في الأربعاء الماضي حط رئيس وزراء تركيا السيد رجب طيب أردوغان رحاله في مدينة آمد بإقليم كوردستان الملحقة بتركيا ، الذي يعتبر أكبر أجزاء كوردستان من حيث المساحة والسكان . لاشك فقد كان الغرض من زيارة أردوغان لآمد عاصمة إقليم كوردستان ( تركيا ) هو كسب تأييد وعطف الكورد في هذا الإقليم ، وآمد بخاصة الى جانبه وحكومته وحزبه ، مع الانتخابات القادمة أيضا .
وقد تواترت الأخبار من وكالات الأنباء إن زيارة أردوغان قد باءت بالفشل ، وانها لم تصب أهدافها المرجوة كما كان المتوقع المنشود منها . وذلك لأن الكورد في آمد لم يستقبلوه إستقبالا حارا وحسب ، بل إنهم صدّوا الأبواب فيها بوجه أردوغان عبر تعطيل الأسواق والمحال التجارية لها ! .
على ما يبدو بوضوح فإن المواطنين الكورد من الأمديين في إقليم كوردستان الملحقة بتركيا لم يحيّوا أردوغان بلغتهم [ ب خيْر هاتى ] ، ولا بلغة الضيف الثقيل الظل [ خوش كَالدى ] ، أي بإختصار فإن هذه الزيارة كانت كما باللغة الفارسية [ بغير خوش آمد أردوغان لآمد ] ، أي بدون ترحيب ولا ترحاب ! .
هذا بالرغم إنه ليس من عادة الكورد وتقاليدهم الاجتماعية ، ولا من شيمهم الانسانية أيضا عدم الترحيب بالضيوف ، لكن قد بلغ السيل الزبى مثلما يقول المثل العربي ، أو كما يقول المثل الكوردي ؛ إن السكين قد بلغ العظم ! .
لهذا فقد كان الكورد في آمد العاصمة محقون في عدم ترحيبهم وإستقبالهم لأٍردوغان رئيس وزراء تركيا ، لأنه قد حنث بجميع الوعود والعهود التي قطعها وأطقلها في السنين الماضية حول حل القضية الكوردية في الاقليم المركزي لكوردستان وفق قواعد العدل ، وبصورة سلمية وتفاوضية . بدون ريب إن حكومة رجب طيب أردوغان ليست كالحكومات التركية السابقة من حيث حجم العداء والعدوانية للكورد وكوردستان . وقد قامت بالعديد من التغييرات والاصلاحات في تركيا ، وفي كوردستان الملحقة بها ، لكن بشكل نسبي جدا . لذا كان المتوقع أن يفي السيد أردوغان بوعوده وعهوده ، حيث [ المسلمون عند شروطهم ]كما جاء في الحديث النبوي الشريف ، مثل ؛
1-/ الاعتراف الرسمي بالاسم بإقليم كوردستان المركزي .
2-/ رفع حالة الطواريء والأحكام العُرفية رسميا عن الاقليم .
3-/ التفاوض بصورة رسمية مع الحركة التحررية الكوردية في الاقليم .
4-/ إ طلاق سراح سجناء السياسة والرأي من الكورد .
بإستناد ماورد يبدو إن أردوغان يتجاهل القضية الكوردية ، وإنه لا يريد أن يتفهّمها لكي يخطو نحو الحل العادل والمنصف لها . علما إنه لايتمكن بوحده ، ومن طرف واحد دون الشعب الكوردي وحركته التحررية وموافقتها من إعلان الحلول ، أو التي يزعم إنها حلول ، وما هي بحلول على الاطلاق ! .
إن القضية الكوردية في الاقليم المركزي من كوردستان ترفض أنصاف الحلول ، وإنها أيضا ترفض الحلول الترقيعية ، أو ماتسمى ببعض الاصلاحات . لأن القضية الكوردية في الاقليم المركزي ، كما في الأقاليم الأخرى من كوردستان هي قضية قومية ووطنية ، سياسية وإنسانية لأمة غدرت بها عمدا فتمّ تقسيمه ووطنها على المجاورين لها ، منهم الترك وتركيا لبالغ الأسى والأسف الشديدين . ومالم تتفهّم تركيا وغيرها الذين يتقاسمون إحتلاليا ، وبقوة الحديد والنار أجزاء كوردستان القضية الكوردية بهذه الحقيقة الصارخة فإنها تبقى بدون حل عادل ومنصف ! .
هناك حلاّن منصفان وعادلان للقضية الكوردية ، ونحن ككورد نقبل بكليهما وهما ؛
1-/ الحل الاسلامي للقضية الكوردية . أنا أطرح هذا الحل بإعتبار ان الاسلام يطرح الحلول العادلة للقضايا والمعضلات من جانب ، ومن جانب ثان إن المحتلين لأجزاء كوردستان هم مسلمون ، ومن جانب ثالث ان حكومة أردوغان وايران هما حكومتان اسلاميتان . لذا ان كانوا هؤلاء يؤمنون حقا بالاسلام ويمتثلون لتعاليمه وأحكامه وشريعته عليهم ترك الاحتلال والغصب ، لأنه حرام أشد التحريم في الشريعة الاسلامية ، ومن ثم الانسحاب من أجزاء كوردستان ليقرر الكورد مصيره بنفسه سواء كان تأسيس دولته الوطنية المستقلة على كوردستان ، أو القبول بكونفدرالية معهم ! .
2-/ الحل الأممي : هذا الحل مطروح منذ أواسط الأربعينيات من القرن الماضي من قبل منظمة الأمم المتحدة ، حيث إن قراراتها حرّمت أيضا الاحتلال والغصب لبلدان الشعوب ، مع حقها بنفسها في تقرير مصيرها مثلما جاءت في لوائحها القانونية ! .
إذن على ساسة تركيا والأتراك عموما تفهّم هذه الحقائق والقواعد والمنطلقات الأساسية لحل القضية الكوردية حلا عادلا . أما ما عداها التي تسمى بالحلول فإنها لاتفيد إلاّ أصحابها ، لأنها لاتساعد أبدا على حل القضية بالعدل والقسط والمساواة ! .
فهل من مُذّكّر ... ! ؟ |