• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دولة الرئيس لم نكن نتمنى لك ذلك؟! .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

دولة الرئيس لم نكن نتمنى لك ذلك؟!

وأخيرا أنتهت رحلة المالكي مع الرئاسة والتي أمتدت لثمان سنوات كانت كلها ومع الأسف مليئة بالحروب الداخلية والصراعات السياسية وأنتشار الفوضى والفساد بشكل مرعب وأستمرار الأزمات من ماء وكهرباء، فلم يستطع طيلة سنوات حكمه من حل أزمة الكهرباء المستفحلة والمستعصية أضافة الى باقي الأزمات الأخرى!. وكم كنا نتمنى أن نرى مشهدا رئاسيا ديمقراطيا عربيا! ويكون ذلك لأول مرة على الساحة السياسية العربية، حيث يسلم الرئيس المنتهية ولايته الرئاسة لمن يخلفه بكل محبة ووئام وبدون أية دمعة تذرف! وبروح رياضية كما يقال!!، ويتمنى لخلفه كل الموفقية والنجاح في مهمته في أدارة شؤون البلاد، ولكن يبدو أن هذا أصبح حلما صعب المنال في دولنا العربية، فهيهات ثم هيهات أن يكونوا رؤوسائنا العرب في يوم ما كذلك! رغم تبجحهم بأنهم ديمقراطيون حد النخاع!!، وصدق المؤرخ العربي بن خلدون حينما قال: ( آفة العرب الرئاسة)!!. عفوا دولة الرئيس السابق/ مع الأسف أقولها وبألم شديد حيث لم نكن انا وغيري  الكثير من العراقيين نتمنى ان تنتهي رئاستك بهذه الطريقة؟!. فأسمح لي ان أقولها لك بأنك خسرت الكثير الكثير بتعندك وأصرارك على ترشيح نفسك الى  الولاية الثالثة وثبتّ على نفسك بأنك مصاب أيضا  بداء الدكتاتورية ولم تشفى منه بعد وأن أخفيت ذلك!، لقد خسرت بتعندك الكثير بما فيهم أقرب المقربين أليك( نشرت بعض مواقع التواصل الأجتماعي خبرا مفاده بأن الدكتورة حنان الفتلاوي والمعروف عنها بأنها من أكثر المناصرين لك، قد طلبت من الدكتور حيدر العبادي رئيس الحكومة الجديد أن يمنحها منصب وزارة الصحة مقابل تخليها عن دعمك وتم رفض طلبها!!). لم يكن الوضع الملتهب والممزق بالعراق  يتحمل تهديداتك المبطنة بخطبك الأسبوعية! (بأن أبواب جهنم ستفتح على العراق في حال حدوث تجاوز على الدستور؟! وبانك لن تتنازل عن رئاسة الحكومة ألا بقرار من المحكمة الأتحادية؟!) وما الى ذلك من كلام!، لقد أرعبتنا تصريحاتك! أكثر مما نحن نعيش فيه من رعب وخوف ولا أدري أين كنت تخفي هذا الوجه الثاني؟!!، حتى أن الرئيس الأمريكي(أوباما) حذرك من مغبة أحداث أية قلاقل!!!، والمحزن في الأمر أن كل ذلك تزامن  مع أنباء عن وصول (داعش) الى حدود أربيل وموت المئات من الطائفة الأيزيدية العالقون على جبل (سنجار) من العطش والجوع أو الذبح بسكاكين أرهابي (داعش) مع حدوث تفجيرات مرعبة في مناطق بغداد راح ضحيتها المئات من العراقيين من الأبرياء!! وسقوط طائرة مساعدات للمحاصرين في جبل (سنجار) أدت الى أستشهاد قائد الطائرة وأصابة النائبة (فيان دخيل) بأصابات خطيرة التي تبنت أيصال المساعدات الى المحاصرين، كل هذه الأحداث والصور المرعبة والمحزنة عما يجري في العراق و التي كانت تتناقلها وسائل الأعلام والفضائيات العربية والعالمية والتي أقامت الدنيا ولم تقعدها ، ألا أنها ومع الأسف لم تحرك فيك أي شيء!!. سيدي دولة الرئيس السابق/ لقد تمسكت بالدستور عساه أن ينصرك بأعتبارك كنت وقائمتك(دولة القانون) الفائز الأكبر في الأنتخابات الأخيرة التي جرت في شهر نيسان المنصرم، ولكن لا أدري هل نسيت أم تناسيت ! أن نفس هذا الدستور بفقراته وبنوده والذي أعتبرته وكأنه كتاب سماوي منزل! لا يأتيه الباطل لا من يمين ولا من شمال!! هو نفسه الذي كان كالسكين بيدك عندما ذبحت به روح الديمقراطية و قلبت فوز الدكتور (علاوي) بالأنتخابات عام 2010 الى خسارة!