• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : محروسةٌ كربلاؤك ... وهي تنتظر بدء الطواف على الجروح .
                          • الكاتب : حيدر عاشور .

محروسةٌ كربلاؤك ... وهي تنتظر بدء الطواف على الجروح

 محروسة كربلاؤك بين الضراعة والصبر، وهي تنتظر أياما لبدء الطواف على الجروح، ويذرع العاشقون بجنون شوارعها ويملؤنها روحا حقيقية تجسد ذلك اليوم الشبيه باليوم ويبدأ النزوح إليك من كل حدب وصوب معلنين الولاء ومجددين البيعة على أرضك في مكان دمك...
محروسة وهي توقظ الضوء كل الضوء حولك وترسم النهاية ليلتك التي أدمت الأرض والسماء ،والحكمة تنام بين أجنحة الصمت لتسجد قربك دون كلمة سنين طوال.. وطيورك التي تربت على أديم ترابك تقف فوق أركان دولتك تنظر الماء الذي ينساب حولك وتسال كيف رحلت عطشانا؟ وهاتان السيدتان الهرمتان تتناقشان تحت ينبوع في عمق دارك عن فضيلة من يشرب الماء وما تسجله الملائكة من حسنات بذكر عطشك الأكبر وأنت تقارع أعداء الإسلام...قالت احداهن: كانوا يعرفون منزلته ويتكبرون عليه.. في أوج الحرب سأله لعين..! أيها الأمير كيف ترى ماء الفرات أليس هو عذب... رفع الأمير يده الى السماء وقال اللهم لا ترويه من عطش... وبسرعة الإجابة للدعاء تلوى اللعين عطشا وقال صاحبه ما أسرع استجابة دعاء أولاد الأنبياء ... وشهقت الهرمتان بالبكاء وهما تقولان السلام على عطشان كربلاء...
سيدي أكثرهم سعادة من يجدون طمأنينة خفية قربك وكل الذين يذكرون عطشك مسلحين بالسر والعلن ضد كل محاولات تأخير طقوسك.. ستنطلق من كربلائك الأبواق باسم (حيدرا ) لتفزع ناصبي العداء والباغضين من أحيائهم وامواتهم جاعلين من الموت هدايا أكثر لمعانا من الذهب وهم يوشحون المدينة بالسواد حزنا عليك وينصبون منابر الإرشاد تتحدث عن فكرك وعقيدتك وحكمتك في عطشك وموتك وينسجون بأفئدتهم رغائب الحزن والألم ويغسلون ببذخ جزع ذكراك وشفي من أمراضهم الحالمون برضاك وتوهجت حياتهم وأنعمت مدنهم ببركاتك.
أحسست بالدهشة وجلست وحيدا لامست ترابك وتبركت من مشهدك وأنا اشهد كيف تضيء السماوات الغنية بالضوء كل نهار فوق كربلائك فازدادت روحي عشقا لك وجسدي يخترق ضريحك وفكري يتغذى من بحور علوم وجودك... إلهي ما هذه الإثارة السريعة في الفكر والعقيدة ...حدق بي احدهم بعينين ثابتتين وبادراك مفجع رافعا يدين مألومتين،كما للدعاء ليقول: اطمئن إن الإمام يسبب أسباب وجود من يريدهم في خدمته وهذا توفيق من رب العرش العظيم.. مع الابتسامة كان وجه الطيف معرقا بألف الم... استفقت من دهشتي وغفوتي ومر في ذهني ذلك الطير العطش فوق سارية الامام وهاتان الهرمتان وهما ترددان في الارتواء من الماء ،ودفء من سكب الطمأنينة في روحي ...ذقت لأول مرة حلاوة الأمان في نفسي وتعجلت في ارتحالي ،وكل آمالي ان الحق بالشخص الذي بث فيّ حياة لم اخطط لها ،وسأظل ألاحقه حتى اعرفه بنفسي....

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=52425
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 10 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3