يا نفسي دعيني أعتذر، عن كلّ تدخّلٍ أقحمتُ نفسي فيه، وأنا عنه في غنىً!
دعيني أعتذر عن تدخّلي في أيّ حديثٍ أودى بي إلى جدالٍ عقيمٍ واحتدامٍ بغيض، وجدتُني صغيرًا فيه، استصغرتُ نفسي وساءلتُها: ما آتاكِ منه غير ما لا رغبةَ لكِ فيه!
ماذا تقدّم لناسٍ تحاورهم في علمٍ، لا يهمّهم إلاّ غلبةٌ عليك! فلتكن لهم! وأنتَ إن لم يأخذوا منك، لن تخسرَ ممّا عندك شيئًا. والحقيقة التي تملك، تبقى نوّارةً ولو لم يستنيروا!
وإن يعوا أنّكَ تعرف في ما يقدّمون، تفلّتت منهم جنوناتٌ لاواعية! دعْهم إذًا ينعمون بوهمٍ قوامه أنّكَ عاجزٌ عن إدراك ما يملكون، فيرتاحوا ويحبّوك! دعهم يعتقدون أنّهم أفضل منك، فيهملوك، أو يستلطفوك!
اتركهم يقدّمون لَكَ ما يعرفون، فينكشفوا هم وتبقى أنتَ في رفعتكَ، حيث لن يستطيعوا البلوغ.
محبّتكَ لهم وللحقيقة تجرّكَ أحيانًا إلى الانزلاق في محادثتهم والرغبة في إيصال ما تؤمن به . ما يجعلكَ تقع في متاهاتٍ تندم على تمرّغكَ بها.
في الواقع، أن أعتذرَ يا نفسي إليكِ، وبكِ إلى من يعرفوني في ما أنا هو، بعضُ عزاءٍ لي في ضعفاتٍ تهوي بي!
دعيني يا نفسي أقوى بقيمٍ أسعى إلى التمتُّع بها، وأرقى إلى خصالٍ إنسانيّة تليقُ بما يُهديني رفعةَ شأني! |