مازال يعرف المؤرخين ان بداية أول عصر بشري هو على ارض وادي الرافدين بلاد القصب والماء بلاد الخير والعطاء .فبدأ بالحضارات القديمة من سومر وأكد ومروراً بأشور والحضر وبابل وفي كل هذه الحضارات كان كل اختراعات الأنسان واكتشافاته هي من الطين والقصب والأشجار فسلاحه وتنقله وبيوته وأكله وشربه اذا هو بلد الخيرات وبلد النعيم منذ ذلك الحين فمياهه زلال وطينه درر، تربت عليه أجيال، لا ينكر للفلاح جهدا ولا يضيع للصياد تعباً فوقفة أجلال لك سيدي يا عراق .فأنت اول من أحتضن الأنسان ولاتزال، مرورا بعصور الجاهلية واعتذر عن هذه التسمية التي هي تاريخية لا حقيقية لأنها تنافي الواقع آنذاك ، فبهذه العصور برز رواد الفكر والأدب والفنون والشعر الفصيح الذي لم يجاريه فصاحتاً (فهو عصر أمرؤ القيس وعنتره العبسي وقيس بن الملوح )وغيرهم من أباطرة الأدب العربي والبلاغة التي بلغت اوجها في عصر الاسلام بأسناد القرآن والاْحاديث النبوية ومواعظ وخطب امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام وخطبه العلمية والفلسفية ونهج البلاغة الذي لم يصله احدا الا القرآن الكريم وبعدها العصور الأموية والعباسية هذين العصرين الذين وصلت بهما حضارة وادي الرافدين أوجها بوجود بضعة رسول الله الائمة الاْثني عشر عليهم السلام ،على الرغم من تهاوي ملوكها وسلاطينها ألا ان حضارة وادي الرافدين بقيت نقطة ضوء بارزة مقارنة بكل الحضارات القديمة من الرومانية واليونانية حتى سقوط بغداد على يد التتار وهولاكو وتدمير بغداد وعلى الرغم من ذلك فالعراق عراق الخير والحضارة .وهذا هو الشأن الذي جلب من بعد التتار العثمانيين والبريطانيين وكل من اراد سرقة حضارة العراق قبل ثرواته ولكن يبقى في العراق رجال يحبونه ويفدونه ومن امثلتهم عشائر ثورة العشرين وهزيمة البريطانيين ومجيء الحكم الملكي بقيادة الملك فيصل الأول وبعده الملك عبدالأله وبعده فيصل الثاني الذي قتل بعد انقلاب 1958وجاء النظام الجمهوري بقيادة الراحل عبدالكريم قاسم الذي اراد ان يضع ثروات هذا البلد بيد ابنائه لكن يد الطغاة لم تسمح له بذلك كعبد السلام عارف وحكم البعث الجائر الذي استمر منذ تلك الحقبة الى يوم دخول الأمريكان للعراق والأطاحة بالطاغية المقبور هدام ....فهذه عصور مرت على العراق منذ العصر الأموي وليومنا هذا جرد أبناء العراق من كل خير فكل من يحكم العراق يصبح مالك غير شرعي لخيراته ،وها نحن اليوم نعيد ما بئناه منذ ما يقارب الألف ونيف من الأعوام منذ حكم الأمويين ،،والعراق وخير العراق لمن يحكمه فلنسقط هذا التصور عند بعض الساسة الذين يودون حكم العراق ولنعلمهم عن الغباء الذي هم فيه ،لان كل من حكم العراق بالباطل قد تنحى عن الحكم بالقوة والقتل والسبب ان العراق ولٌأُاد لرجاله ولا يقف عند رجل واحد ،فلكل رجل مرحله وليبتعد بعدها ولأنهُ عراق التغيير والأصالة والخير والثراء رغم ان شعبه يكفكف عرق الجبين من العوز والعناء والفقر الأفتراء ،فاحكموا بما يرضي الله ورسوله وأل البيت وألا فانتم مثلكم كيزيد بن معاوية من اللعناء !!!