أما في المجال المعرفي فقد أسس الإسلام مبدأ ؛ أن المعرفة ما هي إلا حصيلة الشراكة و التعاون المتبادل بين ( الذات ) , و ( الآخر ) .
و مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) قد تميزت بأسلوب تعاملها مع الآخر , و بالخصوص ( الآخر المعرفي ) بغض النظر عن انتماءه , و دينه , و مذهبه , و لغته , و ورث هذا الأسلوب و سار عليه علماء الشيعة في تعاملهم مع الأفكار و النظريات , فكان أسلوبهم في التعامل مع ( الآخر المعرفي ) تعامل علمي رصين يعكس العقلية المتفتحة لهؤلاء العلماء .
لذا فإن قضية دراسة ( الآخر المعرفي ) مهمة جداً و ذلك من جانبين :
الجانب الأول : ألا و هو ما يختص بدراسة المنهج الخاص بـ( الآخر ) , و كل ما يتعلق به . فلكل شخص منهجه الخاص به , و لكل علم منهجه الخاص أيضاً , و نحن و عند تعاملنا مع قضيةٍ ما علينا أن لا نخلط بين التعامل المنهجي , و التعامل الشخصي , و أن لا نجعل الدافع الشخصي يطغى على الجانب المنهجي في التعامل مع المعلومات , أو الشخصيات , و ما شاكل ذلك .
الجانب الثاني : ما يختص بمعرفة ماهية ( الآخر ) و كيفية التعامل معه , خصوصاً في المجال المعرفي , إذ لابد أن يكون التعامل المعرفي مختلف عن باقي أنواع التعاملات , فقوام التعامل المعرفي هو الحيادية التامة , و النفس العلمي الموضوعي , و البحث عن الحقيقة , بلا أي دوغمائية , أو تعامل أيديولوجي مسبق .
|