فرحة الزهراء.
يقول الأستاذ العلوي في بداية كتابه عن الخليفة عمر والعلاقة بين وفاته وبين يوم (فرحة الزهراء): (إن العدو الذي كان اسمه يتردد بكثرة، هو عمر.فقد كنت أراه في ليلة محددة من كل عام شخصاً من سوقة المحلة، يجري خلفه الصبيان، وقد لفت بطنه بمخدة فوقها ثياب نسويه مما ترتديها الحامل، مصحوباً بزفّة من شعر الزجل الشعبي في يوم يسمى "فرحة الزهرة". فإذا سألنا الذين هم أسنُّ منا قيل: إنه اليوم الذي قتل فيه عمر بن الخطاب ففرحت الزهراء بمقتله).
أولاً: أن ما عليه الكتب التاريخية والتراجم إنّ وفاة الخليفة عمر كانت في يوم الاثنين لأربع بقين من ذي الحجة وهو ما علية كتب الفريقين من الشيعة والسنة.
ثانياً: أن يوم فرحة الزهراء هو في اليوم التاسع من ربيع الأول, والشيعة تحتفل في ذالك اليوم لورود روايات عن أهل البيت : في فضل هذا اليوم وثقها بعض وضعّفها آخرون، وهو اليوم الذي نُصب فيه الإمام الحجة المنتظر للإمامة بعد وفاة أبيه الحسن العسكري في الثامن من ربيع الأول. ووجه الاحتفال فيه أو تسميته بهذا الاسم أن الزهراء سوف تفرح لان حفيدها القائم سيأخذ بثأر ابنها الحسين ومن ظلم حقهم.
وهنا انقل هنا اراء علماء الشيعة حول هذا اليوم:
قال محمد بن إدريس في سرائره: من زعم أن عمر قتل فيه - أي في يوم 9 ربيع الأول - فقد أخطأ بإجماع أهل التواريخ والسير، وكذلك قال المفيد ; في كتاب التواريخ. وإنما قتل يوم الاثنين لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، نص على ذلك صاحب الغرة وصاحب المعجم وصاحب الطبقات وصاحب كتاب مسار الشيعة وابن طاوس، بل الإجماع حاصل من الشيعة وأهل السنة على ذلك.
وقال العلامة المجلسي: ما ذكر أن مقتله كان في ذي الحجة هو المشهور بين فقهائنا الإمامية. وأن مقتله يوم 9 ربيع الأول ليس بصحيح.
وعلى هذا الرأي فلا توجد هناك أي علاقة تربط ذالك الحادث بهذا. ألا أن العلوي يبحث عن أمور هو في غنى عنها لأنها لا تبعث إلى طريق المصالحة التي يتبناها في كتابه وإنما تبعث إلى القطيعة التي نظمها تحت طيات كتابه وبين سطور الجمل وهذا واضح بدون توضيح..!.
وحتى أن صح الرأي القائل بان مقتل الخليفة عمر كان في يوم 9 ربيع الأول, فلا إشكال هناك لان الشيعة عندهم ذالك اليوم من الأعياد كما ذكرنا لان فيه تنصيب الإمام الحجة بن الحسن المهدي الذي سيملأ الأرض قسطا وعدلا وسوف يأخذ بالثار من الظالمين.