المنهج ( Curriculum ) في اللغة : الطريق الواضح البين .
فعن لسان العرب : ( ... المنهاج : الطريق الواضح ... ) .
و في الأصطلاح : هو كيفية كشف و أستخراج المقاصد و المطالب المرادة .
أو : هو خطوات منظمة يتخذها الباحث لمعالجة مسألة أو أكثر , و يتتبعها للوصول إلى النتيجة المرادة .
و ( علم المنهج ) (Methodology ) : هو العلم الذي يدرس المناهج البحثية المستخدمة في كل فرع من فروع العلوم المختلفة , فهو مجموعة الأجراءات المتبعة في تخصص ما , كما و إن لكل علم منهجاً يسير عليه , و يميزه عن غيره .
و ( علم المنهج ) : هو العلم الذي يدرس المناهج البحثية المستخدمة في كل فرع من فروع العلوم المختلفة , لذلك يعتبر فرعاً من فروع الأبستمولوجيا .
و يقال بأن كلمة ( منهج ) ( Curriculum ) ترجع في الأصل إلى جذر الكلمة اللاتينية ( Currere ) و التي تعني : ما يجري في دورات السباق , أو مضمار السباق , ثم أطلقت كلمة المنهج على المقرر الدراسي , ثم صارت تعني المحتوى , و الأهداف , و الأنشطة التعليمية , و طرائق التعليم , و بيئة التعلم .
إن المفهوم التقليدي للمنهج القديم كان مبني على نظرية المعرفة التي تتبنى المبدأ القائل : (( إن كثرة تلقي الطالب للمعارف تُدرب عقله , و تنمي ذكاءه )) .
لذا فإن محور المنهج القديم هو ( المعرفة ) المتمثلة بالمقررات الدراسية الكثيرة و التي لا يتجاوزها الطالب أبداً .
و المنهج يتضمن خبرات غنية و متطورة تشارك في حركة المجتمع نحو العصرية , و هو يعمل على أعداد فرد متعلم في المجتمع , و المنهج يذيب الحواجز الموجودة بين ما هو ( نظري ) ( Theoretical ) , و ما هو ( تطبيقي ) ( Applied ) , كما و إن المناهج تخضع لطبيعة ( الإنسان ) , و ( المجتمع ) , و ( الظروف ) , و ( نوع الآدوات ) , و هي بالأساس تختلف من مجتمع لآخر .
لقد كان المنهج هاجساً للكثير من العلماء على مر القرون , فعلى سبيل المثال نجد أن كلاً من أفلاطون ( ق 4 ق . م ) , و كومينيوس ( ق 17 م ) , و فرويبل ( ق 19 م ) قد أولوا المنهج و مشاكله قدراً من أهتماماتهم و دراساتهم .
و يعد كتاب ( مقالة عن المنهج ) لـ( رينه ديكارت ) من الكتب المهمة و المفيدة في مجال المنهج .
لكن الدراسات المركزة و المتخصصة حول المنهج و جوانبه المتعددة , و ظهور العلماء المتخصصين به لم يبدأ إلا في القرن العشرين . و يعتبر من العلماء الذين أهتموا بالمنهج العالم الآلماني ( جون فريدريش هربارت ) الذي لقيت أفكاره و أطروحاته التربوية رواجاً و قبولاً واسعا في الولايات المتحدة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر , و الجهود التي بذلها أدت إلى تأسس جمعية ( هربارت ) عام ( 1895 م ) و التي تسمى الآن بـ( الجمعية الوطنية لبحوث التربية ) .
و يعتبر ( فرانكلين بوبيت ) من العلماء الذين كتبوا في المنهج كتاباً متخصصاً هو كتاب ( المنهج ) و ذلك عام ( 1918 م ) إذ يعتبر هذا الكتاب مَعلَماً يحدد ظهور علم المناهج كعلم , و تخصص مستقل بذاته .
لقد شهدت عشرينات القرن العشرين فترة تكون هذا العلم كتخصص , فبعد نشر كتاب ( فرنكلين بوبيت ) ( المنهج ) ظهرت العديد من الكتب التي كرست لدراسة ( المنهج ) ألفت من قبل مؤلفين تربويين متخصصين بالمنهج , و منهم ( دبليو تشارلز ) من جامعة أوهايو و كتابه ( بناء المناهج ) عام ( 1923 م ) , و كتب ( فرنكلين بوبيت ) كتابه الثاني ( كيف تعد منهجاً ) عام ( 1924 م ) , و أصدرت الجمعية الوطنية لدراسة التربية كتابا بعنوان ( بناء المناهج : الأسس و الطرائق ) عام ( 1926 م ) .
و المنهج يقسم إلى قسمين رئيسيين هما : ( المنهج التلقائي ) , و ( المنهج التأملي ) .
و يقسم ( المنهج التأملي ) بدوره إلى قسمين رئيسيين هما : ( المناهج العامة ) , و ( المناهج الخاصة ) .
أما ( المناهج العامة ) فتقسم إلى الأقسام التالية : ( المنهج النقلي , و المنهج العقلي , و المنهج التجريبي , و المنهج الوجداني ) .
أما المناهج الخاصة فهي : ( مجموعة من القواعد وضعت لتستخدم في حقل خاص من حقول المعرفة , أو علم من العلوم ) .
|