• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : شلت أيدي قتلة البشر وارثهم الحضاري .
                          • الكاتب : شاكر فريد حسن .

شلت أيدي قتلة البشر وارثهم الحضاري

 جريمة همجية أخرى تضاف إلى سلسلة الجرائم والمجازر الوحشية البربرية ، التي تقترفها مليشيات وعصابات داعش التكفيرية المتطرفة بحق الإنسانية ، وضد الشعب العراقي وحضارته وثقافته وتراثه وتاريخه المجيد .
 فبعد أن أحرقت مكتبة الموصل التاريخية أقدمت هذه الفئة المرتزقة المأجورة المتوحشة والمستأسدة على تدمير المقتنيات الأثرية وكنوز الحضارة الآشورية والإرث الإنساني والتاريخي والفكري لحضارة وادي الرافدين ، التي تعود لآلاف السنين ، في متحف نينوى التاريخي بمنطقة الموصل ، الذي يعد من أعظم واهم واعرق المتاحف في العالم ، وتحطيم التماثيل الآشورية بصورة بشعة بالشواكيش والمطارق وأدوات الحفر والآلات الكهربائية ، وفي مشهد همجي يدمي القلوب .
وفي الحقيقة أن هذا الاعتداء الداعشي الوحشي الآثم على الموروث الحضاري العراقي هو كارثة بكل المقاييس، ونكبة ثقافية أليمة وموجعة في الصميم ، ويمثل احد أبشع الجرائم والمجازر الثقافية بحق تراث الإنسانية في العصر الحديث ، وهو دليل ساطع على همجية وبربرية هذا التنظيم الظلامي المتوحش ، البعيد كل البعد عن الإسلام ومبادئه وقيمه ، ولا يمثله بشيء ، بل يسيء له ويشوه صورته المضيئة المشرقة . كما يدل على عقلية الدواعش المتخلفة وأهدافهم الوحشية في التدمير والقتل والذبح والحرق وقطع الرؤوس ، وعدائهم للثقافة والتراث والفكر الإنساني الحضاري المتنور .
ومن الواضح أن داعش تبغي من وراء هذا الاعتداء الذي استهدف متحف الموصل التاريخي ، نشر ثقافة التطرف والإرهاب والعنف ، وتأجيج روح الفتنة والكراهية لضرب النسيج الاجتماعي بين المكونات الثقافية والحضارية المتنوعة والمتعددة للشعب العراقي ، وكذلك تشويه الهوية الثقافية والفكرية العراقية ، وتصفية الإرث الحضاري العراقي ، وتدمير البنية الحضارية والتاريخية للمجتمع العراقي ولوطن دجلة والفرات ، وطمس الدور الإنساني الرائد والعظيم للعراقيين الذين قدموا للإنسانية وللثقافة الكونية أرقى الحضارات .
إن أقل ما يمكن أن يقال في هذه الجريمة النكراء بحق الهوية والموروث الفكري الحضاري العراقي ، إنها فعل شنيع ومشين ، وعمل إجرامي همجي وبربري جبان عجزت حتى قبائل غابات الأمازون وأفريقيا عن ممارسته وارتكابه بحق الوجود الإنساني وماهية الحياة على هذه الأرض  ، وقد جاءت لتدمير الفنون واغتيال الإبداعات الإنسانية والتراثية التي خلفتها الحضارات المتراكمة على مر العصور والحقب التاريخية .
والمطلوب إزاء هذه الجريمة هو وقفة جادة وحاسمة ، وموقف تضامني عربي وإقليمي وعالمي موحد وواسع ، يدين ممارسات وجرائم ومذابح المجاميع التكفيرية الإرهابية ، وعصابات الموت والدمار والخراب وقتلة البشر من داعش وأخواتها ، التي تثبت يوماً بعد يوم إنها عدو لدود للإسلام والإنسانية والثقافة المستنيرة ، وعدو لئيم للعراق ، بماضيه وحاضره ومستقبله ، ولشعوب المنطقة كافة . ويجب التصدي الفاعل لها بحرب شعبية ومواجهة أفكارها الظلامية وعقليتها المتخلفة ، والقضاء عليها باجتثاث واستئصال جذورها وتجفيف منابعها الفكرية ، ومنع مصادر تمويلها من النفط الخليجي وتركيا الأردوغانية العثمانية .
خسئت داعش ، وشلت أيدي القتلة والوحوش من عصاباتها المجرمة ، التي أضرمت النيرات في الكتب ، واستباحت متحف نينوى التاريخي بالموصل .
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=58720
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 11