منذ ان تسلم السيد حيدر العبادي رئاسة الوزراء وبما يقارب الستة اشهر وجدنا ان التحركات التي يقوم بها تشير بوصلتها الى الاتجاه الصحيح في بناء الدولة ومؤسساتها وهو ما يلقي بالمسؤولية على باقي المكونات السياسية في ان تتفاعل بشكل كبير مع كل هذه الخطوات المهمة وان تبتعد بشكل كامل عن طموحاتها الحزبية الضيقة وان يتناسى الجميع انتمائه الحزبي والقومي والديني والمذهبي كي نصل في نهاية المطاف الى عراق افضل واجمل مما هو عليه اليوم وقبل اليوم فالمواطن العراقي تعب من كثرة الحروب والكوارث والارهاب والتنكيل به في حقبة النظام البعثي السابق وعلينا ان نفهم امرا بأننا اليوم دولة تعيش هامشا من الحرية والانفتاح وهو ما يستدعي القفز على كل تلك المعرقلات التي تعترينا نتيجة السياسات السابقة وانظمة الحكم الجاهلة التي حكمت العراق لعقود طويلة من الزمن.
عملية تطهير المؤسسة العسكرية والامنية من الضباط الفاسدين والانفتاح على الجميع من المكونات السياسية في العراق والافق الواسع في العلاقات الخارجية والتفاهمات الى رفع الحظر الليلي ونزع الاسلحة من الاهالي وحصرها بيد الدولة كلها قرارات مهمة وجيدة من اجل استقرار العراق وديمومته كدولة قادرة على النهوض مثل باقي دول العالم والا لولا الفساد في المؤسسة العسكرية والامنية لما وصل بنا الحال الى ما هو عليه اليوم من تمركز الارهاب في العديد من المناطق العراقية ولذلك لابد من اقتلاع كل الضباط الفاسدين من جذورهم لينصلح حال البلد ونتحسس وجودنا كعراقيين في بلد لم يجد الراحة يوما .
خطوة جديدة اخرى ومهمة في الاتجاه الصحيح وهي الاعتماد على قنوات اخرى للاقتصاد العراقي من خلال مبادرة دعم القطاع الخاص عبر المؤتمر الكبير الذي يجري عقده اليوم في بغداد بحضور عدد غير قليل من ممثلي الدول والبعثات الدبلوماسية وبرعاية وحضور رئيس الوزراء حيدر العبادي وهذا المؤتمر واسع لإعلان استراتيجية تطوير القطاع الخاص ، وهذا بالتأكيد سيصب في صالح العراق حتى نبتعد عن الاعتماد الخاطئ على النفط كمصدر وحيد لواردات العراق ولابد للعقلية الاقتصادي ان تتحرك بكل طاقاتها في هذا البلد لما فيه الخير من الموارد وكذلك الطاقات واعتقد ان الرجل لو دعم من قبل باقي الكتل السياسية بشكل صح لما تعثر العراق في جميع الحالات اقتصاديا وعسكريا ومجتمعيا ، نتمنى ان تسير هذه الخطوة لانعاش القطاع الخاص من اجل السيطرة على اقتصاد البلد ولا تكون هذه الخطوة مفتاحا للبعض من اجل الوصول الى نزواته والحصول على الدعم والتمويل لبعض شركاته التي يديرها خارج البلد فمن المؤكد ان لدينا بعض الحيتان التي تصطاد في الماء العكر وتبحث لها عن موطئ قدم في ذلك وهؤلاء يجب ان يقطع دابرهم نهائيا واعتقد ان السيد العبادي هذه من واجباته كمسؤول اول في الدستور العراقي وبيده القرار. |