوزه أو إهماله أو الغاؤه، فالاسلام طائر له جناحان، ولا يمكنه الطيران بجناح واحد، وهو جسم أو رأس له عينان وتبقى النظرة بعين واحدة ناقصة، وهو نهر له رافدان، ويصعب الغاء أي رافد منه.
فإذا كان الجناح مريضاً او العين مريضة فينبغي إصلاحها لتشفى بدواء ناجح، وليس من العقل قطع الجناح لانه يمنع الطيران، ولا قلع العين لانه يشوه الرأي والوجه ويقلل من النظر.
إنّ حجم المؤامرات على الوجود الإسلامي يتطلب المزيد من تظافر الجهود والتعاون من أجل المحافظة على وحدتنا، بتشكيل لجان للتفاهم والتعاون الميداني إبتداءً باللقاءات واقامة الندوات والمؤتمرات المشتركة التي تبحث عن نقاط الاشتراك بين المسلمين مع احتفاظ كل مذهب بخصوصياته العقائدية والفقهية وطرحها باسلوب قائم على اساس الحكمة والموعظة الحسنة

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=4926
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 04 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3