، وسرقة منه الفوز(عيني عينك )! كما يقال وأنت تقول لأنصاره ( لاتفرحوا) (وأحنه بعد مننطيهه)!!، ثم هل نسيت كم تعرض هذا الدستور الى انتقادات حتى تم تشكيل لجنة من أعضاء في البرلمان لأعادة النظر بالكثير من فقراته وبنوده لكونها ضمت بين سطورها كل شياطين الدنيا!!، كما ان هذا الدستور صار هو المشكلة وليس هو الحل حتى تتمسك به!!! أقول ولربما يتفق معي الكثيرين أو البعض  بأن دستورنا يعتبر واحد من أسوء الدساتير بالعالم ويحتاج الى أعادة النظر في الكثير من فقراته وبنوده!! (لا بد من الأشارة هنا: بأن دستورنا كتب على عجالة وفي ظروف عصيبة غير صحيحة، وقد أشرت الى ذلك بمقال  نشر في {صحيفة الأهالي} بعنوان // لسنا بحاجة الى دستور بل الى قوانين صارمة// قبل الأعلان عن كتابة الدستور أشرت فيه بأن الظروف الأمنية المنفلتة وغياب القانون وتأجيج الروح الطائفية والعشائرية والقومية كلها ظروف لا تسمح بأن يكتب دستور في مثل هكذا أوقات!!).دولة الرئيس السابق/ نعم أنت وقائمتك كنتم الفائزين بالأنتخابات الأخيرة، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك!، ولكنك نسيت أم تناسيت ان أصواتنا الأنتخابية ليست هي الحكم النهائي! وليست لها أية  قيمة تذكر!! أمام المحاصصة والأتفاقات بين الأحزاب والكتل السياسية!؟. دولة الرئيس السابق/ آلمني جدا أصرارك على أن تكون  رئيسا للحكومة لولاية ثالثة!!، ( أن كنت تدري فتلك مصيبة وأن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم)! فهل كنت لا تعلم أين وصلت اوضاع العراق طيلة الفترتين السابقتين من حكمك!؟، من سوء وفوضى وتمزق  وأنفلات أمني وأخلاقي وقانوني في كل مناحي الحياة  حتى أصبح العراق قاب قوسين من الأنفصال والتشتت والتشرذم!!. وأسأل هنا: ماذا كنت ستحقق للعراق لو تم ترشيحك لولاية ثالثة؟؟! ، وانت تعرف وتعلم جيدا بأنك مرفوض داخليا وخارجيا! حتى أن حزبك أنشق عليك ورفضك الكثير من قيادي الحزب؟! كما أن الأئتلاف الشيعي الذي يمثل حزبك حزب الدعوة أحد اركانه المهمة رفضك؟! ناهيك عن المرجعية الرشيدة في النجف التي أبدت  رفضها لترشحك لولاية ثالثة؟!. والأهم من كل ذلك هو أنك لم تعد رهانا رابحا لا لأمريكا ولا لأيران الذين هم يقررون سياسة العراق ومصيره؟!!، أذا عن ماذا كنت تستقتل على الولاية الثالثة وانت امام كل هذا الرفض الجماعي الداخلي والأقليمي والعربي والدولي؟!!!، وعلى أية قاعدة جماهيرية وحزبية وسياسية كنت تعتمد لتكون سندا لك؟!، فبعد ثمان سنوات من حكمك لا ماء ولا كهرباء ولا خدمات ولا أمن ولا أمان لا داخليا ولا خارجيا بعد ان سقطت مدينة الموصل أم الربيعين بأيدي مجرمي (داعش)؟!، لا أدري من أية خرمة باب كنت ترى الأوضاع في العراق؟! حتى تريد الولاية الثالثة؟!. ثم دعني هنا يا دولة الرئيس/ ان أسألك: لماذا تتكلم على أمريكا؟!! وتنتقدها وتقول بأنها( أصطفت مع من خرقوا الدستور؟!)، وهنا اريد أن اسمع صوتي بكل جرأة لك!! وللجميع ولكل قادة الأحزاب السياسية على أختلاف توجهاتهم الفكرية والأيديولوجية ان كانت أحزاب دينية أم علمانية، هل تستطيعون أن تنكروا بأنه لولا أمريكا لما حكمتم العراق؟!!! فمعارضتكم في الخارج لم تكن قادرة على أسقاط النظام السابق لو بقيتم تناضلون وتعارضون مئات السنين وهذه الحقيقة كما تعرفونها أنتم حق المعرفة يعرفها أيضا حتى أطفال العراق!!؟!، الشعب العراقي الوحيد الذي له الحق أن يسب ويشتم وينتقد أمريكا ليل نهار!! لأن أمريكا كذبت عليه ووعدته بأحلام كثيرة كلها لم تتحقق بل على العكس لقد دمرت العراق وأذلت شعبه ومزقت نسيجه الأجتماعي وأذاقته المر والعذاب وزرعت فيه الخوف؟!