• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : زينب .. جبل الصبر وشموخ العقيدة وصرخة الحق .
                          • الكاتب : فؤاد المازني .

زينب .. جبل الصبر وشموخ العقيدة وصرخة الحق

مهما إمتلكت المرأة من مقومات الصلابة والقوة في التركيبة الشخصية فتبقى مكنونات العاطفة والمشاعر تلتهب عند المواقف الحزينة وتبان عليها علامات الانكسار ، هذا هو المعروف والسائد في الاوساط النسوية على مر الزمان وكما يحدثنا التاريخ في مجمل تدويناته .
الغريب دون التاريخ لنا إمرأة ليست كمثيلاتها من النساء إذ لم تزيدها المصائب التي حلت عليها وواجهتها وأحاطت بها إلا صبراً وثباتاً وقوةً وفي أغرب وأحلك  اللحظات التي تنهار فيها قلوب أقوى الرجال مهما كانت لديهم من عزيمة ويتمتعون بأعلى مقاييس الصلابة في المواقف التي تهتز لها المشاعر .
دون لنا التاريخ ماحدث في كربلاء عام 61 هــ من مواجهة عسكرية بين سبط نبي الاسلام محمد بن عبد الله ( ص ) وهو الحسين بن علي بن أبي طالب ( ع ) ومجموعة من أهل بيته وأصحابه الذين لم يتجاوز عددهم سبعون ونيف في قبال آلاف من الجيش الاموي ، وبعد المواجهة بين الطرفين إنتهت بمقتل الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه عن بكرة أبيهم ولم ينجوا من تلك المجزرة حتى طفل رضيع لم يتجاوز عمره الـ (6) أشهر فقط ، ولم يتبقى إلا مجموعة من النساء الثكالى والأرامل والأيتام اللواتي حضرن الواقعة وشاهدن مصارع أزواجهن وآبائهن وأولادهن وإخوانهن وبالتأكيد إنهارت جميع تلك النسوه على ماجرى عليهن من مصائب إلا واحدة منهن ألا وهي زينب بنت علي بن أبي طالب ( ع ) أبت إلا أن تأخذ بزمام المبادرة وتحول الإنكسار والإنهيار الى مواجهة أكثر قوة وصلابة وعنفوان لتحقق نصر مؤزر للمبادىء التي نادى بها أخيها الحسين ( ع ) .
تلك المرأة المؤمنة التي صاغت من مصارع أبنائها وإخوتها وأبناء عمومتها وأصحابهم جبل من العزة والصبرفي نفسها حتى إقترن الصبر بإسمها على مر الأجيال ، ومن دمائهم الطاهرة التي سالت شموخ متعالي في سبيل الحفاظ على العقيدة والمبادىء التي نادى بها النبي الأكرم محمد ( ص ) من الأنحراف والتزييف التي عمد عليها بنو أمية ، ولتجعل من صرخات الأرامل والأيتام صرخة حق تدوي في الآفاق وعلى مر الزمان وفي كل مكان مزلزلة لعروش الظالمين ومتحدية لهم بالرغم من كونها أخذت أسيرة مع باقي السبايا وهذا ماجرى بعد أيام قلائل من واقعة كربلاء  في عقر دار الظالمين في  مجلس الإمارة وأمام الملأ في الكوفة وخلال المسير الى الشام في كل وادي ومدينة وحتى وصولها وبقية السبايا الى مجلس الدعي إبن الدعي في مجلس الخلافة في الشام .......  
ألا لعنة الله على الظالمين



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=53902
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3