التسريبات الإعلامية وتصريحات بعض أعضاء لجنة سقوط الموصل لوسائل الإعلام , تؤكد أنّ رئيس اللجنة حاكم الزاملي المعروف في الشارع العراقي بجزّار وزارة الصحة , مصرّ على تحميل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي مسؤولية انهيار الجيش والقوّات المحلية وهروب القادة العسكريين من الموصل , بذريعة كونه القائد العام للقوات المسلّحة , مما أدّى إلى سقوط المدينة بيد داعش , مع العلم أنّ الجميع يعلم أنّ الموصل قد سقطت بيد داعش بفعل مؤامرة قذرة ساهمت بها أطراف وأجندات داخلية وخارجية , إضافة إلى الدور الذي لعبته حكومة الموصل المحلية ومحافظها والقوّات الأمنية المحلية فيها , والسبب الوحيد الذي استند عليه رئيس اللجنة لتحميل نوري المالكي مسؤولية سقوط الموصل هو كونه القائد العام للقوّت المسلّحة .
وهذا الكلام صحيح جدا لو أنّ نوري المالكي القائد العام للقوّات المسلّحة قد أصدر أوامر لقادة الجيش والقطعات العسكرية بالانسحاب من الموصل , فحينها سأكون أول من يطالب بمحاكمة المالكي بتهمة الخيانة العظمى وإعدامه أمام الشعب , وفي هذا المقال لا أريد البحث في أسباب سقوط الموصل بيد داعش , فهي بالتأكيد من اختصاص الجهات الرسمية المكلّفة بالتحقيق في هذا الملف , لكن من المهم أن يطلّع الرأي العام العراقي على طبيعة الصراعات السياسية التي فرضت نفسها ورافقت سير التحقيق في هذا الملف الخطير , هذه الصراعات التي أفقدت التقرير حياديته ومهنيته , فرئيس اللجنة حاكم الزاملي يريد بأي شكل من الأشكال تحميل رئيس الوزراء السابق مسؤولية ما حدث في الموصل بناء على أوامر من زعيم كتلته , حتى وإن كان المالكي لم يصدر أي أمر لقادة الجيش بالانسحاب من أماكنهم ووحداتهم , ووفق هذا المنطق الشاذ , يتحمّل رسول الله وسيد الكائنات ( ص ) مسؤولية هروب المسلمين وهزيمتهم في معركة أحد , ( مع الفارق بالتشبيه ) , لأنه روحي له الفداء كان القائد السياسي والعسكري في المعركة , ولم يصدر منه أمر بالانسحاب من المعركة , ومع هذا فقد هرب جميع المسلمين بما فيهم كبار الصحابة من ساحة المعركة ولم يبقى معه إلا خمسة فقط , فهل يتحمّل رسول الله ( ص ) مسؤولية هزيمة المسلمين في معركة أحد ؟؟؟ .
فوفق منطق الزاملي الشاذ أنّ الرسول ( ص ) نعم يتحمّل مسؤولية هزيمة المسلمين في أحد , كما أنّ محافظة الأنبار هي الأخرى قد سقطت بنفس سيناريو سقوط الموصل وفي زمن رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي , فهل يجوز تحميل العبادي مسؤولية انسحاب قطعات الجيش واستسلام قوّات الشرطة بأسلحتهم لداعش وسقوط المحافظة بأكملها بيد داعش ؟؟؟ فهو أيضا القائد العام للقوّات المسلّحة ؟؟؟ فإذا كان المالكي يتحمّل سقوط الموصل فالعبادي يتحمّل سقوط الرمادي , وهل يمكن تحميل مقتدى الصدر مسؤولية الجرائم التي اقترفها بعض أعضاء جيش المهدي ضد المواطنين الأبرياء كونه كان القائد العام لجيش المهدي ؟؟ وأخيرا هل يجوز لشخص مثل الزاملي الذي ينتمي لكتلة سياسية معلنة بعدائها للمالكي أن يترأس لجنة بهذه الأهمية والخطورة ؟؟؟ وهل سيكون التقرير الذي سيصدر من هذه اللجنة حياديا ومهنيا ؟؟؟ . |