، أما انتم السياسيين فقد أسكنتكم في المنطقة الخضراء وعزلتكم تماما عن الشعب وعشتم فيها بربيع دائم لا تشعرون بحر الصيف ولا ببرد الشتاء؟! اليست هذه هي الحقيقة؟! لماذا أذا تتكلمون على امريكا؟!ثم هل نسيت أنك حكمت العراق كرئيس للحكومة لدورتين لثمان سنوات بموافقة امريكا وايران!! واليوم هم من رفضوك؟!. وقد نبهناك الى ضرورة عدم التمسك والعناد بالترشيح لولاية ثالثة( راجع عزيزي القاريء مقالنا المنشور على هذا الموقع وموقع صوت العراق  بتاريخ 13/7 بعنوان/ لماذا الأصرار على الولاية الثالثة يا دولة الرئيس؟!) فقد أشرنا بمقالنا أعلاه على تعلم الدرس من الأمام الحسن (ع) بعدأستشهاد أبيه الأمام علي(ع) وكيف تنازل عن الخلافة الى معاوية بن أبي سفيان حقنا لدماء المسلمين وأعلاء لمصلحة الأمة الأسلامية؟!.دولة الرئيس السابق/ ألم تشعر بلحظة بأن موت العراق وخرابه ودماره صار عنوانا بارزا لأستمرار رئاستك مكتوب بأحرف سوداء؟!، الكل كرهوا العراق ورفضوه بسبب من حكمك؟ لقد كان هناك أجماع دولي وأقليمي وعربي على رفض أية ولاية ثالثة لك؟! بغض النظر ان كنت أنت على حق وهم على باطل أم بالعكس؟! فالحقيقة تبقى ضائعة!!؟ وقد نوه لأكثر من مرة الرئيس الأمريكي (اوباما) في خطاباته الأسبوعية بأنه سوف لن يقدم للعراق أية مساعدة مادمت أنت الرئيس؟!!!!!. ولرب سائل يسأل هنا: هل أن من رفضوك جميعهم على خطأ وأنت على صواب؟!! وهل كلهم على باطل وأنت الوحيد الذي تمسك براية الحق؟!. دولة الرئيس كان بودي أن يكون خطاب تنازلك الأخير المفاجيء!! وسحبك ترشيح نفسك لولاية ثالثة وعدم مطالبتك بأي منصب؟!؟! بعد تلك الخطب العنترية الرنانة هو أن يكون خطابك الأول دون هذه الزوبعة الفارغة التي لم تقتل ذبابة!! وكفانا أن نكون ظاهرة صوتية فقط لا يرتجى منها أية خير؟!، فكان عليك منذ البداية أن تعي اللعبة السياسية وتعرف كيفية اللعب مع الكبار؟!!، وكان عليك ان تتيقن بأنك خاسر اللعبة وخاسر الرئاسة الثالثة معها ولا مفر من ذلك؟!!،. وهنا لابد من الأشارة بأن فشلك الذريع بولايتيك لا تتحمله أنت وحدك! بأعتبار أن لك شركاء في الحكم وهذا معلوم للجميع ولكن بالمقابل عليك أن تعرف بأن الشعب العراقي والعالم أجمع يعرف أن هناك بالعراق رئيس حكومة واحد هو أنت والكل يريد النتائج ولا يبحث عن التفاصيل، فانت الرئيس وانت القائد وأنت من تتحمل كل النتائج وما أنت فيه من خسران هو نتاج ولايتيك وسياستك الخاطئة؟!!!. أخيرا نقول : لا ندري ماذا ينتظر العراق؟! وماذا تريد امريكا ودول الغرب والجوار والأقليم من العراق؟! فها هو المالكي، يتنازل عن السلطة سواء بأرادته أم رغما عنه!!، وبدأت بوادر الأنفراج السياسي على العراق واضحة بعد أعلان المالكي سحب ترشيحه حتى أن الأمم المتحدة وعلى لسان أمينها العام( بان كيمون) أعتبر سحب المالكي لترشيحه بالخطوة التاريخية والبيت الأبيض عد سحب المالكي لترشيحه لولاية ثالثة بالخطوة الصائبة وخطوة نحو الأمام!!، وأنهالت على العراق وعلى رئيسه الجديد الدكتور (حيدر العبادي) رسائل التهنئة والقبول من السعودية وقطر وباقي دول الخليج!! وكل الدول العربية وقبلهم أمريكا وبريطانيا وفرنسا ودول التحاد الأوربي ومجلس الأمن!!!. فهل هذا يعني بداية لبناء العراق الجديد بعد سنوات من الموت والدمار والخراب، فالمعروف عن السياسة الأمريكية بأن الأمريكان هم أول من يقلبوا الطاولة وآخر من يعيد ترتيبها!! فهل يعتبر تنصيب الدكتور (حيدر العبادي) هي البداية لأعادة تنظيم وترتيب الطاولة العراقية  وفق الرؤية الأمريكية؟! أم أن أيام العراق القادمة لازالت حبلى بالأحداث والمفاجأءات؟! لننتظر ونرى؟!.

كافة التعليقات (عدد : 3)


• (1) - كتب : سمير عبد الرضا ، في 2014/08/21 .

مشكور

• (2) - كتب : نبيل محمود ، في 2014/08/21 .

الاستاذ العزيز لو ان السيد المالكي انسحب في بداية الامر وسلمها لغيره لاصبحت شعبيته قويه لكن تمسكة بالسلطه معتقدا باستلام الولاية الثالثه هو الذي جعله يتمرد اكثر وكل ذلك من خلال حاشيتة وها هي النتيجه تنازل عن السلطه وخسر شعبيته وحلفائه على العموم** ان مقالتك احتوت وشملت كل وجهات النظر ما عسانا الا ان نقول نشكرك عى مقالتك ابو وس

• (3) - كتب : محمد جاسم جوده ، في 2014/08/18 .

سيدي العزيز استاذ علاء كان من المفروض لدولة الرئيس وبعد الرفض الداخلي والإقليمي والدولي وحتى المرجعيه الرشيدة ان يخضع للإرادة الداخليه والخارجيه من اجل مصلحة البلد الا ان التشبث والإصرار على الولايه الثالثه أفقدته الكثير بالرغم ان الثماني سنوات لولايته لم نرى الا الأزمات والحروب الطائفية وكما أوردتها في مقالتك الرائعه وفعلا ماهكذا ولم نكن نتمى ذلك



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=49818
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 08 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19