بعد قرائتي لكتابه : ((دور الشيعة في تطور العراق السياسي الحديث)) الذي طبعهُ سنة 1972 والذي احتفظ بنسخة منه في مكتبتي مع كتب أخرى له، منها : إيران والخليج، ديالكتيك الدمج والنبذ . وهذا الكتاب الأخير متهافت جدا وفيه مغالطات تاريخية لا تُغتفر تضع على الكاتب ألف علامة وعلامة.
بعد قراءتي لذلك الكتاب كنت اظن خيرا بهذا الرجل.
ولكن .
عبد الله فهد النفيسي الكويتي مواليد 1945 يتبين انتماءه وحقيقة ثقافته وطراز تفكيره من تعليمه حيث تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي خلال سنوات 1951 و1961 في كلية فيكتوريا في حي المعادي في القاهرة فهو عقل غربي يرتدي الدشداشة فتم اعداده ماسونيا ليتحمل كتابة تاريخ المنطقة وفق اسس صهيونية حيث درس ذلك في جامعة مانشستر والجامعة الامريكية في بيروت ثم انظم إلى كلية تشرشل ، ومنها حصل على شهادة الدكتوراه على كتابه (دور الشيعة في تطور العراق السياسي الحديث).
قام مجلس الوزراء الكويتي باصدر قرار بفصل د.النفيسي من عمله في الجامعة ومصادرة جواز سفره ومنعه من السفر إلى الخارج بسبب مدحه للشيعة مواقفه من الدولة الكويتية من خلال نبوءاته بالاندماج بين الكويت والعراق (1) وقامت قوات الأمن بمنعه من التحدث في الدواوين واقتياده لمخافر عديدة في البلد منها الشويخ الصناعي وكيفان. ولكن بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران استعاد جواز سفره فسافر مباشرة إلى المملكة المتحدة كأستاذ زائر في جامعة إكستر ومنها عاد ليشن هجومه الأول على الشيعة وعلى الثورة الاسلامية وشخص الامام الخميني فكتب وخطب ضد الشيعة.
كان رئيس سابق لـ (المؤتمر الشعبي لمقاومة التطبيع مع إسرائيل في دول الخليج) ولكنه الآن يصف إسرائيل بأنها افضل من الشيعة ويمتدح ديمقراطيتها ويعتبرها نموذ يجب الاحتذاء به.
كان من المحرضين الاشداء لغزو العراق من قبل أمريكا.
والنفيسي رجل سياسة وليس له علاقة بالدين وعضو في مجلس الامة الكويتي قضى عمره بالسياسة لا يفهم فيها شيئا أثار زوبعة من التساؤلات اطاحت بسمعته ولكن فجأة تحول إلى ناقد ومتكلم في الأديان والمذاهب والتاريخ والسياسة والاقتصاد والاجتماع وكلشي وكلاشي.
هذا التافه أنا قرأت له في الستينات والسبعينات كان مع التشيع ويمدح في التشيع وكتب بعض المؤلفات عن التشيع ، ولكنه انقلب، والسبب أن امثال هذه النكرات في بداية أمرهم يكسبون ود الجماهير من خلال الالقاب الرنانة والكتابات الموزونة ، وعندما يصبح لهم جمهور تأمرهم الدوائر الماسونية بأن يظهروا على حقيقتهم ويوكلون إليهم ادوار غايتها تحطيم روح المقاومة عند الجماهير وتأليب بعضهم على بعض واثارة الكامن المذهبي خدمة لأهداف وغايات بعيدة.
فبعد ان فشل سياسيا قرر التوجه إلى الطب فسافر إلى جامعة مانشستر المملكة المتحدة ، ولكنه بعد مضي سنة هناك ترك دراسة الطب ويعود إلى الكويت لأنه غير قادر على مواصلة الدراسة في هذا المجال ، وقرر الجلوس في الكويت ولكن وردته دعوة من الجامعة الأمريكية فقر قراره أخيرا على دراسة العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت وحصل على البكالوريوس علوم سياسية سنة 1967.
فبعد ان وصلته الاموال السعودية والاوامر الماسونية التي نشأ عليها في جامعات الغرب والقاهرة وبيروت . وتبناه الإعلام الغربي والخليجي، برز دوره كمحارب للفكر الشيعي فقط تاركا كل قضايا الأمة العربية وما يحصل للشعوب على ايدي المستبدين والحكام العملاء الخونة. وعندما سألوه عن سبب تراجعه عن تلك الافكار التي تمدح التشيع سكت ولم يجب . ولكنه لم يطل سكوته بل خرج لنا على الفضائيات ليقول بأنه خلال هذه السنوات الثلاث درس الفكر الشيعي جيدا فوجد ان التشيع ليس على الاسلام وأن افكاره بعيدة كل البعد عن الدين.
هذا مثال واضح ونموذج بيّن لأردأ انواع المؤرخين ولعله اخبث مؤرخ من مؤرخي السلطة ممن باع قلمه بابخس الاثمان خدمة للصهيونية التي لايتورع عن مدحها عندما يتعلق الأمر بالتشيع.
كان في بداية السبعينات يمتلك بيتا صغيرا ، ولكنه اسس وبسرعة خارقة امبراطورية مالية وسلسلة مطابع لا يُعرف من اين اتى باموالها حيث قُدرت ثروته الان بالملايين. ناهيك عن العقارات والمنشآت والاراضي والمطابع
كلامه كله تهافت واخطاء فاضحة ، يبتر الكلام ، يُدلس يخفي المعلومة التي تُناقض كلامه.وأنا ادعوه للمناظرة في الفضائيات علنا حول تاريخ التشيع. لنُثبت له أي المذاهب على الدين وأيها الخارج عن الدين وهناك سوف يخسر المبطلون.
العلامة حسن بن فرحان المالكي يقول عن النفيسي : ( أنا أعرف هؤلاء المحللين العظام كالنفيسي ، لن يستطيعوا تدبر آية ، ولا تخربج حديث ، ولا فهم مقصد ، ولا الخروج من متاهة ، هم أضعف من أصواتهم المبحوحة)
توضيح.
1- على غرار ما قام به نوستراداموس من تنبؤات عجيبة غريبة قام الدكتور النفيسي أيضا بإطلاق النبوءات تلو النبوءات ومن خلال الندوة المقامة في نيويورك تحت رعاية المجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية وإبان حرب الكويت قال الدكتور النفيسي (بأنه في حلول عام ٢٠٢٥ لن يبقى في الخليج والجزيرة العربية إلاّ ثلاث دول فقط ، وهي ( السعودية ، اليمن ، و سلطنة عُمان) وتفصيلها هو أن الدول الصغرى في الخليج العربي، وهي البحرين وقطر ستنضم إلى السعودية والكويت ستنضم إلى العراق وأما الإمارات بإعتبارها امتداد إلى ساحل عُمان ستنضم إلى سلطنة عُمان) انظر مفكرة الاسلام لاثنين 28 يونيو 2010 موضوع تحت عنوان شيعة الكويت يرفضون الوحدة الخليجية. افثارت ثائرة الكويت ودول الخليج كيف يقوم النفيسي بهذا التصريح الذي يُعزز من سياسة العراق تجاه الكويت ويجعل له الحق في امتلاكها. وقد شنّ عليه الكاتب والمفكر الكويتي خليل علي حيدر صاحب الامتياز العالي من الجامعات الامريكية هجوما. حيث قال عن نبوئات النفيسي : (اطروحة النفيسي كارثية ومغامرة إرهابية بشعة وضربة لأنظمة وحكومات دول مجلس التعاون). انظر تصريحه في صحيفة الوطن عدد