المناهج و دورها في التكامل المعرفي
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المنهج ( Curriculum ) في اللغة : الطريق الواضح البين .
فعن لسان العرب : ( ... المنهاج : الطريق الواضح ... ) .
و في الأصطلاح : هو كيفية كشف و أستخراج المقاصد و المطالب المرادة .
أو : هو خطوات منظمة يتخذها الباحث لمعالجة مسألة أو أكثر , و يتتبعها للوصول إلى النتيجة المرادة .
و ( علم المنهج ) (Methodology ) : هو العلم الذي يدرس المناهج البحثية المستخدمة في كل فرع من فروع العلوم المختلفة , فهو مجموعة الأجراءات المتبعة في تخصص ما , كما و إن لكل علم منهجاً يسير عليه , و يميزه عن غيره .
و ( علم المنهج ) : هو العلم الذي يدرس المناهج البحثية المستخدمة في كل فرع من فروع العلوم المختلفة , لذلك يعتبر فرعاً من فروع الأبستمولوجيا .
و يقال بأن كلمة ( منهج ) ( Curriculum ) ترجع في الأصل إلى جذر الكلمة اللاتينية ( Currere ) و التي تعني : ما يجري في دورات السباق , أو مضمار السباق , ثم أطلقت كلمة المنهج على المقرر الدراسي , ثم صارت تعني المحتوى , و الأهداف , و الأنشطة التعليمية , و طرائق التعليم , و بيئة التعلم .
إن المفهوم التقليدي للمنهج القديم كان مبني على نظرية المعرفة التي تتبنى المبدأ القائل : (( إن كثرة تلقي الطالب للمعارف تُدرب عقله , و تنمي ذكاءه )) .
لذا فإن محور المنهج القديم هو ( المعرفة ) المتمثلة بالمقررات الدراسية الكثيرة و التي لا يتجاوزها الطالب أبداً .
و المنهج يتضمن خبرات غنية و متطورة تشارك في حركة المجتمع نحو العصرية , و هو يعمل على أعداد فرد متعلم في المجتمع , و المنهج يذيب الحواجز الموجودة بين ما هو ( نظري ) ( Theoretical ) , و ما هو ( تطبيقي ) ( Applied ) , كما و إن المناهج تخضع لطبيعة ( الإنسان ) , و ( المجتمع ) , و ( الظروف ) , و ( نوع الآدوات ) , و هي بالأساس تختلف من مجتمع لآخر .
لقد كان المنهج هاجساً للكثير من العلماء على مر القرون , فعلى سبيل المثال نجد أن كلاً من أفلاطون ( ق 4 ق . م ) , و كومينيوس ( ق 17 م ) , و فرويبل ( ق 19 م ) قد أولوا المنهج و مشاكله قدراً من أهتماماتهم و دراساتهم .
و يعد كتاب ( مقالة عن المنهج ) لـ( رينه ديكارت ) من الكتب المهمة و المفيدة في مجال المنهج .
لكن الدراسات المركزة و المتخصصة حول المنهج و جوانبه المتعددة , و ظهور العلماء المتخصصين به لم يبدأ إلا في القرن العشرين . و يعتبر من العلماء الذين أهتموا بالمنهج العالم الآلماني ( جون فريدريش هربارت ) الذي لقيت أفكاره و أطروحاته التربوية رواجاً و قبولاً واسعا في الولايات المتحدة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر , و الجهود التي بذلها أدت إلى تأسس جمعية ( هربارت ) عام ( 1895 م ) و التي تسمى الآن بـ( الجمعية الوطنية لبحوث التربية ) .
و يعتبر ( فرانكلين بوبيت ) من العلماء الذين كتبوا في المنهج كتاباً متخصصاً هو كتاب ( المنهج ) و ذلك عام ( 1918 م ) إذ يعتبر هذا الكتاب مَعلَماً يحدد ظهور علم المناهج كعلم , و تخصص مستقل بذاته .
لقد شهدت عشرينات القرن العشرين فترة تكون هذا العلم كتخصص , فبعد نشر كتاب ( فرنكلين بوبيت ) ( المنهج ) ظهرت العديد من الكتب التي كرست لدراسة ( المنهج ) ألفت من قبل مؤلفين تربويين متخصصين بالمنهج , و منهم ( دبليو تشارلز ) من جامعة أوهايو و كتابه ( بناء المناهج ) عام ( 1923 م ) , و كتب ( فرنكلين بوبيت ) كتابه الثاني ( كيف تعد منهجاً ) عام ( 1924 م ) , و أصدرت الجمعية الوطنية لدراسة التربية كتابا بعنوان ( بناء المناهج : الأسس و الطرائق ) عام ( 1926 م ) .
و المنهج يقسم إلى قسمين رئيسيين هما : ( المنهج التلقائي ) , و ( المنهج التأملي ) .
و يقسم ( المنهج التأملي ) بدوره إلى قسمين رئيسيين هما : ( المناهج العامة ) , و ( المناهج الخاصة ) .
أما ( المناهج العامة ) فتقسم إلى الأقسام التالية : ( المنهج النقلي , و المنهج العقلي , و المنهج التجريبي , و المنهج الوجداني ) .
أما المناهج الخاصة فهي : ( مجموعة من القواعد وضعت لتستخدم في حقل خاص من حقول المعرفة , أو علم من العلوم ) .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat