كان الليل كئيبا هذه الليلة لان المفوض كان ياتي بين فترة واخرى ليسال المراة التي في الزنزانة المجاورة عن حاجتها الى المساعدة .
وكانت تلك المراة المظلومة تحاول ان تصمد بالرغم من قرب ولادتها ولا تبوح باسم زوجها الذي فر من ايدي الظالمين .
وكان المكان تحت الارض رطبا كئيا لا يمكن ان تتوقع اي امراة ان تلد في مثله وقد رفضوا ان يرسلوها الى المستشفى لعلها تخضع لهم وتعترف بشيء يوصلهم الى مكان زوجها الهارب .
وقرب افجر شعرت بصوت خجول يخرج من زنزانتها وعندما اصغيت اكثر علمت ان الصوت هو انين خافت من هذه المراة تحاول ان تخفيه .
وبعد ان توجهت الى الصلاة سالت الله ان يخفف عنها ولادتها في مثل هذه الساعة وان بنزل عليها صبرا .
وبعد فترة قصيرة ازداد الالم عليها واصبح صوتها يعلو رغما عنها وفي هذه الاثناء لا يكون هناك شخص يمكن ان يشعر بنا ونحن في سرداب المديرية ولا يسمع صوتنا لان الدوام لا يبدأ قبل التاسعة .
وفي هذه اللحظات شعرت ان مسؤولية ايقاظ المديرية تقع على عاتقي فقلت في نفسي من الذي يمكن ان يساعد هذه المسكينة فتذكرت المفوض الذي كان يمر عليها ليتفقدها وحيث ان الباب الذي يغلق الزنزانة كان حديدا اخذت اضرب عليه برجلي فخرج صوت عال ايقظ الموجودين في المديرية .
وبعد لحظات شعرت باصوات السجانين قد ملأ المكان فتوجهت الى صاحب الامر ان يكون معها لانها امراة مظلومة ولا معين لها في هذه الساعة .
وعندما جاء المفوض اسرع ففتح الباب واحتار كيف يخرجها من الزنزانة والطريق طويلة الى خارج سرداب المعتقل .
وبعد ان وصلت الى باب المعتقل جاءت ممرضة من المستشفى لمساعدتها فوجدتها قد ولدت وحدها وتعجبت من قدرتها على فعل ذلك ووحدها وفي مثل هذه الظروف ولا احد معها .
بعد ايام سالت عن اسم الولد بعد ان عادوا بها الى زنزانتها فقالوا ان اسمه هو وحيد لان المفوض الذي ساعد المراة في الخروج كان اسمه وحيد .
فقلت لهم ان الاولى ان يسمى هذا الولد محمدا لانه لم يكن وحيدا في يوم من الايام فلولا ان امام المظلومين كان يرعى امه لم يكن ليرى النور في يوم من الايام .
بعد عدة ايام جاء امر باخراج المراة من الزنزانة مع وليدها وتبرتها من التهمة الموجهة اليها وهي اخفاء المعلومات واصبح وحيد محمدا بالفعل وخرج ليروي للعالم معنى رعاية امام المظلومين . |