أردوغان في آمد ؛ لكن بغير خوش آمد !
مير ئاكره يي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مير ئاكره يي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في الأربعاء الماضي حط رئيس وزراء تركيا السيد رجب طيب أردوغان رحاله في مدينة آمد بإقليم كوردستان الملحقة بتركيا ، الذي يعتبر أكبر أجزاء كوردستان من حيث المساحة والسكان . لاشك فقد كان الغرض من زيارة أردوغان لآمد عاصمة إقليم كوردستان ( تركيا ) هو كسب تأييد وعطف الكورد في هذا الإقليم ، وآمد بخاصة الى جانبه وحكومته وحزبه ، مع الانتخابات القادمة أيضا .
وقد تواترت الأخبار من وكالات الأنباء إن زيارة أردوغان قد باءت بالفشل ، وانها لم تصب أهدافها المرجوة كما كان المتوقع المنشود منها . وذلك لأن الكورد في آمد لم يستقبلوه إستقبالا حارا وحسب ، بل إنهم صدّوا الأبواب فيها بوجه أردوغان عبر تعطيل الأسواق والمحال التجارية لها ! .
على ما يبدو بوضوح فإن المواطنين الكورد من الأمديين في إقليم كوردستان الملحقة بتركيا لم يحيّوا أردوغان بلغتهم [ ب خيْر هاتى ] ، ولا بلغة الضيف الثقيل الظل [ خوش كَالدى ] ، أي بإختصار فإن هذه الزيارة كانت كما باللغة الفارسية [ بغير خوش آمد أردوغان لآمد ] ، أي بدون ترحيب ولا ترحاب ! .
هذا بالرغم إنه ليس من عادة الكورد وتقاليدهم الاجتماعية ، ولا من شيمهم الانسانية أيضا عدم الترحيب بالضيوف ، لكن قد بلغ السيل الزبى مثلما يقول المثل العربي ، أو كما يقول المثل الكوردي ؛ إن السكين قد بلغ العظم ! .
لهذا فقد كان الكورد في آمد العاصمة محقون في عدم ترحيبهم وإستقبالهم لأٍردوغان رئيس وزراء تركيا ، لأنه قد حنث بجميع الوعود والعهود التي قطعها وأطقلها في السنين الماضية حول حل القضية الكوردية في الاقليم المركزي لكوردستان وفق قواعد العدل ، وبصورة سلمية وتفاوضية . بدون ريب إن حكومة رجب طيب أردوغان ليست كالحكومات التركية السابقة من حيث حجم العداء والعدوانية للكورد وكوردستان . وقد قامت بالعديد من التغييرات والاصلاحات في تركيا ، وفي كوردستان الملحقة بها ، لكن بشكل نسبي جدا . لذا كان المتوقع أن يفي السيد أردوغان بوعوده وعهوده ، حيث [ المسلمون عند شروطهم ]كما جاء في الحديث النبوي الشريف ، مثل ؛
1-/ الاعتراف الرسمي بالاسم بإقليم كوردستان المركزي .
2-/ رفع حالة الطواريء والأحكام العُرفية رسميا عن الاقليم .
3-/ التفاوض بصورة رسمية مع الحركة التحررية الكوردية في الاقليم .
4-/ إ طلاق سراح سجناء السياسة والرأي من الكورد .
بإستناد ماورد يبدو إن أردوغان يتجاهل القضية الكوردية ، وإنه لا يريد أن يتفهّمها لكي يخطو نحو الحل العادل والمنصف لها . علما إنه لايتمكن بوحده ، ومن طرف واحد دون الشعب الكوردي وحركته التحررية وموافقتها من إعلان الحلول ، أو التي يزعم إنها حلول ، وما هي بحلول على الاطلاق ! .
إن القضية الكوردية في الاقليم المركزي من كوردستان ترفض أنصاف الحلول ، وإنها أيضا ترفض الحلول الترقيعية ، أو ماتسمى ببعض الاصلاحات . لأن القضية الكوردية في الاقليم المركزي ، كما في الأقاليم الأخرى من كوردستان هي قضية قومية ووطنية ، سياسية وإنسانية لأمة غدرت بها عمدا فتمّ تقسيمه ووطنها على المجاورين لها ، منهم الترك وتركيا لبالغ الأسى والأسف الشديدين . ومالم تتفهّم تركيا وغيرها الذين يتقاسمون إحتلاليا ، وبقوة الحديد والنار أجزاء كوردستان القضية الكوردية بهذه الحقيقة الصارخة فإنها تبقى بدون حل عادل ومنصف ! .
هناك حلاّن منصفان وعادلان للقضية الكوردية ، ونحن ككورد نقبل بكليهما وهما ؛
1-/ الحل الاسلامي للقضية الكوردية . أنا أطرح هذا الحل بإعتبار ان الاسلام يطرح الحلول العادلة للقضايا والمعضلات من جانب ، ومن جانب ثان إن المحتلين لأجزاء كوردستان هم مسلمون ، ومن جانب ثالث ان حكومة أردوغان وايران هما حكومتان اسلاميتان . لذا ان كانوا هؤلاء يؤمنون حقا بالاسلام ويمتثلون لتعاليمه وأحكامه وشريعته عليهم ترك الاحتلال والغصب ، لأنه حرام أشد التحريم في الشريعة الاسلامية ، ومن ثم الانسحاب من أجزاء كوردستان ليقرر الكورد مصيره بنفسه سواء كان تأسيس دولته الوطنية المستقلة على كوردستان ، أو القبول بكونفدرالية معهم ! .
2-/ الحل الأممي : هذا الحل مطروح منذ أواسط الأربعينيات من القرن الماضي من قبل منظمة الأمم المتحدة ، حيث إن قراراتها حرّمت أيضا الاحتلال والغصب لبلدان الشعوب ، مع حقها بنفسها في تقرير مصيرها مثلما جاءت في لوائحها القانونية ! .
إذن على ساسة تركيا والأتراك عموما تفهّم هذه الحقائق والقواعد والمنطلقات الأساسية لحل القضية الكوردية حلا عادلا . أما ما عداها التي تسمى بالحلول فإنها لاتفيد إلاّ أصحابها ، لأنها لاتساعد أبدا على حل القضية بالعدل والقسط والمساواة ! .
فهل من مُذّكّر ... ! ؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat