• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : للعرب سمك شط العرب .
                          • الكاتب : سليم أبو محفوظ .

للعرب سمك شط العرب

احد اصدقائي من زملاء المدرسة في بداية النصف الثاني من القرن الماضي


من الأذكياء ، أصحاب الحركات الجادة المقصودة بعفويتها العصبية بمزاجيتها المحببة


بحركاتها، قام بزيارة للعراق في بداية سبعينيات القرن الماضي ً تحديدا لشط العرب،


وركب البحر في رحلة على أحد قوارب سكان المنطقة، المعدة للسواح المحليين والمتنزهين


وصعد الموج وفي منطقة موجها أقل أرتفاعه من الوسط .


خلع البلوزة ومعها الفانيلا وقفز دون أن ينذر بحار القارب وذهل البحار وأخذ ينادي


على صاحبنا بصوت يشوبه الإندهاش والذهول ، حول المصيبة التي ستقع للسائح العربي في


شط العرب قرب  ميناء أم قصرالإيراني


وسبح صاحبنا وبحار القارب ابو المجاذيف يرتجف خوفا ً، ويكرر النداء با ن أصعد على


ظهر القارب ، لأن الموقع الذي قفز عليه رفيقنا منطقة مائية تتواجد فيها أسماك


القرش، وخوفا ً من حدوث شيئ أنزعج البحار العراقي الشهم خوفا ً، من وقوع كارثة تؤدي


بحياة العربي الاردني السائح السابح في شط، يعتقد أنه له حق في السباحة به.


 وبعد أن أستمتع صديقي بوجبة في السباحة صعد على القارب ، ولامه القبطان أو البحار


على ما فعل دون أن يشعره لكان أرشده على مكان أكثر أمنا ًمن الموقع الذي غطس فيه


مخاطرا ً ، دون علمه بالمنطقة ولكن المُسلم هو الله واثناء شق البحر بالقارب لفت


نظر يحيى دخا ن متصاعد بكثافة ،على بعد مسافة ليس ببعيدة وسأل البحار ما هذاك


الدخان فقال له رجل يشوي السمك على الشاطئ.


رجوه أن يوصله لعنده وفعلا ً أوصله للشاوي ، ونزل صاحبنا وقال  له أريدك أن تشوي لي


سمكة  فأجاب بالموافقة ، فدار ظهره الشاوي وتقدم عدة خطوات نحو معرش من اعواد الهور


وسعف النخيل ، وتناول شبكة من حبل الليف المار عليها الدهر بسنونه العجاف ورمى


الشبكة ، ودقائق ليس تزيد عن اصابع اليد الواحدة وقد سحب الصياد شبكته وأذا بها عدة


سمكات لا تزيد عن عشرة ولا تنقص عن ثمانية .


أحجامها مقبولة تكفي شخص بدون وجود خبز وقام الشاوي بتنظيفها بطريقته المعهودة في


المنطقة ووضبها للشوي ، على نار فحمها جمر وجمرها أحمر ناره حامية من حرارة الجو


اللاهبة بأرتفاع درجاتها ، وشدة لهيبها وقد سويت السمكة بنار اسطلى حشفها وأحمر


شكلها تفتح النفس لمشاهدها ويسال اللعاب لذكرها فأكل السائح الاردني السمكة كاملة


غير منقوصة .


 وحمد الله على نعمه وشكر الصياد الشاوي الذي أطعمه من نعم الله ، في أرض الله وبحر


شط العرب ، الذي أستمتع اخينا في تذوق شهي سمكه ،بعد الشوي وشكر الشاوي بعد حمد


الله وقال كم تريد يا معود بلغة أهل العراق    وتطلع عليه بنظرة بريئة بطمعها حادة


برؤيتها  ،وقال له خمسة دنانير وبلع ريقه السائح ولم يصدق أو فكر أن الشاوي غلط في


الطلب .


