يعيش تحت خط الفقر ولا يملك شيئ ويقتني خنجر! ، ولم يستخدم خنجره حتى بمرحلة الدفاع عن النفس،! مثل قديم يُتداول في الأوساط الاجتماعية، يحكي قصة رجل لا يملك أي شيئ من ضروريات الحياة، سوى آلة حرب بدائية، يلوح بها أمام خصوم افتراضيين في محاولة لردعهم واخافتهم، واحياناً يبتعد طموحه ليصل إلى اخضاعهم وإذلالهم.
مع كل مناوراته واستعراضاته القتالية، والرغبة بالتمدد وبسط السيطرة ووضع اليد، تعرض ذلك الرجل للضرب المبرح، حتى تكسرت بعض عظامه، إلا أنه لم يستعن بخنجره البائس.
يبدوا أن للأمثال الشعبية الساخرة تطبيقاً عملياً على الواقع السياسي، فأصبحت تضرب وتقاس على بعضهم، فساسة البلاد ممن تسنموا زمام الدولة في سنين حكم، زادت على الثمان، أضحوا كصاحب الخنجر، آنف الذكر، ففترة تقمصهم السلطة، كانت غارقة في مستنقع الفساد، وصاروا حاضنة للإنتهازيين والسراق، بل تصدروها هم .
استشرى الفساد بكل انواعه بجميع مؤسسات الدولة، كهدر المال العام وسرقة للموازنات والتلاعب بالارقام، بإيجاد مشاريع وهمية تبوب من خلالها، وتقنن بطريقة اختلاسية ومن ثم تسرق الأموال تحت هذه العناوين، في مخطط واضح لإرجاع البلاد الى مربعه الأول.
ساكشف ملفات فساد ثمانية أعوام، لمسؤولين كبار وابناء مراجع! ، بهذه الكلمات ابتدأ حديثه، نائب رئيس الجمهورية المقال، نوري كامل المالكي، بعد عودته من سفره الأخير، عندما استقبله ندماءه بطريقة المتملقين، والتي تشبه الى حد كبير ما كان يقوم به البعثيون،ابان حقبتهم المظلمة مع قائدهم الضرورة، فابتدأ تصريحاته بتهديد ووعيد وانه سيقلب الطاولة على من اسماهم بالمتآمرين فهدد ثم هدد حتى افقده التهديد ذلك الخنجر.
خلط الاوراق ومحاولة ذر الرماد في العيون، أصبح اسلوب تقليدياً تنتهجه الرؤوس الفاسدة في العراق، ممن قادوا مرحلة حكم اقل ما توصف به، بأنها الأفشل والأسوأ على الإطلاق، بسبب القراءات المتسرعة والغير مدروسة، والسياسة الهوجاء التي انتهجها كبار المسؤولين في الحكومة السابقة. |