 كم تريد ثمن السمكة اللي شويته لي وأكلته عندك ، كم تريد بدل طهيها كرر الجواب مرة


أخرى ، وقال له خمسة دنانير يا معود و يش بيك وقال له ليش خمسة دنانير ، أنت


مستوردها  من شواطئ الأطلسي ، أنتى صد تها من هنا من شط العرب، وانا عربي ولي حصة


في الشط وهذه السمكة من حصتي ألا يطلع لي سمكة في العمر كأستحقاق لعروبتي.


 ومن شطي وخيراته كثيرة  ووفيرة  ،السمكة ملكي وأنت عليك أخذ أجرة التنظيف والشواء


وصيدها  ،وأصر الشاوي علي نفس الطلب الذي بدء به وتنهد صاحبنا آكل السمكة المشوية ،


وإذا برجل أمن دركي  في وظيفة على الشط يتمشى وفي يده عصا ليس بالقصيرة يتكئ عليها


بخفة واتزان ونادى عليه آكل السمكة المصطادة من شط عربي تسمية ً وجغرافية ً.


 وحضررجل الشرطة وقال له السائح  بعد مجاملة  ليس بالطويلة سأله رجل الامن الدركي


من اي بلد انت  ، قال له بعدين بعرفكم ثمن السمكة اذاتريد ان تأخذها من الشاوي قال


ماذا سؤالك قال بدي أسالك كم تدفع ثمن السمكة ، قال أعطيه ربع دينار مع العلم أن


الثمن الحقيقي للسمكة مئة فلس فقط  ،ولكن لأن صاحبنا غريب على شط العرب .


 زاد له الدركي خمسة عشر قرشاً كضريبة زائدة لانه عربي ، أكل السمكة شواء ً عل ضفاف


شط العرب على رأس خليج العرب ، مقابل ميناء أم قصر الفارسي ، تناول ربع دينار ورفض


أخذها الشاوي وقال للسائح العربي مثل ما قلت لك ، وقال الدركي كم يريد منك قال خمسة


دنانير .


 وانشدهه الدركي الذي سمع الرقم العالي والغير عادي ، وأخذ يكتال الشتائم  على


الشاوي بالفاظها البذيئة والمقززة بكلماتها يا.... يا


زمال....                      ياع.....يا بل....الع....شتائم فكر صاحبنا أن


الشتائم العراقية تحفظ من قاموس مختص ، في التفنن بالشتائم  التي كانت أثقل من جبل


أحد بمعانيها ، وأكبر من جبل قاسيون بألفاظها النابية . وقال الدركي أخو ...راتبي


خمسة دنانير تريد ثمن سمكة براتب شهر ما تخاف الله ، وهم الدركي بجلبة على مركز


الأمن وأخذ يتوسل وتوسط آكل سمكة شط العرب.


  التي أصطيدة له من حصته من الشط العربي المقابل للشط الفارسي ، الغني بالأسماك


كبيرة الحجم ومليئة باللحم الطري من خيرات العرب وشطها ، الذي يصطاده شاوي السمك


الذي يأخذ من الشط موقع لعمله اليومي ، ويعتاش من صيد السمك وشويه عل ضفة شط العرب


العربي ، الذي أعتبره صاحبنا بانه يمتلك الحق في السمكة  ،التي أكلها دون الحاجة


لخبز.


 وبعد ذلك غادر صاحبنا  المكان  المعد لشوي الأسماك الحية ، التي هي تعرف طريقها


للشبكة وتقع فريسة مشوية على النار ، من أجل أن يأكلها ضيف على العراق  قد حل ، ومن


أكل اللحوم مل ، فالسمك شهي ولحمه طري وشط العرب ندي وبأسماكه ثري . بنا ييسر الأمر


لكل من يتوكل عليه والرزق بين يديه مقسم على العباد ، والكل يتراكض ويتزاحم وهو


محدود وانفاسه معدود ، ولماذا كل الطمع لدى الانسان مو


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : ذو العينيين من : سندستان ، بعنوان : محاضرة عن ألثروة ألسمكية في 2011/06/26 .

هل هي محاضرة عن ألسمك ؟؟؟؟؟؟؟ ارتاح وريحنة من هذة ألكتابات. الخليج صار لخوتك برضاعة ألعجم ....تهانينا ******عفوآ بكتابانا ألاحرار





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=7107
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29